«ملتقى شباب المعرفة» ينظِّم أكثر من 20 جلسة حوارية ومعرفية على مدى 4 أيام
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 12 ديسمبر 2022- اختتمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة فعاليات «ملتقى شباب المعرفة» الذي نظَّمته المؤسَّسة بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وذلك على مدى أربعة أيام في الفترة ما بين 6 و9 ديسمبر 2022. وشهد الملتقى تنظيم أكثر من 20 جلسة حوارية ومعرفية حول تمكين الشباب معرفياً وتعزيز دورهم في قيادة مسارات تطوير المعرفة، استضافت خلالها نخبة من أبرز المتحدثين العرب والعالم.
وشهد اليوم الختامي للملتقى تنظيم 4 جلسات حوارية ناقشت العديد من المواضيع والمحاور أهمها دور الابتكار والتكنولوجيا في جعل العالم أكثر إنصافاً، والتحديات التي فرضتها الجائحة على الصحة النفسية للشباب، وتقليص فجوة المعرفة المالية بين الأجيال الشابة، ودور الشباب في دعم التقدُّم على مستوى تنفيذ خطة التنمية المستدامة.
الإنجاز رغم كل الصعاب
شهدت الجلسة الحوارية الأولى بعنوان «الإنجاز رغم كل الصعاب» مشاركة جافيا علي، مسؤولة ارتباط للأشخاص ذوي الإعاقة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المكتب الإقليمي للدول العربية، وعبدالعزيز المطيري، منسق إداري في مكتب برامج التدريب ومكتب المعلومات في كلية إدارة الأعمال بجامعة الكويت، وفرح القيسية، مؤسِّسة Stutter UAE. وأدار الجلسة حازم إبراهيم، مترجم وصحفي في قناة الشرق للأخبار – اقتصاد الشرق مع بلومبرغ.
وأشارت فرح القيسية إلى أنَّ 1% فقط من سكّان العالم يعانون من التلعثم بالنطق، وأنَّ الوعي تجاه هذه القضية ليس بالمستوى المطلوب، لذا يجب العمل على رفع الوعي والثقافة لدى جميع الفئات المجتمعية تجاه هذه المشكلة، لافتة إلى أنَّ فئة أصحاب الهمم أصبحت قادرة على إيصال رسالتها عبر التكنولوجيا الحديثة بطريقة أوسع لشرائح ولفئات مجتمعية أكبر.
من جهتها، أكَّدت جافيا علي أنَّ صانعي القرار والإعلام والمدارس والمؤسَّسات المؤثرة في جميع شرائح المجتمع، تقوم بجهود جبّارة في تعزيز دور أصحاب الهمم بالمشاركة في الحياة اليومية ودمجهم في كافة فئات المجتمع، وأنه يجب تكاتف جميع الجهود، بدايةً من الأسرة الصغيرة، لتذليل العقبات ضمن نطاق المنزل، وصولاً للحكومات والدول وصُنّاع القرار، الأمر الذي يضمن تعزيز دور أصحاب الهمم ومشاركتهم في التكافل المجتمعي.
من جانبه، تحدّث عبدالعزيز المطيري عن الدور الرئيس للأسرة في تنشئة الفرد، وأنَّ البيئة الأسرية التي يعيش فيها منذ الصغر تعدُّ المرحلة الأولى والأساسية في تكوين شخصيته، مشيراً إلى حاجة الشباب من أصحاب الهمم إلى الاحتكاك بتجارب ناجحة للاستفادة والتعلُّم منها، ولتكون مصدراً للإلهام نحو العمل على مواجهة التحديات وتذليل المصاعب التي تواجههم.
من الوباء إلى العالَم الافتراضي - إعادة التركيز على صحة الشباب
شارك في الجلسة الثانية التي حملت عنوان «من الوباء إلى العالَم الافتراضي - إعادة التركيز على صحة الشباب» الدكتورة جنى بو رسلان، محاضِرة ومتحدثة تحفيزية، وحاورتها ستيفاني البستاني، محلِّلة برامج وباحثة، مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتناولت الدكتورة جنى موضوع التواصل بين البشر، حيث إنه قلَّ بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أدَّى إلى تدني مستوى الصحة النفسية والعقلية، مشيرة إلى أنَّ الصحة النفسية تعدُّ حاجة أساسية للفرد لاستكمال مهامه اليومية.
وأكَّدت بو رسلان أنَّ إحدى النتائج الإيجابية للتواصل مع الذات بعد جائحة كوفيد-19 هي القدرة على حل النزاعات الداخلية للوصول إلى السلام العقلي والنفسي، وتركيز الفرد على نفسه، والتواصل والاندماج مع الأشخاص الداعمين والمحفّزين له. ولفتت بو رسلان إلى أنه يجب على الفرد مسامحة وتقبُّل ذاته، والتركيز على ما يحب وما يريد الوصول إليه، وأنَّ ترميم العلاقة مع النفس، والتواصل مع المشاعر والدوافع الشخصيّة، هي ما ستقي صحة الأشخاص العقليّة والنفسيّة.
