اختتام منتدى «كوفيد 19: تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة»

  • 08 سبتمبر 2020

عُقدت جلساته افتراضياً لمدة ثلاثة أيام بمشاركة نخبة من المتحدثين

10 جلسات و21 خبيراً من العالم وحضور أكثر من 2800 شخص من أكثر من 40 جنسية ناقشوا آلية تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة في ظل جائحة كورونا

جمال بن حويرب:

 أدركنا مبكرين خطورة هذا الوباء وعملنا على مواجهته بالطرق العلمية الصحيحة

سارة بوول:

لدينا الآن فرصة لإعادة ترتيب أولوياتنا بشكل أفضل بناءً على الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19

أليسون جيلوالد:

يمكن أن تساعد الرقمنة والبنية التحتية الملائمة على التخفيف من آثار الجائحة التالية.

محمد سليمان:

الإمارات تتقدم الدول العربية في التحول الرقمي وذلك نتيجة لجهود الحكومة

هاني تركي:

كوفيد-19 أدى إلى خلق كمية كبيرة من البيانات في زمن قياسي

سحر نصر:

على الحكومات أن تسعى لخلق فرص للشباب ووضع سياسات لحمايتهم من تقلبات الأوضاع الاقتصادية والسياسية

لوران بروبست:

سيحتاج قطاع التعليم لإعادة صياغة مناهجه وتدريب المعلمين وتطوير البنية التحتية لمواكبة التغير

مها الرباط:

نحتاج إلى توجه مجتمعي كامل لتعزيز الصحة النفسية وحمايتها من التأثر بحالة الإغلاق المصاحبة للأوبئة

في سلسلة من مبادراتها المعرفية البناءة التي تسعى إلى مواجهة جائحة كوفيد – 19 باستجلاب أحدث ما يدور في أروقة المعرفة العالمية، من مؤسسات بحثية رائدة وشخصيات لها بصماتها الواضحة في البحث العلمي والمعرفي، كانت جلسات المنتدى الافتراضي «كوفيد 19: تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة» علامة بارزة ومشرقة في سجل مشروع المعرفة بالشراكة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، ضمن العديد من المبادرات التي واكبت استنفار العالم أجمع للوصول إلى النتائج الناجعة في مجابهة هذا الوباء على كافة المستويات، الصحية والتعليمية والوقائية... وغيرها.

فقد اختتمت يوم الخميس الماضي فعاليات المنتدى الافتراضي «كوفيد 19: تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة»، التي نظَّمها مشروع المعرفة العالمي، ممثلاً بمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي استمرت فعالياته ثلاثة أيام، من الأول وحتى الثالث من سبتمبر الجاري، حيث تم استضافة نخبة من المتحدثين العالميين البارزين، الذين ناقشوا خلال جلساته الافتراضية مختلف القضايا المعرفية التي من شأنها أن تسرِّع الخطى نحو بناء مجتمعات المعرفة، ودعم خطط النمو التي تصبو إليها الدول في ظل هذه الأزمة الصحية العابرة للحدود.

ضمت أجندة المنتدى نخبة من الشخصيات المحلية والعربية والعالمية، شاركوا بجلسات نقاشية وحوارات صبَّت في خانة البناء المستقبلي لعالم أكثر تعافياً وتفاؤلاً، حيث افتتح المنتدى كلٌّ من سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وسعادة سارة بوول النائب المساعد للمدير ونائب مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

رؤية إيجابية

وفي كلمته الافتتاحية، أكَّد سعادة جمال بن حويرب أنَّ دولةَ الإماراتِ متمثّلةً بالقيادةِ الرَّشيدةِ والحكيمةِ، كانت حريصةً على دخولِ السِّباقِ الدَّوْليِّ، لمواجهةِ الوباءِ عن طريقِ البحثِ العلميّ، وهذا ما أكَّده صاحبُ السُّمُوِّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائبُ رئيسِ الدولةِ رئيسُ مجلسِ الوزراءِ حاكمُ دبي "رعاه الله" حيث قال: «إنَّ دولةَ الإمارات، بفضل الله، ثمَّ بقدراتِ شبابِها وعزيمةِ مجتمعِها تنظرُ للمرحلةِ المقبلةِ برؤيةٍ إيجابيَّةٍ ومتفائلةٍ ترتكزُ على تصميمِ استراتيجياتٍ مستقبليَّةٍ متكاملةٍ لاستباقِ التغيُّراتِ العالميَّةِ، والاستعدادِ لتحقيقِ قفزاتٍ نوعيَّةٍ في القطاعاتِ الرئيسةِ التي تَهُمُّ أفرادَ المجتمع».

