محمد بن راشد للمعرفة تعزِّز سجل إنجازاتها المعرفية اللافتة ضمن عام استثنائي
واكبت من خلالها الظروف العالمية المستجدة
حقَّقت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إنجازات لافتة خلال العام المنصرم 2020، وذلك على الرغم من الظروف الاستثنائية التي شهدها العالم، واستطاعت المؤسَّسة أن تعزِّز سجل إنجازاتها ومشاريعها المعرفية، التي طوَّعتها وفق متطلبات وظروف العام المنصرم، لتستمرَّ في دعم بناء مجتمعات المعرفة، والمساهمة في تطوير قدرات الشباب بمختلف دول العالم.
وتفصيلاً اختتمت المؤسَّسة عام 2020 بإطلاقها «مؤشر المعرفة العالمي للعام 2020» بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث غطّى المؤشر نتائج 138 دولة باستخدام 199 متغيراً، منهم 96 متغيراً أصلياً من أكثر من 30 قاعدة بيانات ومصدراً دولياً، فيما طوَّر خبراء المؤشر 103 متغيرات. وأظهر المؤشر احتفاظ دولة الإمارات بموقعِها ضمنَ أفضلِ عشرينَ دولةً عالمياً، متقدمةً ثلاثَ مراتبَ لتحتلَّ المرتبةَ الخامسةَ عشرةَ، مع احتفاظِها بالمركزِ الثاني عالمياً على مستوى الاقتصادِ للعامِ الرابع على التوالي، كما احتلَّت المرتبةَ العاشرةَ عالمياً على مستوى التعليمِ قبلِ الجامعيِّ، والمرتبةَ الأولى عالمياً على مستوى 15 مؤشراً قطاعياً ومحوراً ومحوراً فرعياً ومتغيراً.
وأكَّد سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي للمؤسَّسة، أنَّ إنجازات المؤسَّسة التي حقَّقتها جاءت ترجمة لرؤية القيادة الرشيدة التي تؤمن بأنَّ المعرفة حجر الأساس لازدهار وتقدُّم الأمم، وكذلك لتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس المؤسَّسة، بأن تؤدي المؤسسة دوراً فاعلاً في تعزيز مجتمع المعرفة، ودعم قدرات الشباب والاستثمار في البنية الأساسية للمعرفة.
وأضاف سعادته: «لقد حقَّقت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، على مدى سنوات مسيرتها المعرفية، نجاحات لافتة استطاعت من خلالها أن تصبح مؤثرة في مسارات نشر وإنتاج المعرفة، ليس فقط على مستوى الدولة بل وعلى مستوى العالم. كما استطاعت تقديم الدعم لعدد كبير من الشباب العربي وشباب العالم وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم المعرفية في مختلف المجالات. وستعمل خلال العام الجاري بجهود مضاعفة لوضع خطط مبتكرة تثري الساحة المعرفية وتسهم في خطط التنمية المستدامة لدولتنا».
ملتقى تحدي الأمية
وفي فبراير من عام 2020 نظَّمت المؤسَّسة «ملتقى تحدي الأمية» بهدف جمع الخبراء والمعنيين وأصحاب التجارب بمجال محو الأمية والتعليم تحت مظلة واحدة، لتبادل الأفكار والرؤى وتوطيد أواصر التعاون المشترك لتقديم الحلول الناجعة للقضاء على الأمية، كما تمَّ خلال الحدث تكريم أصحاب الإنجازات في هذا المجال. وخرج الملتقى بـ «إعلان دبي لمحو الأمية» الذي شكَّل خريطة طريق نحو محو الأمية في العالم العربي، وتمَّ إقراره من المنظمة العربية للثقافة والعلوم.
وبالتزامن مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار فيروس كوفيد 19، نظَّمت المؤسَّسة خلال العام 2020 جلسات «حوارات المعرفة» التي بلغ عددها15 جلسة افتراضية جمعت أبرز العقول والخبراء المعنيين بالمعرفة، وحضرها آلاف المتابعين من مختلف أنحاء العالم، بهدف تعزيز مسارات نقل ونشر المعرفة، والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة، إلى جانب معالجة أهمِّ القضايا المعرفية الراهنة، واستعراض أفضل الممارسات والتجارب العالمية، فضلاً عن طرح الحلول لمواجهة التحديات لتقدم الأمم وتنميتها المستدامة ورفاهية شعوبها، في ظل انتشار وباء كوفيد 19، والتحوُّلات الجوهرية التي طرأت مع تفشي هذه الجائحة.
ومن جهة أخرى شهد عام 2020 إطلاق المؤسَّسة لـ «مركز المعرفة الرقمي» الذي يسعى إلى توفير منصة إلكترونية شاملة تُيسِّر التعلُّم الذاتي، وإثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، إلى جانب دعم المحتوى الرقمي العربي من خلال توفير منصات عربية لإتاحته وتعزيز استخدامه، وتقديم جرعة معرفية مكثَّفة على نحو ممتع وسريع يتناسب مع متطلبات الحياة المعاصرة.
كما وفَّر المركز مكتبة صوتية خاصة تتضمَّن مجموعة معرفية كبيرة من الكتب والمصادر والمحتوى لأصحاب الهمم، يمكنهم الدخول إليها بكل سهولة والاستماع بها وتحميلها على أجهزتهم الخاصة.
فعاليات افتراضية
وبالتزامن مع ذلك أطلقت حملة «استثمر وقتك بالمعرفة الرقمية» التي هدفت من خلالها، إلى تعزيز استخدام منصة «مركز المعرفة الرقمي» لاكتساب المعرفة من قِبَل جميع أفراد المجتمع والباحثين والطلاب، في ظلِّ إجراءات التباعد الاجتماعي، من خلال أجهزتهم الذكية ومن منازلهم دون الحاجة إلى استخدام الورق والتواصل المباشر مع الآخرين.
