مدن معرفية.. مدن مستدامة
شهد اليوم الثاني من قمة المعرفة جلسات معرفية حول كيفية بناء المدن المستدامة وتعزيز السياحة المستدامة، وتمكين أصحاب الهمم كعناصر فاعلة في التنمية المستدامة، وفي هذا السياق أطلق مجموعة من الخبراء المتخصصين في البحث والتطوير مبادرة «مدن المعرفة » وتم اختيار دبي «مدينة للمعرفة » لعام 2020 ، فضاً عن إطاق مجموعة مبتكرة من المبادرات المعرفية النوعية.
ناقشت جلسة «الابتكار... طريقنا إلى بناء مدن مستدامة » سبل بناء المجتمعات التكافلية من خال التصميم الاجتماعي الجديد، وأهمية تغيير الديناميكيات وهندسة المجتمعات لتحقيق الوفرة.
تحدث فيها الدكتور محمود البرعي المستشار الدولي في برنامج الأمم المتحدة للمدن ونائب رئيس الاتحاد الدولي للعقاريين العرب، والدكتور جيسون بومروي مؤسس استديوهات بوميروي، وكريم الجسر المدير التنفيذي لمعهد الابتكار في المدينة المستدامة في دبي، إضافة إلى ستيفن هاجارات مؤسس شرطة أوستراليس.
وتناول المشاركون التحديات الديموغرافية والبيئية والاضطرابات السياسية التي تواجه الاستدامة في العديد من المدن حول العالم، ورؤية الإمارات في الاستدامة وتحقيق النمو الاقتصادي وبناء مجتمعات مزدهرة مستدامة وسعيدة قائمة على الإنسان.
وفي جلسة بعنوان «تمكين أصحاب الهمم كعناصر فاعلة في التنمية المستدامة » تمت مناقشة آليات توفير بيئة تعليمية مناسبة تلبي احتياجات هذه الفئة المهمة في المجتمع، ورعايتهم وتأهيلهم انسجاماً مع المعايير الدولية بهدف دمجهم في المجتمع كعناصر قادرة على الإنتاج.
واستعرض الدكتور نور الدين عطاطرة، المدير المفوض لجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، تجربة الجامعة في دمج أصحاب الهمم في الجامعة، وتخصيص فصول دراسية خاصة بهم، مع توفير كافة التسهيلات اللازمة لهم.
واستعرض الحضور التجربة الرائدة لدولة الإمارات في دعم أصحاب الهمم، وتوفير البيئة اللازمة لتمكينهم من القيام بدورهم في المجتمع وتعزيز إمكاناتهم، ومواجهة التحديات التي تواجههم، إضافة إلى تضافر الجهود الوطنية من أجل الاستثمار في قدراتهم.
مدن المعرفة
وخال القمة، أطلق مجموعة من الخبراء المتخصصين في البحث والتطوير مبادرة «مدن المعرفة » وتم اختيار دبي «مدينة للمعرفة » لعام 2020 بالتعاون مع مؤسسة pcw وتحت مظلة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
للإمارات تجربة رائدة في دعم
أصحاب الهمم، وتوفير البيئة
اللازمة لتمكينهم من القيام
بدورهم في المجتمع وتعزيز
إمكاناتهم، ومواجهة التحديات
التي تواجههم، إضافة إلى تضافر
الجهود الوطنية من أجل الاستثمار
في قدراتهم.
وعن الهدف من إطاق المبادرة، تحدّث البرفيسور لورانت بروبست، مدير وحدة البحث والتطوير في pcw ، قائاً: «دبي مدينة عالمية، ونتيجة للمبادرات الكبيرة التي تنفذها في خلق المعرفة فقد أطلقنا هذه المبادرة بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وشركائنا الفاعلين في القطاعين الحكومي والخاص».
وأضاف: «بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تعمل دبي على تنمية المعرفة بما يتماشى وتحقيق أهداف التنمية المستدامة »، داعياً الدول الأخرى إلى التركيز على المعرفة، حيث سيتم سنوياً، خال قمة المعرفة، الإعان عن مدينة المعرفة من مدن العالم المختلفة.
وأشار البرفيسور لورانت بروبست إلى أهمية القمة في مناقشة القضايا المعرفية المهمة والتركيز على الجوانب المهمة كالابتكار والتنمية المستدامة ومحاربة الفقر، وتنمية قدرات أصحاب الهمم، مشيراً إلى أن دبي ستكون خال العام المقبل 2020 مكاناً تتجه كل أنظار العالم إليه نظراً لاستضافته إكسبو 2020 .
ولفت البرفيسور لورانت بروبست إلى المبادرات التي تطلقها دبي مثل مؤشر المعرفة العالمي، وتقرير استشراف المستقبل، وكذلك الإعان عن إنشاء جامعة محمد بن راشد للمعرفة والتنمية المستدامة، كإحدى المبادرات العالمية في هذا المجال.
السياحة المستدامة
وتناول المتحدثون في جلسة «السياحة المستدامة: من خيار بديل إلى خيار رئيس » تداعيات السياحة الجائرة والحاجة إلى بدائل مسؤولة؛ وتطرقوا إلى مزايا السياحة المسؤولة ودورها في حماية الموارد البيئية.
وحول ضرورة تثقيف الأفراد من مختلف أنحاء العالم حول منافع السياحة البيئية والسياحة المسؤولة على الأرض، قالت كيلي بريكر، مدير إدارة الترفيه والسياحة في جامعة يوتاه: «نتطلع جميعاً إلى زيارة مواقع تحفل بالجمال الطبيعي والبيئة النظيفة، لكن وفي حال استمر استنزاف الموارد الطبيعية نتيجة لارتفاع تأثير البصمة البيئية، فإن ذلك سيؤثر بالضرورة في جودة الهواء والماء والطعام وبالتالي في صحتنا بشكل عام».
وأكد المشاركون على أن توفير منظومة إدارية مستدامة للهيئات السياحية أضحى ضرورة ملحة كونها تسهم في تعزيز التنوع البيئي على كوكب الأرض. وسيتحقق ذلك عبر التركيز على أربعة محاور رئيسة تتمثل في إدارة الاستدامة وإنشاء ثقافة عالمية حول السياحة المسؤولة والحفاظ على الموارد البيئية وتوضيح المزايا الاجتماعية والاقتصادية لها كونها أداة للحد من الفقر.
كما شهدت فعاليات «قمة المعرفة »2019 إطاق وتسليط الضوء على مجموعة مبتكرة من المبادرات المعرفية النوعية، التي تهدف إلى الإسهام في بناء مجتمعات المعرفة المستدامة ودعم الشباب، مثل إطاق هيئة كهرباء ومياه دبي مبادرة «منصة معرفة للتعاون»، وإطاق شرطة دبي مبادرة «قياس المعرفة الذكي ،» وغيرها من المنصات التفاعلية لدعم الشباب.