وقال سعادته: "لقد أَدْرَكْنا مُبَكِّرِينَ في دولةِ الإماراتِ العربيَّةِ المتحدةِ خُطورةَ هذا الوباءِ، وعملْنَا على مواجهتِهِ بالطُّرُقِ العلميَّةِ الصَّحيحةِ بشكلٍ لم يُعِقْ استمرار الحياةِ وعَجَلةَ العمل، كما نَظَرْنَا إلى المسألةِ مِنْ زاويةٍ مَرِنَةٍ وخاصَّةً في ظِلِّ بَرْنامَجِ التَّعقيمِ الوطنيّ، حيثُ إنَّ البُنْيَةَ التَّحْتِيَّةَ الرَّقْمِيَّةَ لإمارةِ دبي ودولةِ الإمارات، أتاحتْ إجراءَ الحلول والنشاطات كافَّةً في مختلفِ المجالاتِ بشكلٍ رقميٍّ، وبأسلوبٍ سهلٍ وسَلِسٍ، يَدْعَمُ التَّحَوُّلَ الذَّكِيَّ الشَّاملَ لحكومتِنَا".

مرحلة التعافي

وأضاف المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أنَّ العلومَ هي المحرِّكُ الرئيسُ لتقدُّمِ المجتمعِ وتطوُّره وتحقيقِ رؤيةِ الإمارات 2021 ومئويةِ الإمارات 2071 في بناءِ مجتمعٍ علميٍّ تنافسيٍّ مستدام، فقد بَرَزَ العديدُ من الملامحِ المهمَّةِ التي أسهمَت في السَّيطرةِ على الفيروس،ِ وخفضِ مستوى الإصابات، وبدءِ مرحلةِ التَّعافي في مختلفِ الجوانبِ الصحيَّةِ والاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّة".

كما أكد سعادته أنَّ مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة كان لها دور متميز في التعامل مع الجائحة، وذلك من خلال نشر المعرفة، وتوفير الأدوات الملائمة لذلك. ومن هذا المنطلق كانت مبادرة المؤسسة في توفير محتوى معرفي ضخم على منصة مركز المعرفة الرقمي، من الكتبِ والإصداراتِ والمراجع التي تلبِّي احتياجاتِ جميعِ أفرادِ المجتمعِ في سَعْيِهِمْ لاكتسابِ المعرفة. كما عملت بالتعاون مع بَرْنامَجِ الأممِ المتحدةِ الإنمائيِّ، وعَبْرَ مشروعِ المعرفةِ العالميِّ على تزويدِ الشَّبابِ الإماراتيِّ والعربيِّ بالمهاراتِ الضروريَّةِ لمواكبةِ التحوُّلاتِ التي أَحْدَثَتْهَا الجائحة، ليسَ فقط للتَّعامُلِ الآنيِّ مَعَ الجائحةِ، وإنما استعداداً لمرحلةِ ما بَعْدَ كورونا.

واختتم سعادته بالقول: "نؤكِّدُ مجدداً أنَّ مؤسَّسةَ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ستواصلُ عملَها في ترسيخِ دورِ المعرفةِ لبناءِ مجتمعاتِ المعرفةِ ومدنِ المستقبل، وتعزيزِ قدراتِها على معالجةِ التحدِّياتِ في المجالاتِ الصِّحيَّةِ والاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّةِ والتعليميَّة، لِنَخْطُوَ جميعاً نحوَ مستقبلٍ أكثرَ إشراقاً وتفاؤلاً".

نقلة نوعية

سارة بوول، مدير المكتب الإقليمي للدول العربية بالإنابة- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أوضحت أنَّ جائحة كورونا هي أكبر أزمة صحية واجهها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وهي ليست أزمة صحية فحسب، بل ولَّدت أزمة اجتماعية واقتصادية وربما أيضاً أزمة سياسية ستترك آثاراً عميقة. كما أضافت: إنه من دواعي سرورها أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة استطاعا الحفاظ على زخم هذه الشراكة الفريدة والمتميزة على الرغم من التحديات والاضطرابات التي مر بها العالم.