وأكملت المؤسَّسة خلال العام 2020 فعالياتها الافتراضية، حيث نظَّمت ورش عمل تدريبية ضمن «برنامج دبي الدولي للكتابة»، والتي شملت ورشاً متعددة في مجالات القصة القصيرة وأدب الطفل وأدب اليافعين، واستهدفت 25 متدرباً من مختلف البلدان العربية تدرَّبوا خلالها على أساليب الكتابة الإبداعية على أيدي أفضل خبراء التدريب في الوطن العربي. وناقشت الورش مختلف موضوعات المعرفة والكتابة الإبداعية. وقد خرَّجت ورش العمل 9 مبدعين من الشباب أنجزوا 9 مجموعات قصصية تحقَّقت فيها المعايير الأدبية الصحيحة، كما أنجز 6 أدباء 6 روايات لليافعين، إلى جانب إنجاز 10 أدباءِ شبّان 10 قصصٍ موجَّهة للأطفال.
وشهد شهر ديسمبر من ذات العام، تنظيم المؤسَّسة لفعالية «بالعربي» بدورتها الثامنة تحت شعار «بالعربي.. لسان العالم» بهدف تعزيز ثقافة التواصل باللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحثِّ الناس على استخدامها في جميع القنوات، وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الذي حدَّدته الأمم المتحدة في الثامن عشر من ديسمبر كلَّ عام. حيث شهد الحدث تفاعلاً كبيراً من أفراد الجمهور ومن مختلف دول العالم.
كذلك نظَّم بيت الشعر التابع للمؤسَّسة 15 أمسية شعرية كانت معظمها افتراضية، وتضمَّنت أمسية شاعرات الإمارات، وأمسية شعراء الشلة وملتقى شعراء الوطن، إلى جانب أمسية شعراء من الوطن العربي، وأمسية شعراء الكويت، وأمسية شعراء عُمان، إضافة إلى أمسية شعراء السعودية، وأمسية مجد الوطن بمشاركة شعراء الوطن، وأمسية يوم العلم لشعراء الإمارات، فضلاً عن أمسية المواهب الشعرية لطلبة كليات التقنية، وأمسية المواهب الشعرية لطلبة المدارس، وأمسية شاعرات الوطن العربي. واختتمت الأمسيات الافتراضية بأكبر أمسيتين بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي في ساحة برج بارك مقابل برج خليفة بحضور جماهيري ضخم، مع مراعاة التدابير الاحترازية والتباعد.
شراكات إقليمية
وعلى الصعيد الخارجي، وقَّعت المؤسَّسة خلال العام 2020 اتفاقية شراكة مع مؤسَّسة «فودافون مصر لتنمية المجتمع» بهدف تبادل الخبرات والمحتوى المعرفي بين الجانبين، بما يسهم في توسيع نطاق فعاليات المؤسَّسة والمستفيدين منها. كما وقَّعت بروتوكول تعاون مع «مؤسَّسة المصري اليوم»، سعياً نحو توطيد أواصر التعاون بين الجهتين بمجال نشر المعرفة في أوساط شباب المنطقة، ومن خلال الاعتماد على قدراتهم في التواصل عبر كافة وسائل النشر المطبوعة والإلكترونية.
ونفَّذت «استراحة معرفة» التابعة للمؤسَّسة بكافة مجموعاتها المحلية والدولية، مجموعة من الفعاليات الثقافية والمعرفية، لتشمل 170 جلسة ناقشت خلالها 187 كتاباً، كما أقامت جلسات بث مباشر غطَّت مواضيع مثل: الشعر والترجمة وإدارة المعرفة في الأزمات والكوارث، وإدارة الوعي في تحدي الأزمات.
وفي مجال الندوات والمنتديات الافتراضية، نظَّمت المؤسَّسة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المنتدى الافتراضي «كوفيد 19: تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة» بهدف مناقشة مختلف القضايا المعرفية وتسريع الخطى نحو بناء مجتمعات المعرفة، استناداً إلى الدروس المستفادة من جائحة كوفيد 19. وتضمَّن المنتدى 10 جلسات قدَّمها 21 خبيراً بحضور أكثر من 2800 شخص من أكثر من 40 جنسية، ناقشوا آلية تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة في ظلِّ جائحة كورونا.
إلى جانب ندوة «جائحة كورونا وأثرها في جهود محو الأمية» بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية، والتي ناقشت قضية محو الأمية وتعليم الكبار. وكذلك ندوة «دور إدارة المعرفة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة» بالتعاون مع معهد المواصفات البريطانية، والتي استعرضت تجربة الإمارات الرائدة في معالجة التحديات التي أفرزتها جائحة كوفيد 19.
كما قدَّمت المؤسَّسة في العام 2020 «منحة أوكسفورد - الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم» لمجموعة من الطلاب لاستكمال دراستهم العليا في جامعة أوكسفورد، ما مكَّنهم من تحقيق أحلامهم في الالتحاق بواحدة من أعرق الجامعات على مستوى العالم.
وشهدت المصادر المعرفية لموقع المؤسَّسة الإلكتروني مشاهدات مرتفعة خلال العام الماضي، حيث وصل عدد مشاهدات مركز المعرفة الرقمي إلى 2,234,060 مشاهدة، أمّا مشاهدات مجلة ومضات فبلغت 23,821، وكتاب في دقائق 24,053 مشاهدة، فيما وصلت مشاهدات صفحة المعرفة إلى 11,404، ومجلة فلاشز 2,719 مشاهدة.