مشاركة فاعلة لبرنامج دبي الدولي للكتابة في معرض الشارقة للكتاب
نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة عبر منصتها الافتراضية
المشاركون يثمنون الفرصة الثمينة التي وفرتها لهم المؤسسة ليدخلوا ميدان الأدب والإبداع
عبر منصتها الافتراضية على برنامج زووم، نظّمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة مجموعة كبيرة من الأنشطة المعرفية التي توزَّعت بين أمسيات شعرية وندوات فكرية وحلقات نقاشية تناولت مختلف شؤون المعرفة، وكان لها أثرها الواضح ضمن الأنشطة الافتراضية التي تُنظَّم عن بُعد، والتي تم عرضها على شاشات منصات المؤسسة ضمن معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وقد لاقت تلك الحلقات النقاشية مزيداً من الاهتمام والمتابعة المباشرة من جمهور نوعي في المعرض، شارك في طرح الأسئلة على منتسبي برنامج دبي الدولي للكتابة، الذين عبروا عن تقديرهم وامتنانهم لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة لأنها وفَّرت لهم فرصة تدريب استثنائية وضعتهم على الطريق الصحيح في عالم الكتابة والأدب.
القصة القصيرة
فقد نظمت المؤسسة حلقتين نقاشيتين عن ورشة القصة القصيرة، التي اختتمت أخيراً ضمن برنامج دبي الدولي للكتابة عبر قراءات لمنتسبي البرنامج، حيث شهد اليوم الأول قراءات من أربعة متدربين في ورشة القصة القصيرة في برنامج دبي الدولي للكتابة نسخة العام 2020، فقرأت أولاً منار عبد الله قصة قصيرة لها بعنوان (حفنة لوز)، صاغتها على شكل رسالة موجهة من عائشة إلى صديقتها فاطمة، وفيها استرجاع لذكريات قديمة عاشتاها معاً، ومن خلال هذه الذكريات تقدم منار صورة مكثفة لمرحلة تاريخية شهدت ارتباط الإنسان بأرضه ووطنه.
ثم قرأ رائد يونس قصة بعنوان (عطل في الساعة)، حيث تعرض لشخصيتين غرائبيتين ظهرتا في القرية فجأة، وكانتا محط أنظار الناس وتساؤلاتهم، نظراً لطبيعة كل منهما ومزاجه وسلوكه وطريقة تعامله مع الآخرين.
تلته نجوى العواني التي قرأت قصة بعنوان (وقع الأقدام)، واستلهمت أحداث قصتها من بيئة مدينتها خورفكان، حيث عالجت فيها قضايا العائلة وما يربط بين أفرادها من علاقات.
وانتهت الأمسية بالمتدربة خديجة الأغا، التي قرأت قصتين قصيرتين عالجت فيهما موضوع الوطن والارتباط بالأرض والذاكرة.
في اليوم الثاني، قرأت سارة سمارة قصتها التي حملت عنوان (بلا عودة)، التي توقفت عند اللحظة الحرجة التي تفصل الإنسان عن عالم الموت، في حين قرأت عائشة الجابري قصة بعنوان (أمر جلل)، وتضمنت رصداً لحياة مجموعة من الموظفين في مكتبهم، وما يتخلل هذه الحياة من لحظات توتر وانفعال.
وغير بعيد عن أجواء العمل التي يجد الإنسان نفسه غارقاً في دوامتها كانت قصة (الخنفساء) للمتدربة ولاء الصياد. ثم قرأت مريم عبد الله قصتها (مجاري عمتي) بعوالمها الغرائبية وتصرفات شخصياتها غير المألوفة، والتي تداخل فيها الواقعي بالفانتازي. واختتمت الأمسية بقراءة حلا ماهر لقصتها (اليوم الذي حطموا فيه التمثال)، حيث كان التمثال رمزاً للقوة القاهرة المتسلطة، والتي سقطت أخيراً بفعل إرادة الإنسان، وقد أدار الحلقتين النقاشيتين الكاتب إسلام أبو شكير المدرب المشرف على ورشة القصة القصيرة.
