سعيد النظري: تمكين الشباب ودعمهم من الأولويات في الإمارات
يؤمن سعادة سعيد محمد النظري، المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن التمكين المهني وتطوير المهارات أهم من التحصيل الأكاديمي، وأن الثقة والمسؤولية هما أفضل منهج يمكن للإنسان التعلّم من خلاله، كون المسؤولية تضع الحلول، وتسهم في تنمية الأوطان.
حاورت مجلة «ومضات » النظري، على هامش قمة المعرفة، حيث تحدث عن المشاريع والمبادرات الوطنية الداعمة للشباب، وأبرز التحديات والحلول التي تواجه الشباب العربي والإماراتي على وجه الخصوص، فضلاً عن دور الشباب في بناء مستقبل مستدام لدولة الإمارات.
* لنتحدث بداية عن مجلس الإمارات للشباب وأبرز الأدوار التي يقوم بها.
- يتبع مجلس الإمارات للشباب الحكومة الاتحادية، ويعمل على فكرة تمكين الشباب ودعمهم، بحيث يتولى فيه الشباب وضع السياسات والدراسات والتوصيات فيما يتعلق بقطاع الشباب في الإمارات، وهناك عضويات لمجالس الشباب في جميع إمارات الدولة ينقلون من خلالها تطلعاتهم في مختلف المناطق، وكذلك التحديات التي يواجهونها، ويعملون مع الحكومة على وضع الحلول والمبادرات. وكذلك لدينا مجالس في كل قطاع في مؤسسات ووزارات الدولة سواء أكانت المجالس المعنية بالطاقة أو المالية أو المعنية بالبيئة وغيرها، وهناك مجلس للشباب مع جميع صناع القرار الموجودين اليوم في الحكومة وفي القطاع الخاص. وكذلك مجالس للشباب المبتعثين، فلدينا مجلس للشباب في الأمم المتحدة وكذلك في الولايات المتحدة وغيرها. ويتمثل الهدف من مجالس الشباب في إعطاء فرصة لهم بأن يضعوا الحلول لتحدياتهم، تلك الحلول التي تؤثر فيهم إيجاباً وفي مجتمعهم ككل.
* ما هي أبرز التحديات التي تواجه الشباب الإماراتي؟
- أعتقد أن التحدي ليس في تفاوت أو زيادة التحديات بل التحدي الحقيقي هو كيف نمكّن الشباب ليكونوا هم الحل لهذه التحديات. لذلك نعمل مع شركائنا في المنطقة والعالم العربي على وضع الحلول وتوفير الدعم، كما أن مجالس الشباب تحظى بالدعم بمختلف الأوجه، ومثال على ذلك؛ لدينا مشروع «حلول شبابية » الهدف منه إعطاء فرصة للشباب لتقديم حلول شبابية لتحديات مجتمعية مثل؛ الإسكان والطاقة النظيفة وغيرها. والهدف منه استضافة شباب مبتدئين أمام صناع القرار والشخصيات الحكومية والمسؤولين من القطاع الخاص لوضع حلول للتحديات، ومن ضمن هذه المخرجات توصل الشباب إلى وضع حلول للإخوة اللاجئين الذين وفرنا لهم منصات تجعل من كل لاجئ طالباً متعلماً وتاجراً يعمل على تسويق منتجاته. وكذلك وضع الشباب حلولاً في مجال الإسكان المتمثل في توفير مسكن للشباب في المناطق مهما كانت بعيدة، وهناك عشرات الحلول من شبابنا، فهم بحاجة إلى من يسمعهم وإلى من يمكنهم وبحاجة إلى حكومات مثل حكومة الإمارات تقدم لهم الثقة والمسؤولية، لأن المسؤولية هي أفضل منهج يمكن أن يتعلم الإنسان من خلالها.
* كيف يسهم الشباب في بناء مستقبل مستدام لدولة الإمارات؟
أهداف التنمية المستدامة معادلة مهمة لبناء الأوطان وتوفير الحياة الكريمة لكل إنسان، وبالنظر إلى أهداف التنمية المستدامة نرى بأنها أهداف مهمة تمس كل إنسان، فالمسكن والتعليم والمساواة جميعها أصبحت أولويات موجودة في دولة الإمارات، ومن ضمن مشاريع الشباب في مجال التنمية المستدامة، أذكر المشروع الذي أطلقه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله »، في اليوم العالمي للشباب، وهو مشروع «المدرسة المهنية لشباب الإمارات » الذي بيّن أنه مهما كان هناك حاجة إلى التعليم الأكاديمي توجد هناك حاجة أيضاً إلى تطوير مهارات الشباب التخصصية في كل قطاع.
ويعمل مجلس الشباب الإماراتي ضمن أجندة تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة، هدفه العمل مع المؤسسات في القطاع الحكومي والخاص لوضع مشاريع وحلول وأبحاث فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة المختلفة، واليوم هؤلاء الشباب هم المستشارون للحكومة والمنظمات وكذلك القطاع الخاص. وشبابنا اليوم أيضاً على طاولات النقاش في الأمم المتحدة وهم مندوبون فيها، وكذلك الشباب العربي اليوم لديه اتفاقية مع الأمم المتحدة ليكون حاضراً في الاجتماعات العالمية والدولية المعنية بوضع السياسات المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة.
* حدثنا أكثر عن المدرسة المهنية للشباب.
- إنها تجربة جديدة توفر للشباب الفرص والتمكين المهني وتطوير المهارات، وتتيح المجال للشباب المختصين والمتمكنين في مجالاتهم وتخصصاتهم في القطاع الحكومي والخاص بنقل تجاربهم وخبراتهم للشباب. الفكرة من المدرسة المهنية للشباب هي جعل كل موظف ومختص في القطاع الحكومي والخاص معلماً للشباب، فاليوم كل وظيفة تحتاج إلى مزيج يجمع بين المهارات المهنية والتخصصية، وكذلك مزيج من المهارات الشخصية كالخطابة والإلقاء والإبداع وغيرها، لذلك نعمل من خلال مدرسة الشباب على إضافة هذا الجانب التعليمي والتتنفيذي لحياة الشباب، لنرسخ فيهم المهارات المتعددة بجانب مهاراتهم الأكاديمية، ونلاحظ أن المؤسسات العالمية لا تعتمد فقط على التحصيل الأكاديمي، بل على قياس مهارات وإمكانات الشباب في إنجاز المهام بغض النظر عن تحصيلهم العلمي. وخلال الفترة القادمة سنوفر هذا التعليم لجميع الشباب بالمجان، وسيحصلون على شهادات معتمدة.
* ما هي متطلبات الشباب العربي؟
- تختلف احتياجات الشباب بحسب المنطقة، والقطاع، ولكن هؤلاء الشباب هم بحاجة إلى الفرص سواء في الوظيفة أو القطاع الخاص أو ريادة الأعمال. ومن ضمن المشاريع التي عملنا عليها في هذا الشأن، وتحديداً في مركز الشباب العربي، رصد جميع الفرص المتاحة للشباب ووضعها في منصة واحدة تجمع أكثر من ألف فرصة، منها في الأعمال والتعليم وبرامج إعداد القادة، وغيرها من المشاريع، فاليوم جميع الشباب بإمكانهم الوصول إلى الفرصة والاستفادة منها، لاسيما أن أوطاننا غنية بالفرص، والمنصة ستكون جسر تواصل بين الشباب والفرص.