وأكدت سارة بوول في كلمتها أنَّ هذا الوباء ضرب العالم في وقت كانت فيه أهداف التنمية المستدامة تكتسب زخماً، وكانت العديد من البلدان تُحرز تقدماً جيداً في هذا الجانب، وبالنظر إلى ذلك، فمن واجبنا أن نخدم هذه الدول والمجتمعات على العودة إلى مسارها الصحيح. مضيفة أننا نؤمن بأهمية الدور الحاسم للمعرفة، فالمعرفة العلمية ستوفر اللقاحات والعلاج، واقتصاد المعرفة يوُّلدُ سُبل العيش، والمعرفة بحد ذاتها تُلهم البشر بأهمية التسامح والتضامن، وكل هذا معاً سيسمح لنا بمعالجة تحدَّيات المستقبل بما في ذلك تغير المناخ.

مسرعات التحوُّل الرقمي

افتتحت جلسات المنتدى بجلسة تحت عنوان "كوفيد-19: أحد مسرعات التحوُّل الرقمي" تحدَّث خلالها: نبال إدلبي، وأليسون جيلوالد، ومحمد سليمان، وأدار الجلسة يمنى نوفل. حيث أكدت نبال إدلبي، مديرة قسم الابتكار – الإسكوا، أن تكنولوجيا المعلومات والاتصال تُمثِّل عنصراً مهماً نحو التحوُّل لمجتمع المعرفة، لذلك يجب سد الفجوة الرقمية بين الجنسين وبين سكان الريف والحضر وبين الدول وبعضها.

كما أوضحت أن الخدمات الرقمية مهمة جداً لاستمرارية العمل والتعليم والأعمال التجارية. وبجانب أعمال تطوير البنية التحتية، يجب ألا تُغفل البلدان العنصر الأهم وهو رأس المال البشري، إضافة إلى التركيز على الأبحاث والتطوير والابتكار من أجل التحوُّل نحو مجتمع المعرفة.

الدكتورة أليسون جيلوالد، المدير التنفيذي لمؤسسة إفريقيا لأبحاث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أكد أنه لا يمكن أن تُترجَم التكنولوجيا بالضرورة إلى تنمية اقتصادية أو نمو في الأجور أو زيادة الإنتاجية، لكن يجب علينا أن نضمن وصولها إلى جميع فئات المجتمع من أجل خلق مجتمع معرفة فعّال؛ وأنه يتحتم علينا أن نبذل جهودنا من أجل إنهاء المفارقة التي تقول: كلما زاد عدد الأشخاص المتصلين بالإنترنت زادت مشكلة عدم المساواة الرقمية، ولا يمكن أن نستمر في فعل الشيء نفسه ونتوقع نتائج مختلفة. يمكن أن تساعد الرقمنة والبنية التحتية الملائمة في التخفيف من آثار الجائحة التالية.

أما محمد سليمان، باحث غير مقيم في برنامج سايبر بمعهد الشرق الأوسط، فعبر عن تفاؤله بشأن قدرتنا على إتمام عملية التحوُّل الرقمي في المستقبل على الرغم من أن هناك فجوة رقمية بين الدول العربية ظهرت بشكلٍ جليٍّ خلال أزمة كوفيد19، وذلك بسبب أننا نحرز تقدماً في العالم العربي فيما يتعلق بالتحوُّل الرقمي.

وعن دور الإمارات في هذا التحول الرقمي، قال محمد سليمان: "الإمارات تتقدم الدول العربية في التحول الرقمي وذلك نتيجة لجهود الحكومة، فهي تحتل المرتبة السادسة عالمياً في مؤشر الخدمات الإلكترونية والـ 17 على مستوى المساهمات الرقمية. كما تمتلك عوامل نجاح عدة مثل الحكومة الإلكترونية وبرامج الأمن الرقمي وتطبيق الهوية الرقمية".

سنة المعرفة

الجلسة الثانية من المنتدى الافتراضي "كوفيد-19: تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة" انعقدت تحت عنوان "ماذا تُعادل سنة المعرفة؟"، حيث ناقش خلالها الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تطوُّر مجتمع المعرفة عبر العصور، وأدار الجلسة ستيفاني بستاني.

وأوضح د. هاني تركي أنَّ استشراف المستقبل منوط بالمعرفة التي نمتلكها. وأن سرعة تحويل البيانات إلى معرفة يجب أن تكون أكبر من سرعة خلق بيانات جديدة. سنة المعرفة الآن تساوي 10 أضعاف نظيرتها عام 2013. من هنا فإنَّ هناك مهارات متداخلة يجب أن يكتسبها من يعمل في استشراف المستقبل؛ هي المهارات المتخصصة والمهارات التكنولوجية والمهارات العامة. في الماضي كان نظام التعليم التقليدي هو مصدر اكتساب هذه المهارات، لكن الآن هناك مصادر مفتوحة للتعلم في كل مكان.