أدب الأطفال
وضمن فعاليات الاحتفال بإطلاق دورة كتابة أدب الطفل عن بعد/ فرع الكويت، أدارت مدربة الورشة الكاتبة هدى الشوا قراءات لمنتسبي الدورة عبر منصة برنامج دبي الدولي خلال فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب. جمعت الورشة تسعة متدربين من مختلف أرجاء الوطن العربي، احتضتنهم منصة البرنامج، في مساحة آمنة وخلاقة للتبادل المعرفي، فالكتابة الإبداعية، كما قالت المدربة، هي مهارة تتطلب الصقل والتجويد والتطوير والاشتغال الإبداعي، ولها أصول فنية ومعرفية. لذا تضمنت الدورة برنامجاً تدريبياً مكثفاً تناول عرض وتحليل وتفكيك نماذج من قصص الأطفال العربية، ضمن معايير تقييم محددة.
كما تناولت الورشة تطبيق مجموعة من المعايير والمفاهيم والممارسات الفضلى في الكتابة الإبداعية، كالاختيارات الفنية الواعية المناسبة، من اختيار العنوان، والتراكيب اللغوية الملائمة للفئة العربية المستهدفة، واختيار الضمائر المناسبة للنص، والصيغة الزمنية الملائمة، وتعرّف كيفية رسم الشخصية، والحبكة، وصولاً إلى النهاية المؤثرة التي تضع القارئ الصغير أمام وعي جديد. كل هذا شكّل أدوات وُضعت أمام المتدربين لإنتاج كتاباتهم الإبداعية.
وبعد أربعة أشهر من الاشتغال الإبداعي، وكثير من المسودات، تم الاحتفاء بولادة قصص لتسعة من المتدربين، هم ندى أبو الذهب، عائشة حبيب، سارة رشوم، محي الدين عبد الهادي، نسيبة المنيّس، ريهام الفوزان، أبرار ضو النور، فاطمة الزهراء بن عراب، ونسمة شريف.
قدمت المجموعة على فترة حلقتين ضمن فعاليات معرض الشارقة قراءات لمقتطفات من إنتاجهم تلاها نقاش مع المدّربة عن تجربتهم في الكتابة الإبداعية، حيث عبّر المتدربون عن رضاهم عن التجربة التدريبية الافتراضية، واستفادتهم من مناقشات وملاحظات المجموعة في تطوير قصصهم التي ستنشر قريباً.
كما أشادت المدّربة هدى الشوا بدور مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في تمكين المواهب الشبابية في مشوارهم الإبداعي وفي دعم صناعة أدب الطفل العربي، بداية بالطفل الذي هو اللبنة الأولى في خلق مجتمعات المعرفة.
أدب اليافعين
كما نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب 2020 جلسات حوارية مع منتسبي برنامج دبي الدولي للكتابة - أدب اليافعين، وقد أدارت الحوار د. وفاء ثابت المزغني المشرفة على الورشة، حيث امتدت الجلسات على مدار يومي قام خلالها منتسبو البرنامج بالتعريف بكتاباتهم وقراءة مقاطع من رواياتهم، وقد قام كل من حمدان بن شفيان وشيخة ناصر سالم ومريم نجدي ورزان مهند يونس بقراءة مقاطع من كتبهم الموجهة لليافعين، وقامت كل من حصة الياسي، وحنان يوسف ورانيا حجاج وآمنة القويطعي بالقراءة في اليوم الثاني، وقد أفصحت القراءات عن مواهب واعدة في أدب اليافعين تستحق الرعاية والعناية.
وقد عبر المشاركون عن سعادتهم بالانتساب إلى هذه الورشة وقدموا شكرهم إلى كل القائمين عليها وأشادوا بالدور الذي لعبته المدربة في تجاوز أغلب التحديات، أهمها التدريب عن بعد. وعبرت الدكتورة وفاء ثابت المزغني عن سعادتها بخوض هذه التجربة في مجال لا يزال بكراً في البيئة العربية على العموم خلافاً لما هي عليه الحال في الثقافة الغربية مثلاً، وأشارت إلى أهمية الاستثمار في الإنسان، معبرة عن أملها في رؤية هذه الكتب تملأ رفوف المكتبات العامة والخاصة وتلبي احتياجات اليافعين القرّاء وتستجيب لذائقتهم.