إصدارات - نوفاسين: عصر الذكاء المفرط
نوفاسين: عصر الذكاء المفرط
تخيل أن هناك كائنات شديدة الذكاء غير بشرية تسكن الأرض معنا. ربما تكون هذه الكائنات كروية أو مربعة الشكل، ويمكن لها التواصل عن بعد وبشكل فوري، باستخدام الإشعاع لمشاركة أفكارها عبر مسافات شاسعة. كما يمكنها تسخير الطاقة الكمومية لتتواجد في مكانين بوقت واحد؛ والأهم أنها ستعيش مع أسلافها البشر لتهتم بكوكب الأرض، وتجعله صالحاً للسكن. يقدّم جيمس لوفلوك، أحد أكبر المفكرين البيئيين في عصرنا، نظرية جديدة حول مستقبل الحياة على الأرض. إذ يرى بأن الأنثروبوسين - العصر الذي اكتسب فيه البشر تقنيات الكواكب - قد يصل إلى نهايته بعد 300 عام، وأنه بشكل فعلي بدأ عصر جديد يدعى "نوفاسين". يرى المؤلف أنه في هذا العصر النوفاسيني الجديد، ستخرج كائنات جديدة من أنظمة الذكاء الاصطناعي القائمة، ستفكر بسرعة تفوق عشرة آلاف مرة أكثر من قوّة تفكيرنا، وستنظر إلينا كما ننظر إلى النباتات، ولكن هذا لن يكون استيلاء على كوكب الأرض من قبل آلة قاسية وعنيفة كما يتصورها الخيال العلمي، لأن هذه الكائنات المفرطة في الذكاء ستعتمد في وجودها على صحة الكوكب، وستحتاج إلى نظام التبريد الكوكبي للدفاع عن نفسها من حرارة الشمس المتزايدة بالطريقة التي نقوم بها.
يجد لوفلوك أنه من الأهمية بمكان أن يبقى ذكاء الأرض متقداً ومزدهراً، ولا يعتقد أن هناك كائنات غريبة ذكية في ركن قصي، لذلك نحن الكائنات الوحيدة القادرة على فهم الكون. ربما، كما يتكهن، يمكن أن يشكّل عصر نوفاسين بداية لعملية ستؤدي في النهاية إلى ذكاء يغطّي الكون بأكمله.
المستقبل أسرع مما تعتقد.. كيف تعمل التقنيات المتقاربة
على تحويل الأعمال والصناعات وحياتنا
تناول المؤلفان بيتر ديمانديس وستيفن كوتلر في كتاب سابق لهما بعنوان «الوفرة » التحديات العالمية الكبرى، مثل الفقر والجوع والطاقة، وغيرها، ثم، قاما بتأريخ استخدام التقنيات التي سمحت بظهور رواد أعمال جدد مؤثرين. واليوم يعودان مع هذا العمل «المستقبل أسرع مما تعتقد: كيف تعمل التقنيات المتقاربة على تحويل الأعمال والصناعات وحياتنا » الذي يعدّ مخططاً لكيفية تغير عالمنا استجابة للسنوات العشر القادمة من الاضطراب التكنولوجي السريع. ويشيران إلى أن «التكنولوجيا تتسارع بصورة أكبر بكثير مما يمكن أن يتصوره أي شخص، وأننا خال العقد المقبل، سنشهد المزيد من الاضطرابات، وسنخلق ثروة أكبر مما كان لدينا في المائة عام الماضية».
على شكل خريطة طريق إلى مستقبلنا القريب، يستكشف الكاتبان كيف ستؤثر موجات التقنيات المتسارعة بشكل كبير في حياتنا اليومية وفي المجتمع ككل، ويتساءلان: «ماذا سيحدث عندما تصطدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والواقع الافتراضي، والبيولوجيا الرقمية، وأجهزة الاستشعار بشبكات الطباعة ثلاثية الأبعاد والبلوك تشين، وشبكات غيغابت العالمية؟ كيف ستحول هذه التقاربات اليوم الصناعات القديمة؟ ماذا سيحدث للطريقة التي نربي بها أطفالنا، ونحكم دولنا، ونهتم فيها بكوكبنا؟ » يقدّم كتاب «المستقبل أسرع مما تعتقد »، نظرة على الصورة التي يمكن أن يكون عليها مستقبلنا، واستجابتنا للتغيرات المرافقة له.