مؤشر المعرفة العالمي 2019 .. لأجل مستقبل المجتمعات
كشف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة النقاب عن نسخة 2019 من مؤشر المعرفة العالمي تزامناً مع إطاق النسخة الثانية من تقرير استشراف مستقبل المعرفة في العالم كدراسة رائدة حول المجالات المستقبلية للمعرفة والتي ستشكل التحول في مجتمعات المعرفة.
يعد مؤشر المعرفة العالمي خارطة طريق للتنمية المستدامة للمجتمعات، حيث يساعد الدول على صياغة استراتيجيات التفكير الاستباقي لدعم المعرفة وتعزيزها باعتبارها عنصراً رئيساً في بناء اقتصاد معرفي أقوى مع ضمان التنمية المستدامة. تحت مظلة الشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من خلال «مشروع المعرفة » تم إصدار نسخة 2019 من مؤشر المعرفة العالمي الذي وسع نطاق تغطيته هذا العام ليشمل 136 دولة.
وفي نظرة سريعة على نتائج مؤشر المعرفة العالمي، حافظت سويسرا وفنلندا على مركزهما الأول والثاني، تليهما الولايات المتحدة الأمريكية وسنغافورة ولوكسمبرغ، كما حافظت الإمارات العربية المتحدة على مركزها ضمن أفضل 20 دولة عالمياً، متقدمة سبع مراتب في غضون عامين، محتلة المرتبة 18 والأولى على مستوى الدول العربية، مع احتفاظها بالمركز الثاني عالمياً على مستوى الاقتصاد للعام الثالث.
إضافة إلى مؤشر المعرفة العالمي 2019 أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة نسخة 2019 من تقرير استشراف مستقبل المعرفة. يقدم هذا التقرير أحدث النتائج التي توصلت إليها سلسلة "مستقبل المعرفة" التي تستخدم أداة مبتكرة لقياس المعرفة تعتمد على تحليل البيانات الضخمة وتقييم الوعي بالمهارات والتكنولوجيا في 40 دولة.
وقد قام كل من لوران بروبست مدير وحدة البحث والتطوير في شركة برايس ووترهاوس كوبرز ) )PwC لوكسمبرغ، وجان ستورسون مؤسس شركة «ريستينغ » للاستشارات بتقديم نتائج التقرير ومناقشة الوعي التكنولوجي كشرط أساسي للتقدم التكنولوجي، والتكنولوجيات الرقمية التي تحول طبيعة الوظائف، وسد الفجوات في المهارات.
وقال سعادة جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: «إن الاستثمار في إنشاء ونشر المعرفة المتعلقة بعمليات التنمية هو أمر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة».
من جانبه، قال مراد وهبة القائم بأعمال نائب المدير العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمدير الإقليمي لمكتب الدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من المنطقة العربية إلى العالم: «أتى مشروع المعرفة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ليشكل رؤية جديدة ومبتكرة لتحقيق أجندة التنمية المستدامة لعام 2030».
جمال بن حويرب: «إن الاستثمار في
إنشاء ونشر المعرفة المتعلقة
بعمليات التنمية هو أمر أساسي
لتحقيق التنمية المستدامة .
وشهدت القمة انعقاد جلسة «استشراف مستقبل المعرفة »، حيث ناقشت المقاييس الديناميكية الآنية لمستقبل المعرفة، والوعي التكنولوجي كشرط أساسي لاستيعاب التكنولوجيا، إلى جانب التحولات التي تحدثها التقنيات الرقمية في طبيعة الوظائف. كما سلطت الجلسة الضوء على نتائج «تقرير استشراف مستقبل المعرفة » بنسخته لعام 2019 .
وشارك في الجلسة كل من البروفيسور لورانت بروبست، مدير وحدة البحث والتطوير في ،PwC والبروفيسور جان ستورسون، مؤسّس شركة )ريستينغ( للاستشارات، حيث أكد البروفيسور ستورسن أن المعرفة ليست مقتصرة على التعليم التقليدي بل تتوسع لتشمل سبل تخزينها ونشرها وتطويرها وبالتالي أخذها للمستوى اللاحق وهو استخدامها.
واستعرض البروفيسور لورانت أهداف ونتائج تقرير «استشراف مستقبل المعرفة »2019 ، حيث أوضح أن التقرير يسعى إلى توفير بيانات جديدة وحقيقية لفهم اقتصاد البيانات وإجراء رصد في الوقت الآني للتعرف إلى السيناريوهات الصحيحة في الدول والمدن بمجال اقتصاد البيانات، إلى جانب تقييم الأداء لمجموعة من البلدان عبر العالم، وتزويدهم بأدوات لتسريع عملية استيعاب المعرفة.
وأشار إلى أن التقرير ركز على قياس خمسة مجالات رئيسة وهي: التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات ومهارات المستقبل والبلوك تشين، حيث تم جمع المعلومات في هذه المجالات من 150 مليون مصدر ب 22 لغة في 40 بلداً حول العالم. وقد تم تطوير سجل لكل دولة يرصد وضعية البلد في هذه المجالات التكنولوجية وأداءها ضمن مؤشر المعرفة العالمي.
من الجدير بالذكر أن الشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، استندت طوال العقد الماضي إلى رؤية مشتركة قوامها تعزيز التنمية المستدامة القائمة على المعرفة في المنطقة العربية وخارجها، وتم تجديدها العام الجاري لعشر سنوات أخرى.