تعزيز الإدماج الرقمي للشباب في الاستثمارات
ناقشت الجلسة الثالثة التي حملت عنوان «تعزيز الإدماج الرقمي للشباب في الاستثمارات» عدداً من المحاور المتعلقة بتطوُّر المشهد المالي، وتقليص فجوة المعرفة المالية بين الأجيال الشابة، وإعادة صناعة قطاع التداول والاستثمار، وطرق تأمين المستقبل المالي في عمر مبكِّر. وشارك في الجلسة محمد رسول، المدير التنفيذي لشركة أمانة كابيتل، وحاورته مايا حجيج، مقدِّمة برامج اقتصادية في قناة الشرق للأخبار.
وأوضح محمد رسول أنَّ سرعة الوصول إلى المعلومات تغيَّرت في العشرين عاماً الماضية، حيث أصبح الوصول للموارد والبيانات أسهل وأسرع، الأمر الذي انعكس على تغيُّر كبير في عدد الأفراد القادرين على الوصول إلى التبادلات التجارية الإلكترونية واتساع رقعة الأشخاص القادرين على المشاركة في التبادلات التجارية الإلكترونية من خلال الابتكار والتكنولوجيا. وأشار رسول إلى أنَّ الوعي المالي أمرٌ مهمٌّ جداً كونه عنصراً يرتبط بالحياة اليومية، والذي يفرض ضرورة توعية الشباب والراغبين في الانضمام لركب المتبادلين إلكترونياً، وأنَّ معظم الأشخاص لديهم تجارب سلبيّة في التبادلات التجارية الإلكترونية، ويجب التركيز على تغيير تجربتهم وتوعيتهم حول كيفية إدارة هذه التبادلات في الـ 20 عاماً القادمة.
وأكَّد رسول أنَّ سياسة الاحتفاظ المستقبلي للأموال، ستؤدّي إلى تطوير عقلية الاستثمار لدى الشباب، وبالتالي ستقوم عقلية الاحتفاظ المستقبلي بتحسين مستقبل الأفراد الذين سبق لهم تجربتها وهم في عمر الشباب، لافتاً إلى أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً كبيراً في نشر المعرفة لدى الأشخاص من خلال رؤية تجارب الآخرين في التبادلات التجارية الإلكترونية والخبرات المالية.
الشباب - مناصرة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة
استضافت الجلسة الرابعة التي حملت عنوان الشباب - مناصرة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة نهى حفني، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة «بيبول أوف إمباكت»، وحاورتها سارة شاتيلا، مسؤولة الاتصالات والمناصرة لمكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في الإمارات العربية المتحدة، والتي ناقشت عدداً من المواضيع المتعلقة بدور الشباب في دعم التقدُّم على مستوى تنفيذ خطة التنمية المستدامة، وتمكين المنظَّمات والشبكات التي يقودها الشباب.
وأشارت نهى حفني إلى أنَّه يوجد في العام نحو 1.8 مليار شخص من هم دون سن الـ 15 عاماً، والذين يمثلون عنصراً مهماً في التنمية المجتمعية في حال تمَّ إعدادهم والاهتمام بهم، حيث يجب النظر إلى هؤلاء الشباب على أنهم قادة وصُنّاع قرار في المستقبل، ومن الضروري رعايتهم وتنميتهم، كون هذا الجيل متصلاً رقمياً مع بعضه أكثر من الأجيال السابقة.
وأوضحت حنفي أنَّ التكنولوجيا الحديثة تعدُّ أحد الممكنات التي تجعل الشباب متواصلين مع بعضهم رقمياً، كما أنها أسهمت في تقصير المسافات بين الدول، وأنَّ العديد من روّاد الأعمال يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لتحقيق التوازن، ويجب على الشباب أن يتشاركوا آراءهم وأفكارهم حول كيفية تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولفتت حنفي إلى أنَّ هناك نحو 1.2 مليار شخص حول العالم لا يمكنهم الوصول إلى الكهرباء، وأنه يجب أن يتمَّ توزيع الموارد بشكلٍ عادلٍ ومتساوٍ، ومواجهة المخاوف وتمكين القدرات لحل المشكلات والتغلُّب عليها.
الجدير بالذكر أنَّ «ملتقى شباب المعرفة» شكَّل منصةً لتشجيع وتحفيز الشباب على المضي قُدُماً في تحقيق تطلُّعاتهم وطموحاتهم المعرفية، بالاستلهام من مسيرة الفائزين السابقين بـ «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة»، وقصص نجاحهم وإنجازاتهم التي تركت بصمةً مؤثرة في المشهد المعرفي إقليمياً وعالمياً.