مساهمات مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في دعم مسيرة الدولة نحو الاستدامة
دبي 21، أغسطس 2023- تهدف مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إلى دعم الأجيال المستقبلية وتمكينها لابتكار حلول مستدامة، بهدف تيسير عمليات المعرفة والبحث في الوطن العربي. وتلتزم المؤسسة ببناء مجتمعات مبنية على العلم والمعرفة، من خلال دعم مشاريع البحث والأنشطة والمبادرات الساعية لتحقيق الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتُجسّد هذه المؤسَّسة المبادئ الرائدة للقيادة الرشيدة وتطلّعاتها لبناء مستقبل مستدام يستند إلى الابتكار والمعرفة. وترفد المؤسَّسة جهود الدولة الرامية إلى تحقيق الاستدامة من خلال تنفيذ مشاريع ومبادرات استثنائية، مدفوعةً بإرادة قوية للحفاظ على البيئة والموروث المعرفي الغني لدولة الإمارات.
تعزيز التعليم والتعلم المستدام
وتُولي مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة اهتماماً كبيراً لمبادئ التعليم والتعلّم المستدام بصفته محوراً استراتيجياً بارزاً في خططها، وتؤدّي المؤسَّسة دوراً رائداً في هذا المجال من خلال دعم المدارس والجامعات على مستوى الدولة والعالم لتطوير مناهج تعليمية مبتكرة تغرس قيم الاستدامة في نفوس الأجيال الناشئة وتُنمّي فيهم الحسّ البيئي وتُحفّز التفكير النقدي والإبداعي لديهم.
وتُدرك المؤسَّسة دور المعرفة، بصفتها القوةّ الدافعة للتنمية. فدون المعرفة لن تكون هناك تنمية. ولذلك تحرص المؤسَّسة على تطوير مهارات الشباب من خلال رفدهم بالخبرات والكفاءات والمعارف، وتوفير فرص تُتيح لهم توسيع حصيلتهم المعرفية وضمان مستقبل أفضل، بالإضافة إلى تعزيز المهارات القيادية لديهم.
وضمن مساعيها للارتقاء بواقع قطاع التعليم، أطلقت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة "مبادرة تحدي الأمية" التي تستهدف 30 مليون شاب وطفل عربي حتى عام 2030. وتهدف المبادرة إلى توفير فرص تعليمية للفئات غير المستفيدة من التعليم النظامي من خلال مساعدتهم على التزود بالمهارات والمعارف اللازمة لمواجهة التحديات. وتُكرّس المؤسَّسة جهودها لإعداد وتأهيل كوادر وطنية عالية الكفاءة لضمان مواصلة خطط التطور والتنمية والاستدامة. وتلتزم المؤسَّسة بتمكين المتميّزين من متابعة تحصيلهم العلمي في جامعات عالمية مرموقة. في هذا الإطار، تقدِّم المؤسَّسة منحاً وبعثات دراسية لتنمية المهارات وتحقيق الإنجازات الأكاديمية، وتسهم هذه المنح في إتاحة الفرص أمام المتميزين لمواصلة تحصيلهم الأكاديمي ضمن بيئة جامعية مرموقة. وإضافة إلى ذلك، تُخصص مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ميزانية خاصة بهدف تخريج إعلاميين يُتقنون إنشاء محتوى إعلامي يُسهم في بناء مجتمع معرفي مستدام، وذلك من خلال منحة كلية محمد بن راشد للإعلام. كما تُقدّم المؤسَّسة منحة أكسفورد التي تستهدف الطلاب في الإمارات والعالم العربي ممن يتطلعون لاستكمال دراساتهم العليا في جامعة أكسفورد. وتُوفّر المنحة للطلاب الفُرصةً للاستفادة من قدراتهم الفكرية، إذ تمكِّنهم من الانضمام إلى واحدة من أبرز الجامعات عالمياً. وتُعتبر هذه الخطوة مهمةً في مسيرتهم المهنية، في الوقت الذي يستعدون فيه لتحقيق تطلعاتهم المستقبلية ليُصبحوا قادة عالميين مؤثرين. وتُمكنهم هذه الفرصة من تطوير قدراتهم في إنتاج ونشر المعرفة، ما يسهم بشكل كبير في تقدم وتطور المجتمعات وبناء مستقبلٍ أفضل.