وفي معرض حديثه عن أهمية البيانات الضخمة التي أفرزتها الأوضاع المستجدة، أفاد د. هاني تركي أنَّ كوفيد-19 أدى إلى خلق كمية كبيرة من البيانات في زمن قياسي، لذلك يجب تسريع عمليات تحويل هذه البيانات إلى معرفة تُساعد على إيجاد لقاح لحماية البشرية. كما أن مسبار الأمل سيخلق كمية هائلة من البيانات عن المريخ، يجب معالجتها بسرعة حتى تتمكَّن البشرية من اكتساب المعرفة اللازمة لاستكشاف المريخ على نحو أفضل.

مستقبل مشترك منصف وشامل

وفي يومه الثاني، افتتح المنتدى بجلسة "بناء مستقبل مشترك منصف وشامل" تحدّث فيها معالي سحر نصر، د. لوران بروبست، جيوم لا فورتون، وأدراتها د. كارولينا بان.

وقد أوضحت معالي سحر نصر، وزير الاستثمار الأسبق بمصر، أن العالم مطالب بالاتحاد ووضع استراتيجية لمواجهة الوباء. ولجعل ذلك حقيقة واقعية يجب تحقيق الشمول المالي، وخلق فرص عمل، وتسهيل الوصول للمعرفة. مبينة أن المنطقة العربية فيها عدد كبير من الشباب، وهذا يمثِّل تحديات للحكومات، لكنه في الوقت ذاته يقدِّم فرصاً لا حدود لها. وعلى الحكومات أن تسعى لضمان الاستدامة والاستقرار الاقتصادي من خلال خلق فرص عمل لهم ووضع سياسات وخطط لحمايتهم من تقلبات الأوضاع الاقتصادية والسياسية.

د. لوران بروبست، شريك شركة PwC العالمية، ركز على الحاجة إلى نقلة نوعية من الحكومات. إذ إنهم بحاجة إلى تسهيل اكتساب المهارات التي من شأنها تأهيل شعوبهم للعمل في الوظائف المستقبلية، ويجب عليهم تعيين شخص ما ليُركز على تحسين مهارات الأشخاص وجعلهم مؤهلين للحصول على فرص عمل. ومن هنا فإن المستقبل سيكون متعدد التخصصات، لذلك سيحتاج قطاع التعليم لإعادة صياغة مناهجه وتدريب المعلمين وتطوير البنية التحتية من أجل مواكبة هذا التغير، وأن تكون على اطلاع دائم بمهاراتك والعمل على تطويرها هو أهم عنصر لتأمين عملك في المستقبل.

أما جيوم لا فورتون، خبير اقتصادي أول، شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، فأكد أننا يجب أن لا نسمح لأزمة كوفيد - 19 بأن تقوض من جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والزخم الذي اكتسبته منذ اعتمادها عام 2015. فأهداف التنمية المستدامة تُقدم خريطة طريق للتعافي من هذا الوباء، وهذا التعافي سيتحقق بالمعلومات والمعرفة. هناك حاجة ضرورية لمراجعة الحكومات لسياساتها الصحية والدفع باتجاه الاستثمار في التحوُّل الرقمي والاستدامة.

مسارات المعرفة

جلسة "البحث عن مسارات المعرفة" كانت ثاني جلسات اليوم الثاني من المنتدى وتحدث فيها البروفيسور ليف إدفينسون، وأدارها أنتوني فاخوري. حيث أكد البروفيسور إدفينسون أنَّ الإبحار في المعرفة يتطلب معرفة الاتجاه والسرعة وطريقة القيادة، وأن كوفيد - 19 أعطانا اتجاهات إبحار أخرى. وفي مرحلة ما بعد كوفيد - 19 مباشرة قد يواجه الاقتصاد التقليدي انكماشاً، لكن بالتأكيد ستكون هناك فرصٌ للنمو والتوسُّع في مرحلة لاحقة.

العمل والرفاه

وفي ختام فعالياته من اليوم الثالث، عقد منتدى "كوفيد-19: تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة" جلسة تحت عنوان "بين مكان العمل والعمل من أي مكان: كيف نستفيد من الرفاه؟" تحدث خلالها معالي د. مها الرباط، وتونيا إليزابيث، أرو وستيف أبلتون، وأدرات الجلسة فانيسا أبو سليمان.

