Dubai Digital Authority - هيئة دبي الرقمية

Contrast

Use toggle below to switch the contrast

Contrast

Read Speaker

Listen to the content of the page by clicking play on Listen

screen reader button

Text Size

Use the buttons below to increase or decrease the text size

A-
A
A+

عبد المجيد يحيى: الجوع يشكل تحدياً في العالم

مع تعرض العديد من الدول في السنوات الأخيرة للحروب والمنازعات، وتزايد عدد الأفراد الذين يعانون الفقر الشديد، وصعوبة حصولهم على الخدمات الأساسية في التعليم والصحة، تم وضع مسألة القضاء على الفقر بجميع أشكاله ضمن أولويات الأهداف السبعة عشر لخطة التنمية المستدامة الواجب تحقيقها بحلول عام 2030 .

في هذا السياق، التقت «ومضات » مدير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، وممثل البرنامج في دول مجلس التعاون الخليجي عبد المجيد يحيى، للتحدث عن أهم المعوقات والتحديات التي تؤدي إلى رفع معدلات نسبة الفقر والجوع في العالم، وكيفية مواجهتها.

* هل من تقدم في تحقيق القضاء على الجوع في العالم؟

- للأسف، على الرغم من التقدم المتحقق خال السنوات العشر الماضية، إلا أننا شاهدنا في عام 2018 إضافة 10 ملايين شخص لإجمالي من يعانون الجوع، ووصل العدد إلى أكثر من 820 مليون شخص حول العالم ممن يفتقدون الأمن الغذائي، وينامون كل ليلة دون عشاء، أو لا يعرفون متى ستأتي الوجبة المقبلة لهم، إذ إن الأعداد تتزايد بين الفقراء، وهناك تهديدات كبيرة بازدياد العدد، وإن تحدثنا بالأرقام والإحصائيات فهناك أكثر من 700 مليون شخص، وما يعادل 10 % من سكان كوكب الأرض يعيش في فقر شديد.

* ما هي المشكلات والتحديات في مجال القضاء على الجوع؟

- هناك تهديدات تمنع تحقيق هذا الهدف كالنزاعات المسلحة التي تعيق منح هؤلاء السكان الحصول على الأغذية، والأمر الآخر يرتبط بالتهميش الاقتصادي، أي منعهم من الوصول للدوائر الاقتصادية، وثالث التحديات التي نراها متكررة هو تغير المناخ، فهو يحول دون وصول من يعملون بالزراعة من إنتاج الطعام بالكميات المطلوبة. وفي الدول النامية ينتج صغار المزارعين 80 % من الطعام المطلوب، وما يجب التركيز عليه هو أن هؤلاء المزارعين الصغار هم أكثر الفئات معاناة من غياب الأمن الغذائي، والصدمات المناخية، والجفاف والفيضانات، والوصول إلى الأسواق، كما أن مرافق التخزين غير متاحة لهم، ولذلك فإن كل هذه التحديات تجعل القضاء على الفقر والجوع عملية معقدة.

* ما هي الصعوبات التي يواجهها فريق برنامج الغذاء العالمي في مناطق النزاعات؟

- في الحقيقة، ليس الأمر بالسهل، ولكن هذا هو ميدان عملنا. يقيم ثلثا الأشخاص الذين نقدم لهم الاحتياجات الغذائية في مناطق تنتشر فيها النزاعات العسكرية. بدأنا منذ الحرب العالمية الثانية وضع أسس للتعامل في هذه الحالات. وهناك مفاوضات إنسانية تمكننا من الوصول إلى هذه الأماكن، ونعلم جيداً أن هذه العملية ليست آمنة على الإطاق، ولكن هذه أمانة ائتمنا عليها من قبل العالم، ولدينا العديد من الأشخاص الذين فقدوا حياتهم، وأيضاً من تعرضوا للخطف أثناء القيام بعملهم، ولكن هذا هو ثمن هذا العمل الإنساني ونحن كفريق نقوم به، وعلى دراية كاملة بكافة المخاطر التي يمكن أن نتعرض لها، ولذلك نؤكد أن خطوات القضاء على الفقر المسبب الأول للجوع، والتخلص من العوامل التي تزيد من معدلات انتشاره، تبدأ بإنهاء هذه النزاعات والحروب، وكذلك وضع خطط لمواجهة التغيرات المناخية التي يتعرض لها المزارعون الصغار، كالجفاف والفيضانات التي تدمر الأرض وتتضرر بسببها الزراعة، ويضطر المزارع للهجرة إلى مكان آخر، والبحث عن تأمين حاجته الغذائية.

* خال مبادرة القضاء على الجوع والفقر، هل من أساليب أخرى تتبعونها للحد من أزمة نقص الغذاء؟

يوجد اليوم ملايين من الأشخاص يعانون الجوع والفقر الشديد، ويعيشون في مناطق النزاع والحروب، وقد تمكنا من الوصول إلى 90 مليون، ويرجع ذلك لاهتمام وسخاء الجهات المانحة لبرنامج الأغذية العالمي، في دعم المحتاجين، حيث إنَّ توفير احتياجات هؤلاء يحتاج إلى 9 مليارات دولار. ولأن إنقاذ حياة الناس من الكوارث الطبيعية والبيئية يعد جزءاً أساسياً من العمل الذي نقوم به، ولكي نحقق هدف القضاء التام على الجوع في عام 2030 ، ونستطيع خلالها توفير الأطعمة الغذائية المناسبة، فلابد أن نغير أسلوب حياتهم، عن طريق تمكينهم، وتطويرهم ليساعدوا أنفسهم.

* ما هي خططكم المستقبلية بشأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعلى رأسها القضاء على الجوع؟

- نعمل على تحصيل النجاح لأكبر عدد ممكن من النقاط الموجودة في خطة التنمية المستدامة، ونأمل في القضاء على المعوقات التي تحد من القضاء على الفقر والجوع مع حلول 2030 ، ونحن بصدد التركيز على العمل مع صغار المزارعين، حيث إن أغلب المواد الغذائية يتم إنتاجها من قبلهم، وهنا تجدر الإشارة إلى أن نسبة كبيرة منهم تعاني أيضاً الفقر والجوع، فا يوجد لديهم آليات تخزين محاصيلهم، ولا يعرفون طرق التسويق الصحيحة، وهنا يأتي دورنا في برنامج الأغذية العالمي في شراء هذه المحاصيل منهم أو توجيههم وتعليمهم الطرق السليمة في تخزينها، ليستطيعوا تحسين معيشتهم، وتحقيق أكبر فائدة من منتجاتهم، وعلى جميع المؤسسات والمنظمات الدولية والمحلية التكاتف، ونشر الوعي بين الأفراد للمساهمة في القضاء على هذه المشكلة.