التوعية البيئية والاجتماعية
وتؤمن مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بأنّ حماية البيئة مسؤولية مجتمعية مشتركة تتطلّب تضافر جهود مختلف المؤسَّسات والأفراد. وعليه، تسعى المؤسَّسة إلى تحقيق تغيير إيجابي من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات والفعاليات التوعوية، ما يُمثّل خطوة رائدة نحو تعزيز الوعي البيئي في المجتمع. وتمثل المؤسَّسة الرائدة ركيزة أساسية في جهود دولة الإمارات الرامية لبناء وتعزيز الوعي الاجتماعي والبيئي، وتعكس التزام الدولة بتعزيز التنمية المستدامة والمشاركة المجتمعية. وتعمل المؤسَّسة على تمكين الأفراد وتشجيعهم على المشاركة الفعّالة في تحسين البيئة وتعزيز التنمية المستدامة من خلال تنظيم ورش عمل وندوات تفاعلية حول هذه القضايا. وتُعَدُّ جلسات "حوارات المعرفة" واحدة من أبرز المبادرات التي تُنظّمها المؤسَّسة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتُشكّل هذه الجلسات منبراً لمناقشة موضوعات متنوعة تشمل القضايا الاقتصادية والصحية والتعليمية والبيئية والاجتماعية. وتستعرض هذه الحوارات أفضل الممارسات والتجارب العالمية، وتوفّر بيئة محفّزة لتبادل الخبرات والأفكار المبتكرة لمواجهة التحديات المعرفية الراهنة. وتركِّز المؤسَّسة على تمكين أصحاب القرار والجهات المعنية في المجتمع لتطوير حلول مدروسة واستراتيجيات فعّالة لمواجهة التحديات وتحقيق التقدم والتنمية. وتُعزِّز هذه الجهود دور المؤسَّسة بصفتها حلقة وصل بين الأوساط الأكاديمية والقطاعات الحكومية والخاصة، لتحقيق التكامل في التعامل مع التحديات المتنوعة. وتأتي هذه المبادرات والفعاليات في إطار رؤية المؤسَّسة لبناء مجتمع يتّسم بالوعي والمسؤولية ويسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة للأجيال الحالية والمستقبلية.
دعم الأبحاث والابتكار
تحرص مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على الارتقاء بالبحث العلمي في مجالات متعددة بهدف تمكين الأجيال المُقبلة من ابتكار حلول مستدامة وتسهيل الوصول إلى المعرفة والبحث في المنطقة العربية. ولذلك، فإنها تلتزم بتقديم دعم متميز للباحثين والمبتكرين الذين يسهمون في تطوير حلول مستدامة للتحديات الحالية. وتُشجّع جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة المبتكرين والجهات المعنية في مختلف ميادين المعرفة، وتُحفّزهم لابتكار أفكار وابتكارات جديدة تُفضي إلى تطوير مسارات تبادل المعرفة وتعزيز الاستدامة على مستوى العالم. كما تحرص المؤسَّسة على تعزيز مهارات البحث والابتكار لدى الشباب والمهنيين من خلال تنظيم برامج تعليمية وورش عمل متنوّعة تُوفّر الفرصة للمشاركين لاكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لتطوير مشاريعهم الخاصة والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
وتُعَدّ قمة المعرفة، التي تُنظّمها المؤسَّسة، حدثاً سنوياً فريداً في المنطقة العربية. وتُعَدّ القمة أحد أهم وأبرز التجمعات الدولية المعنية بتبادل الخبرات ونقل المعرفة، حيث يتخذها المعنيون والمتخصصون وصنّاع القرار مرجعاً لوضع الخطط ورسم السياسات المستقبلية. وقد أصبحت القمة في وقت قصير منصة عالمية مثالية لمناقشة سبل ترسيخ بناء مجتمعات واقتصادات مستدامة.
