مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تنظِّم أنشطة ومُلتقيات معرفية متعددة خلال فعاليات اليومين التاسع والعاشر من «معرض الشارقة الدولي للكتاب»
13 نوفمبر 2022 – متابعةً لمشاركتها النوعية ونشاطها المعرفي الفعّال في «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، نظَّمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة عدَّة جلسات معرفية خلال اليومين التاسع والعاشر من هذا الحدث المعرفي العالمي الرائد، والذي يتواصل حتى 13 نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة.
وشهد اليوم التاسع تنظيم المؤسَّسة جلسة بعنوان «كل يوم حكاية» ضمن أنشطة «استراحة معرفة»، قرأت خلالها إحدى عضوات استراحة معرفة قصة للأطفال من إصدارات برنامج دبي الدولي للكتاب، وذلك لتشجيع الأطفال على القراءة وتنمية شغفهم بفن القصة. وفي إطار فعاليات برنامج دبي الدولي للكتابة، نظَّمت المؤسَّسة حفل توقيع كتاب «النقط البيضاء» للكاتبة أمل الشامسي، إضافة إلى توقيع قصتين للكاتبة نجوى العوان ضمن برنامج القصة القصيرة.
وتضمَّنت نشاطات «استراحة معرفة» تنظيم جلسة بعنوان «الكتابة تتجاوز الحدود» مع الروائي والقاص طالب الرفاعي، الذي أكَّد خلالها أهمية برنامج دبي الدولي للكتابة الذي يعدُّ أكاديمية على مستوى الوطن العربي، مشيراً إلى وجود أكثر من 300 منتسب إلى هذا البرنامج من مختلف الجنسيات. وأوضح الرفاعي خلال الجلسة أنَّ كتابة القصص القصيرة هي أصعب نوع من أنواع الكتابة، مشيراً إلى الجانب المذهل للكتابة باعتبار أنَّ الكاتب موزّع بين القراءة والكتابة، ولفت إلى أنَّ الكتابة في الوطن العربي تتطلَّب تضحية على نطاق مهني وشخصي ومعنوي، كما أكدَّ أنَّ الرواية طاغية على القصة القصيرة في العالم كلّه، إلا أنَّ للقصة حضوراً كبيراً في أمريكا وأوروبا.
وأوضح سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أنَّ القراءة والكتابة والترجمة شكَّلت محاور رئيسة لأنشطة المؤسَّسة خلال مشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب. وأشار سعادته إلى أهمية الكتابة باعتبارها أداةً لنقل التجارب الإنسانية من منظور الكاتب إلى القارئ، وإلى ضرورة تشجيع ثقافة القراءة في ضوء دورها المؤثّر في تكوين شخصيات الأفراد وتطوير نمائهم المعرفي. كما أشاد بن حويرب بدور المترجمين المتخصِّصين في نقل المعرفة العلمية ومشاركة روائع الأدب العالمي، متخطين الحواجز اللغوية.
وشملت نشاطات «استراحة معرفة» أيضاً جلسة «الترجمات عن لغات وسيطة ومستقبل الترجمة العربية»، تمَّ خلالها استضافة خالد البدور، وحاوره الأستاذ حسين درويش. ولفت البدور خلال الجلسة إلى أهمية الدور الذي تضطلع به الجامعة التي تؤهل مترجمين متخصصين في نقل الآداب من الحضارات الأخرى، وإسهامات المستعربين المتخصِّصين في نقل الآداب في الصين والهند واليابان. كما أشار البدور إلى أنَّ تقارب عالم بفعل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل سهّل عملية النقل من الحضارات الأخرى.
وفي عاشر أيام معرض الشارقة الدولي للكتاب، نظَّمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة جلستين ضمن أنشطة «استراحة معرفة» هما «دائرة التوابل.. تناص التاريخ والمكان» مع الكاتبة صالحة عبيد، وحاورتها الدكتورة مريم الهاشمي، التي أشارت الى أنَّ التناص أنواع؛ إما شِعرياً وإمّا تاريخاً، وهو مفهوم يقوم على تداخل النصوص، والتماسك فيما بينها، وقالت: حن نتأثر بما نقرأ وبما نشاهد وبما نسمع، وسلوك الإنسان هو نابع مما يختلج في ذاته، وهو تعبير عمَّا في داخلنا. أمّا صالحة عبيد فقد أوضحت أنها كانت تنظر للتاريخ باعتباره مجموعة من الخطوط المتوازية التي قد تتقاطع أحياناً، وتعدُّ نفسَها قادمة من القصة القصيرة، وأميل للتكفيف من خلال اللجوء إلى أبعاد زمنية مختلفة. وقالت: «عندما تخطر لي فكرة لا أكتبها فوراً، بل أقرأ؛ لأنَّ القراءة تجاوب كافة أسئلتي وتغذي أفكاري». وفي جلسة «البودكاست ونقل المعرفة» مع دجى بن فرح وصفية الشحي، حيث حاورتهما الإعلامية علياء المنصوري. أوضحت بن فرح أنَّ البودكاست منصة رقمية مدونة للصوت، ويمكننا سماعه في أي مكان، ويمكن تقطيعه على مراحل. والبودكاست يسهّل حياة الإنسان، من خلال التعبير عبر الصوت لتوصيل الفكرة والتأثير بالناس. وأشارت الى أنَّ توصيل الفكرة في دقيقة أو بمدة زمنية قصيرة هو تحدٍّ كبير نواجه صعوبة في تحقيقه. والعديد من الذكور يهتمون بمواضيع البودكاست المتعلقة بالرياضة، أمّا النساء فتهتم بالمواضيع المتعلقة بالصحة والرشاقة والصحة النفسية.
كما تحدَّثت بن فرح أنه يجب تقنين المحتوى الصوتي المعروض في الدول العربية والأجنبية وعدم المساس بالقيم والعادات والتقاليد، حيث لدينا مسؤولية كبيرة تجاه تكوين رقابة لاحتواء المواضيع التي يتم طرحها. والمستمع ناقد كبير جداً، لذلك يجب عليك كونك صانع محتوى أن تكون في المستوى المطلوب من خلال توفير محتوى مدروس وجيِّد، إضافةً الى أنَّ البودكاست جزءٌ من الثقافة السمعية، وعلى الإعلامي أن يواكب التطوُّر، إن كان بثُّ المعلومة عبر الراديو أم التلفزيون أم الصحيفة؛ فالمعلومة هي ذاتها.
كما أوضحت أنَّ فكرة البودكاست كانت صوتية فقط، ولكن عندما بدأ صانع المحتوى بالبحث عن النسبة وعدد المتابعين أصبح البودكاست صوتاً وصورة، ويمكننا جذب الجيل الجديد لمنصات البودكاست من خلال بث مواضيع تعليمية وسردية ومحتوى خاص ومحفِّز ذي فائدة لهم.