محمد المر يستعرض حياة محمد بن حاضر في جناح مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بمعرض الشارقة للكتاب
نظَّمت استراحة معرفة التابعة لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة جلسة حوارية بعنوان "في موكب الحب والحياة" في جناح مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، تحدَّث خلالها معالي محمد المر عن حياة الشاعر الراحل محمد بن حاضر، وأدارها الشاعر والإعلامي حسين درويش، وذلك خلال الفعاليات التي تنظمها استراحة معرفة في جناح المؤسَّسة بمعرض الشارقة الدولي للكتاب.
حضر الجلسة سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والدكتورة رفيعة غباش، مؤسِّسة متحف المرأة، والأستاذ طالب الرفاعي (شخصية العام الثقافية في معرض الشارقة الدولي للكتاب) وعدد من أفراد عائلة الشاعر الراحل محمد بن حاضر، وشخصيات فكرية وإعلامية وجمهور كبير غصَّت بهم أروقة جناح مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
حيث جرى استعراض شخصية الراحل محمد بن حاضر (1948 ــ 2011) بمناسبة صدور كتاب "في موكب الحب والحياة" الذي ضمَّ جزءاً من شعر محمد بن حاضر، وهو من بواكير إصدارات دار غاف الإماراتية للنشر.
وفي البداية عَرَّف مدير الجلسة الجمهور الموجود في الجناح بشخصية المتحدث الرئيس في الجلسة معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، وهو كاتب وأديب مخضرم عرفته الساحة الإماراتية من خلال مجموعة كبيرة من الكتب والإصدارات والمقالات والمساهمات الفكرية في ميادين الفكر والمعرفة، فضلاً عن ترؤُّسه عام 2011 المجلس الوطني الاتحادي، وهو أول أديب إماراتي يرأس المجلس.
وقال المر: لقد أسهم محمد بن حاضر في دعم الحراك الثقافي من خلال العديد من القنوات؛ إذ أسهم في تأسيس ندوة الثقافة والعلوم بدبي، وكان حاضراً في المشهد الإعلامي من خلال تواصله مع محبي شعره، ونشر العديد من القصائد الفصحى والنبطية في مختلف الصحف والمجلات. وهو يعدُّ أحد الوجوه الثقافية الإماراتية، التي أسهمت في تأصيل وحضور القصيدة الفصحى متأثراً بالشعراء العرب القدامى.
وأضاف معاليه أنَّ بن حاضر لم ينشر أية مجموعة شعرية طوال حياته، بالرغم من كتاباته الغزيرة، وإنجازه لعدد من الدواوين الجاهزة للطباعة، طوال نحو نصف قرن من عطائه الشعري الدفّاق، وهذا يدلُّ على تقديسه للشعر.
كما تميَّز بحماسته الوطنية واهتمامه بالشأن الوطني العام وانشغاله بالهموم الوطنية وغيرها من القضايا الوطنية الملحة والمهمة.
وعن الفن الشعري لدى بن حاضر قال محمد المر: لم يلتزم بن حاضر في قصائده بعدد التفعيلات، بل يعمد إلى تلوين القافية، مستفيداً من النظام الذي يستخدم آلات موسيقية عدة، في القصيدة الواحدة، وهو ما كان يردده النقاد الذين انحازوا إلى قصيدة التفعيلة التي خرجت على القصيدة العمودية.
كما قدَّم سعادة جمال بن حويرب شهادة عن الراحل محمد بن حاضر قائلاً: كان شاعراً وناثراً يكتب القصيدة العمودية إلى جانب الشعر الحديث فيبدع فيهما، كما كتب العديد من المقالات التي نُشِرَت باسمه، وبأسماء مستعارة أحياناً، ونتمنى جمع هذه المقالات وطباعتها.
وبدورها أشادت الدكتورة رفيعة غباش بشخصية بن حاضر وشعره الذي سيبقى طويلاً في وجداننا، وكذلك أشار طالب الرفاعي إلى أهمية توثيق نتاج الشعراء الذين لم ينشروا شعرهم في كتب أو دواوين كما فعلت دار غاف للنشر. وبدورها تحدَّثت عفراء محمود من دار غاف عن ظروف طباعة هذا الكتاب الذي شكّل إضافة مهمة للمكتبة المحلية والعربية، كما أشارت الكاتبة أمل إسماعيل إلى القيمة الفعلية لهذا الكتاب الذي تمَّ العمل عليه بشكل علمي منهجي ليخرج بهذه الصورة القيمة.
يُذكَر أنَّ محمد بن حاضر نشأ في منطقة «جميرا»، ودرس في مدرسة «آل مكتوم» في منطقة أم سقيم، قبل أن ينتقل لاستكمال دراسة المرحلتين الإعدادية والثانوية، في قطر، ثمَّ الدراسة الجامعية في جامعة ليدز، التي تخصَّص بها في مجال إدارة الأعمال، لينهي دراسته الجامعية عام 1967، كأحد أوائل المتخصِّصين في مجاله بالدولة.
حول مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
تهدف مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، الملحقة بهيئة دبي للثقافة والفنون "دبي للثقافة" إلى تقوية الأجيال المستقبلية وتمكينها من ابتكار حلول مستدامة؛ لتيسير عملية المعرفة والبحث في العالم العربي، كما تتعهد بتأسيس مجتمعات قائمة على المعرفة، من خلال تمويل المشروعات البحثية والأنشطة والمبادرات. فهي تدعم الأفكار والابتكار، وفي نفس الوقت تهتم بركائزها الأساسية التي تتمثَّل في التعليم وريادة الأعمال والبحث والتطوير. كما أنها تسعى لتطوير القدرات المعرفية والبشرية في العالم العربي من خلال التركيز على ثلاثة قطاعات استراتيجية هي المعرفة والتعليم وريادة الأعمال، وتعمل على تنمية الموارد البشرية في المنطقة من خلال خلق قاعدة عريضة من الخبرات البشرية التي تتمتَّع بمعارف ومواهب واسعة، وتوفير المزيد من الفرص للأجيال الشابة للحصول على المعرفة وضمان مستقبل أفضل، وتشجيع المهارات القيادية في أوساط الجيل الشاب لتحسين مستوى ونوعية حياتهم. إضافة إلى رعاية الجوائز المحلية والعالمية في مجالات الأدب والمعرفة والعلوم.