توفير بيئة ملائمة لدعم مسيرة الاستدامة
في إطار مساهمتها الفاعلة في المجتمع، تتجاوز مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التوقعات من خلال توفير بيئة ملائمة تُعزّز مسار الاستدامة وتُحقق التنمية المستدامة في الدولة. وتكلّلت جهود المؤسَّسة في هذا المجال بإطلاق "مركز المعرفة الرقمي" الذي يُتيح للباحثين والمهتمين الوصول إلى محتوى متنوع في مجموعة متعددة من المجالات. ويُوفّر المركز تجربة غنية تُتيح لزوّاره الفرصة لينهلوا من بحور المعرفة المتاحة عبر الكتب والمقالات والدراسات والبحوث والمواد التراثية والتقارير والأدلة الإرشادية والوسائط المتعددة. إضافة إلى ذلك، يقدم المركز ذاكرة رقمية للمحتوى الخاص بالمؤسَّسات المعرفية العربية، ما يعزز قدرتها على بناء منصات رقمية ترتقي بسُبل التواصل وتبادل المعرفة.
وتضطلع المؤسَّسة بدور رائد في تطبيق مبادئ الاستدامة ضمن هياكلها وأنشطتها اليومية. وتبذل المؤسَّسة جهوداً استثنائية لتحقيق توازن بين تطوير أنشطتها والحفاظ على البيئة. وتدأب على تقليل أثرها البيئي من خلال تحسين كفاءة استهلاك الموارد مثل الطاقة والمياه، فضلاً عن إدارة النفايات بطرق مستدامة تُسهم في خفض التلوث البيئي والحفاظ على سلامة البيئة للأجيال المُقبلة.
الشراكات والتعاون الدولي والمشاركات في الأحداث العالمية
تُؤمن مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بأهمية الشراكات وتضافر الجهود على الساحة الدولية لتحقيق التنمية المستدامة. ولذلك، فإنها تسعى جاهدةً لبناء شراكات فعّالة مع مؤسَّسات دولية ومحلية لتعزيز تبادل الخبرات والمعارف وتعزيز التعاون لتحقيق أهداف الاستدامة. وتندرج هذه الشراكات تحت مظلّة استراتيجية المؤسَّسة الرامية إلى تحقيق تأثير إيجابي ملموس في المجتمع والبيئة من خلال دعم جهود الابتكار والبحث العلمي. وبفضل ما توفّره من تنوع في الثقافات والخبرات، تُمكِّن هذه الشراكات المؤسَّسة من تصميم وتقديم برامج تعليمية وبحثية متميزة تُلبي احتياجات الطلاب والمجتمع بفاعلية.
وتُشارك مؤَّسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب 28) في سياق التزامها بدعم مسيرة الدولة نحو الاستدامة والتنمية المستدامة ومناقشة وتبادل الحلول ذات الصلة بقضايا التغيّر المناخي. وتُعدّ هذه المشاركة خير دليل على التزام المؤسَّسة بالعمل المشترك مع مختلف الأطراف المعنية لتعزيز الوعي حول قضايا التغيّر المناخي والحفاظ على كوكب الأرض للأجيال المُقبلة. وبالاعتماد على الشراكات الدولية، تمكَّنت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من توسيع نطاق تأثيرها وتحقيق مساهمة فعّالة في تطوير المعرفة والتعليم وتعزيز التنمية المستدامة على مستوى العالم. وتستند هذه الجهود إلى رؤية الإمارات الطموحة في تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية وتحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة.
ويبرز دور مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة كشريك استراتيجي في قيادة مسيرة دولة الإمارات نحو الاستدامة والتطوير. وتدأب المؤسَّسة على تعزيز مبادئ التعليم والتعلّم المستدام كجزء أساسي من رؤيتها، من خلال دعم المدارس والجامعات وتطوير مناهج تعليمية تروِّج لقيم الاستدامة وتُشجّع على التفكير النقدي والإبداعي. تعمل المؤسَّسة على تطوير مهارات الشباب وتمكينهم من الوصول إلى المعرفة، ما يمكنهم من تحقيق تطلعاتهم ببناء مستقبلٍ مُشرق. وتُجسِّد المؤسَّسة الرؤية الرائدة لدولة الإمارات في إرساء أٌسس مجتمع معرفي مستدام، وتحقيق تقدم يعود بالنفع على الأجيال الحالية والمُقبلة. وتسعى المؤسَّسة من خلال مبادراتها وبرامجها إلى ترسيخ قيم الاستدامة وتحقيق التقدم الشامل في جميع جوانب الحياة. وتُؤكّد هذه الجهود على الدور المحوري للمعرفة في بناء دولٍ ومجتمعات قوية ومستدامة.