وقد أكدت معالي د. مها الرباط، المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة كوفيد 19 ووزيرة الصحة سابقاً بمصر، أنَّ الصحة النفسية الإيجابية مرتبطة بمجموعة من نواتج عملية التنمية، التي تشمل الوضع الصحي الجيد، وارتفاع مستوى التعليم، وتعزيز الإنتاجية والأرباح بجانب النواتج الأخرى. مضيفة أننا نحتاج إلى توجه مجتمعي كامل من أجل تعزيز الصحة النفسية وحمايتها من التأثر بحالة الإغلاق المصاحبة للأوبئة. وأيضاً إلى استغلال الزخم الحالي حول الصحة النفسية لتحفيز إصلاحات في المنظومة الصحية من شأنها تعزيز الصحة النفسية وجعلها أساساً للتغطية الصحية الشاملة".

وفي معرض حديثها، أوضحت تونيا إليزابيث أرو، المدير المساعد - مؤسسة التغيير أنَّ  الصحة النفسية الجيدة مهمة جداً في مكان العمل، ولا يجب التركيز على أنَّ مكان العمل هو للعمل فقط، فنحن كائنات اجتماعية، لذلك نحتاج إلى التواصل بصورة أكثر إنسانية كالتواصل المباشر في مكان العمل، وهو ما لا يتوافر في حالة العمل من المنزل. من هنا فإن هناك ممارسات أفضل لجعل مساحة العمل الافتراضية أكثر استدامة كالحفاظ على الروتين اليومي فيما يتعلق بمواعيد النوم والعمل للتركيز على البقاء بصحة جيدة، والحصول على فترات راحة أثناء الاجتماع، وجعل الاجتماعات أقصر، وأن يكون هناك يوماً على الأقل في الأسبوع للراحة.

أما ستيف أبلتون، العضو المنتدب، شركة كونتاكت الاستشارية (أكسفورد)، فأوضح أنَّ الصحة النفسية في مكان العمل معترف بدورها المحوري في تحسين طريقة تعامل أصحاب العمل مع موظفيهم، وتحسين تجربة الموظفين، وتحسين الصحة النفسية بشكل عام، لذلك فإنه لا يمكن تحصيل النجاح في تحسين الصحة النفسية في العالم؛ بما في ذلك الصحة النفسية في مكان العمل، إلا من خلال تبادل المعرفة والخبرات. ولكن عند القيام بتبادل الخبرات يجب أن نعرف أنه لا يوجد نموذج واحد يكمن تطبيقه في جميع البلدان ولكن الأهم هو أن نتعلَّم من تجارب بعضنا بعضاً.

التمويل الجماعي

وفي ختام جلسات المنتدى، وتحت عنوان "التمويل الجماعي لشركتك" شهد المنتدى الافتراضي حديثاً بنّاءً من هانا فوربس حول موضوع الجلسة، التي أدارتها لين شومان.

فقد أوضحت هانا فوربس، مؤسسة شركة (The Funding Crowd) للتمويل الجماعي، أنَّ هناك ثلاثة مبادئ يجب على المرء اتباعها من أجل الحصول على تمويل جماعي: أولها التأكد من الحصول على تمويل مضمون بنسبة 50% على الأقل، ثمَّ المنتج الذي يجب أن يكون لديه الزخم اللازم لكي يُباع، وأخيراً امتلاك المنتج لميزة تنافسية. مؤكدة أنه بمجرد أن يقرِّر أي شخص حاجته إلى التمويل الجماعي، يجب أن يحدّد الممولين المحتملين، وأن يصوغ محتوى مناسباً لهم يوضح من خلاله أن لديه حلاً لمشكلة ما. يجب أن يكون هذا المحتوى جاذباً للاهتمام، وانتظار اللحظة المناسبة لإطلاقه، وعند الإطلاق يجب أن يُحدث زخماً كبيراً.

 

يأتي المنتدى الافتراضي «كوفيد 19: تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة» انطلاقاً من الرؤية المشتركة بين مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لنشر المعرفة وتطوير مهارات الشباب في المنطقة العربية، إلى جانب المناقشات القيّمة مع نخبة من أبرز المتحدثين. حيث شهد المنتدى أيضاً ورشة عمل على مدار ثلاث أيام بعنوان من البيانات إلى المعرفة شارك فيها نحو 300 شخص.

وجدير بالذكر أنه شارك في الجلسات نحو 3000 شخص يمثلون أكثر من 40 جنسية مختلفة. وبلغ عدد الخبراء 21 خبيراً من داخل وخارج المنطقة العربية.