الأمم المتحدة تكرّم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وتسميها «شريكاً معرفياً عالمياً» على هامش اجتماعات الجمعية العامة
كرم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التابع للأمم المتحدة، مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بصفتها «شريكاً معرفياً» للبرنامج، وذلك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بمناسبة مرور 10 سنوات على الشراكة الوطيدة بين الطرفين والتي أثمرت مشاريع معرفية رائدة على مستوى المنطقة العربية والعالم.
وتمّ التكريم بحضور كل من سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، نيابة عن سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس المؤسسة، وسعادة أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى جانب سعادة سعود الشامسي، نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، وسعادة مراد وهبة، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لمكتب الدول العربية.
وجاء تكريم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، كأول تكريم من الأمم المتحدة لمؤسسة معرفية عربية، وخاصة بعد العديد من المبادرات العالمية للمؤسسة بالتعاون والشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي كان أبرزها «مؤشر المعرفة العالمي» الأول من نوعه على مستوى العالم، والذي تمّ إطلاق نتائجه خلال فعاليات قمة المعرفة 2017، وتضمن نتائج 131 دولة على مستوى العالم.
وفي كلمته التي ألقاها خلال التكريم، أكد سعادة جمال بن حويرب عمق الشراكة بين المؤسسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي بدأت منذ عقدٍ من الزمان، «مستنيرةً برؤيةِ القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، الراميةِ إلى توطيدِ أواصرِ التعاونِ بيننا وبين جميعِ الجهاتِ على المستويات المحلية والعالمية، لبناءِ مجتمعاتٍ قائمةٍ على المعرفةِ والاستثمارِ في الإنسانِ واستدامةِ المجتمعات».
ونقل سعادته شكر سموِّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، العميقِ للأممِ المتحدة، على تكريمِ المؤسَّسةِ بصفتها شريكًا معرفيًا، وتحديدًا مع بَرْنَامَجِ الأمم المتحدة الإنمائي، مؤكدًا أنّ هذا التكريم يشكل إضافةً مشرفةً لسجلِّ إنجازاتِ المؤسسة ونتيجةً لجهودِها المشتركةِ والحثيثة، والتي لها الثّقلُ العالميُّ والدورُ الكبيرُ في نشرِ المعرفةِ وتنميةِ رأسِ المالِ البشريِّ.
واستعرض سعادته في كلمته، أبرز محطات التعاون والشراكة التي شهدتها مسيرة التعاون التي أفرزت مجموعة من المشروعات والمبادرات الطموحة أولها إصدار ثلاثة تقارير للمعرفة، وأوضح: «كانت بداية التعاون منذ عام 2009، بهدفِ خلقِ حالةٍ ثقافيَّةٍ عربيَّةٍ تُعنى بالمعرفةِ وأبحاثِها، والتعمق في واقعِ المعرفةِ بعالمِنا العربيِّ، ومدى مساهمةِ الأجيالِ الجديدةِ في عملياتِ إنتاجِ ونشرِ وتوطينِ المعرفة».
وأضاف: «شهدَ العامُ 2015 تطوُّرًا جديدًا في شراكتِنا مع بَرْنَامَجِ الأممِ المتحدةِ الإنمائيِّ، من خلالِ إطلاقِ مشروعِ «مؤشر المعرفة العربي»، الذي هدفَ إلى رصدِ واقعِ المعرفةِ في الوطنِ العربيِّ بشكلٍ سنويٍّ مع مراعاةِ خصوصيَّات المنطقةِ العربيَّة، وصَاحَبَ المشروعَ إطلاقُ مبادرةِ «بوابة المعرفة للجميع»، التي تعدُّ منصةً إلكترونيةً مرجعيةً لجميعِ المعنيين بالشأنِ المعرفيِّ. وفي عام 2016 ومواكبةِ لمبادراتِ المعرفة في المنطقَةِ العربيَّة، والتعرُّفِ إلى مدى تأثيرِها بالمجتمعات، جاء مشروعُ «مؤشر القراءة العربي» بهدفِ رَصْدِ واقعِ القراءةِ في العالم العربي، وإيجادِ حلولٍ تسهمُ في إحياءِ ثقافةِ القراءةِ بمجتمعاتِنا».
وأشار إلى أن عام 2017 شهد توسع الشراكة لتمتدَّ تأثيراتُها الإيجابيَّةُ لجميعِ أنحاءِ العالم، من خلال إطلاق «مؤشر المعرفة العالمي»، الذي جاء تأكيداً للدّورِ الاستراتيجيِّ للمعرفةِ، وأهميةِ توفيرِ أدواتٍ منهجيَّةٍ لقياسِها.
بدوره قال أخيم شتاينر في كلمته، أنّه ينبغي أن يكون الاستثمار في المعرفة أولوية بالنسبة لأي بلد يسعى إلى تحقيق الرؤية الطموحة لخطة عام 2030، مشيرًا إلى أنّ الشراكة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي قامت على رؤية مشتركة قوامها المعرفة في سبيل تحقيق التنمية المستدامة.
وفي مداخلته، أفاد سعادة سعود الشامسي، بأنّ المعرفة هي محرك رئيسي للوظائف والنمو الاقتصادي، حيث إن فئات كاملة من الشركات التي بالكاد كانت فاعلة على الصعيد العالمي قبل عقدين أو عقد من الزمان، تهيمن الآن على العناوين الرئيسة. مضيفًا أنّ «مؤشر المعرفة العالمي يوفر خارطة طريق واضحة للإصلاحات والاستثمارات على أصعدة عدة من معدلات الالتحاق بالمدارس إلى اليد العاملة». وختم مداخلته مؤكدًا أنّ الشراكة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تعدّ نموذجًا للطريقة التي يمكن التفاعل بها مع الاحتياجات المعاصرة لكل الدول.
وتم خلال التكريم عقد لقاء تنسيقي بين سعادة جمال بن حويرب وسعادة أخيم شتاينر، لبحث سبل التعاون وتعزيز الشراكة بين المؤسسة والبرنامج، إلى جانب لقاء مع سعادة مراد وهبة لمناقشة آفاق الشراكة بين الطرفين للسنوات العشر المقبلة، واختتم الحدث بتقديم درع برنامج الأمم المحتدة الإنمائي لسعادة جمال بن حويرب، أعقب ذلك تنظيم جلسة نقاشية حول نتائج مؤشر المعرفة العالمي وأهمية المعرفة في التنمية المستدامة.