مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تختتم زيارتها إلى المغرب
30 ديسمبر 2022 – اختتمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة زيارتها إلى مملكة المغرب، والتي جاءت في إطار سعيها لتعزيز تبني الدول الأعضاء في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» لمؤشر المعرفة العالمي، الذي تصدره المؤسَّسة سنوياً بالتعاون مع «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي». والتقى سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي للمؤسسة، خلال الزيارة، مجموعة من الشخصيات البارزة وممثلي الجهات الرسمية والمؤسسات المعرفية الرائدة على المستوى الإقليمي، وتمحورت هذه اللقاءات حول المشروع المعرفي، وشهدت مباحثاتٍ مهمة حول الواقع المعرفي في الدول العربية وسبل التعاون للارتقاء به في مختلف المجالات.
وشملت الزيارة لقاءً رفيع المستوى جمع سعادة جمال بن حويرب؛ ومعالي الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مصر؛ ومعالي الدكتور عبداللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي في المغرب؛ ومعالي الدكتور سالم بن محمد المالك، مدير عام منظمة الإيسيسكو؛ والدكتور هاني تركي، مدير مشروع المعرفة العالمي. وعُقِد هذا اللقاء على هامش الاجتماع التشاوري الأول حول «المؤشرات الاستراتيجية للتنمية في العالم الإسلامي.. مؤشر المعرفة أنموذجاً»، الذي أُقيم في مقر منظمة «الإيسيسكو»، وكانت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من أبرز المشاركين فيه.
وتمحور هذا اللقاء حول المشهد المعرفي في الدول العربية، وأهمية العمل المشترك للوقوف في وجه التحديات التي تواجه مسيرة تنمية المعرفة وتطويرها، حيث أكَّد سعادة جمال بن حويرب ضرورة وضع الخطط الاستباقية المبنية على إحصاءات وبيانات دقيقة تقيس الواقع المعرفي في الدول، وتساعد على تحديد العقبات بغية إيجاد أفضل السبل لتجاوزها، مُسلِّطاً الضوء على دور «مؤشر المعرفة العالمي» بوصفه مرجعية عالمية وأداةً رائدة تدعم صانعي السياسات والمعنيين بمجالات التنمية والمعرفة في مختلف الدول.
وعُقدت الدورة الثالثة والأربعون لاجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة «الإيسيسكو»، حيث خرجت بضرورة مواصلة عقد مثل هذه الاجتماعات التشاورية حول مؤشر المعرفة وغيره من المؤشرات الاستراتيجية والتنموية، وأهمية اللقاءات الدورية المنتظمة مع اللجان الوطنية لتعزيز التنسيق والتشاور في القضايا ذات الصلة، متوجِّهاً بالشكر والتقدير إلى مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على الجهود الحثيثة التي بذلتها لإقامة هذا الاجتماع، بالتعاون مع المنظمة و«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي».
وقال سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: «يمثِّل الاجتماع التشاوري ثمرة التعاون الوثيق بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ومنظمة «الإيسيسكو»، وتعكس النتائج المهمة التي خرج بها الاجتماع الدور الجوهري لتقرير «مؤشر المعرفة» الذي تصدره المؤسَّسة سنوياً بالتعاون مع «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، والذي يهدف إلى استقراء الواقع المعرفي في دول العالم وفقاً لبياناتٍ وإحصائياتٍ شاملة، واستشراف مستقبل المعرفة، ورفد صنَّاع القرار وواضعي السياسات بالدعم اللازم لتطوير القدرات المعرفية والتنموية لدولهم. ونتطلَّع قدماً لاستكشاف آفاقٍ جديدةٍ من التعاون مع منظمة «الإيسيسكو»، وتوظيف كامل القدرات والإمكانات للارتقاء بمسارات المعرفة المختلفة في العالم العربي. وستشهد المراحل القادمة من تعاوننا حشد الجهود لتعزيز المكانة العالمية للغة العربية، ولاسيَّما في دول العالم الإسلامي، وذلك من خلال وضع أطر عمل مشتركة تشمل العديد من البرامج والمبادرات الجديدة التي تستهدف تمكين الروابط ما بين اللغات المحلية واللغة العربية، فضلاً عن تطوير عمل المبادرات التي أطلقتها المؤسسة سابقاً، وعلى رأسها برنامج تدريب الكتاب، وتوسيع نطاقها لتشمل الدول العربية كافةً. كما تتركز أهدافنا المشتركة على الشباب العربي، إذ نسعى إلى تبنِّي الأساليب الحديثة لتعزيز حضور واستخدامات اللغة العربية لدى الأجيال الشابة، وتمهيد الطريق أمامهم لتطوير مهاراتهم وقدراتهم والانطلاق في مسارات المعرفة المتنوعة، بما يزيد من إسهاماتهم ومشاركتهم في بناء مجتمعات المعرفة».
ومن جانبه، قال الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة لدى «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»: «تواصل منظمة «الإيسيسكو» أداء دورها المحوري وبذل الجهود الحثيثة للنهوض بمختلف النواحي الثقافية والمعرفية للدول الأعضاء، وقد تمكَّنت من تحقيق إنجازاتٍ رائدة ومشهودة في هذا المجال. ويمثِّل الاجتماع التشاوري الأول حول «المؤشرات الاستراتيجية للتنمية في العالم الإسلامي.. مؤشر المعرفة أنموذجاً» خطوةً نوعيةً في مسيرة التنمية المعرفية الشاملة في الدول الإسلامية، حيث يستند المؤشر إلى أحدث الأساليب والتقنيات لقياس الأداء المعرفي في مختلف دول العالم، ومن بينها 37 دولة من الدول الأعضاء في المنظمة، ويقدِّم معارف دقيقة وشاملة توضِّح التحولات التي شهدتها مسيرة المعرفة، والتحديات التي تعرقلها، والفرص والآفاق المستقبلية التي تحملها. وتنبع أهمية هذا المؤشر من كونه مرجعية عالمية معتمدة وموثوقة، تزوِّد صناع القرار وقادة المعرفة والتنمية في مختلف الدول بالأدوات اللازمة لوضع خطط التنمية المعرفية المبنية على مبادئ التطور المعرفي المستمر في جميع القطاعات، ومواكبة أحدث التقنيات والاتجاهات التكنولوجية، ورفد الشباب بكافة الموارد والممكِّنات لتعزيز دورهم في بناء المستقبل».
كما استقبل سعادة الدكتور فريد الباشا، رئيس جامعة محمد الخامس، سعادة جمال بن حويرب في مقر الجامعة بالعاصمة المغربية الرباط، وتطرَّق الاجتماع إلى الدَّور المحوري الذي تلعبه مؤسسات التعليم العالي في تعزيز مستويات المعرفة في المجتمع وتشجيع الأجيال الشابة على التعليم المستمر والانخراط في المجالات العلمية والمعرفية المتنوعة وتوفير مساحة للإبداع والابتكار في هذا المجال، وتباحث الطرفان في الأهداف المعرفية المشتركة التي تجمعهما ومجالات التعاون الممكنة بينهما.
علاوةً على ذلك، زار وفد مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، برئاسة سعادة جمال بن حويرب «الجامعة الدولية في الرباط»، حيث كان في استقبالهم عبدالعزيز بن جواد، نائب رئيس الجامعة. واطَّلع وفد المؤسَّسة على أحدث تطورات وإسهامات الجامعة في ميادين العلم والمعرفة المتنوعة، كما استعرض أوجه عمل المؤسَّسة التي تتلاقى في أهدافها مع الرسالة المعرفية للجامعة. وشمل اللقاء حواراتٍ مهمةً تطرَّقت إلى ضرورة تشجيع مجالات البحث والابتكار المعرفي، ولاسيما لدى الأجيال الشابة، وتوظيف أحدث الأساليب والتقنيات للارتقاء بمسارات إنتاج المعرفة ونشرها، إلى جانب سبل التعاون المشترك بين المؤسستين للنهوض بالواقع المعرفي العربي في شتَّى المجالات.
وتخلَّل زيارة وفد المؤسَّسة إلى المغرب لقاء سعادة جمال بن حويرب مع خريجي «برنامج دبي الدولي للكتابة» في الرباط، حيث أشاد سعادته بنتاجاتهم المعرفية المتميِّزة وبالمستويات العالية من الإبداع والابتكار التي أظهروها من خلال البرنامج. كما أكَّد سعادته أهمية الدور الذي تلعبه مثل هذه المبادرات المعرفية في إثراء الحركة الفكرية والأدبية، والإنجازات الاستثنائية التي حقَّقها «برنامج دبي الدولي للكتابة» في دفع عجلة المعرفة من خلال تشجيع المواهب الشابة من أصحاب مهارات الكتابة والترجمة في جميع المجالات الأدبية والعلمية والبحثية، وإتاحة السبل لتطوير مهاراتهم والوصول بإسهاماتهم المعرفية إلى جميع أنحاء العالم.
وشملت سلسلة اللقاءات رفيعة المستوى اجتماع سعادة جمال بن حويرب مع معالي الدكتور يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى في المغرب، والذي تضمَّن مباحثاتٍ حول ضرورة تعاون الطرفين في المجال المعرفي والمبادرات المتنوعة التي من شأنها توظيف الإمكانات والأدوات المعرفية المتفرِّدة لكلٍّ منهما على الوجه الأمثل في سبيل تحقِيق أهدافهما المشتركة، فضلاً على الأفق الجديدة التي تسهم نتائج تقرير مؤشر المعرفة في تقديمها ودورها الجوهري في دفع عجلة التنمية المعرفية في دول العالم الإسلامي. كما استقبل سعادة العصري الظاهري، سفير دولة الإمارات في المغرب، سعادة جمال بن حويرب، في مقر السفارة بالعاصمة المغربية الرباط.