إمارات المستقبل في المقدمة
على مدار خمسة عقود كتبت الإمارات حكايتها بحروف من نور، في العام 1971 بدأت مسيرة وطن واعد أسس قواعده على أسس متينة المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وطن كانت أحلامه تطاول عنان السماء، وبفضل الإرادة والعزيمة والعمل الدائم والرؤى الخلّقة، تحققت الأحام.
وعندما ننظر نحن أبناء هذا الوطن الغالي في مختلف ربوع الإمارات سنشاهد تلك الأحام ملموسة في مختلف المجالات، فتنبض قلوبنا بعشق هذا الوطن، الذي يجعلنا نزهو بإنجازاته في البنية التحتية وأسلوب الحياة وقوانين لا تميز بين البشر بسبب معتقد أو جنس أو دين، وكلها إنجازات يستمتع بها المواطنون والمقيمون والزائرون على حدٍّ سواء، لقد فتحت الإمارات دائماً ذراعيها للجميع وصارت بيتاً للملايين، ولم تكتفِ بذلك؛ بل عملت على تجذير التسامح في مناهجها التعليمية ورؤيتها الإعلامية وسياستها الخارجية، ومساعداتها الإنسانية، حتى تحولت بفضل قيادتها الحكيمة وشعبها الودود إلى وطن التسامح.
في عام 2020 نريد أن نستعد لإط اق
قفزات في الاقتصاد، في التعليم،
في البنية التحتية، في الصحة، في
الإع ام، في نقل قصة الإمارات للعالممحمد بن راشد آل مكتوم
خلال الإعلان عن العام 2020 عاماً للاستعداد للخمسين.
ونحن نقرأ مسيرة العقود الخمسة الماضية، يحق لنا أن نفخر بملحمة دارت وقائعها هنا، ملحمة استثمرت في الإنسان، في التعليم والصحة والبحث العلمي، والتحفيز على الابتكار والإبداع، والحث على القراءة والمعرفة، والانفتاح على مختلف التجارب، فأينما كانت الاستفادة كان توجه الإمارات، ولذلك بدت الإمارات نقطة مضيئة ومميزة في المنطقة. ولم يقتصر الطموح على ذلك، بل كان هناك دوماً المزيد، والوصول للرقم واحد؛ في التنمية وفي التجارب العلمية وفي الصعود إلى الفضاء، ونجحنا، ويحق لنا مرة أخرى أن نفخر بتلك المؤشرات العالمية التي تحتل الإمارات صدارة بعضها، أو حصلت على مراكز متقدمة في البعض الآخر.
قصة الإمارات ملحمة نجاح شعب بدأ من الصحراء، ولكن حقق قفزات حضارية بفضل الإرادة والإيمان بقدرات الذات والتلاحم بين البشر والقيادة، وهي كلها مفردات القاموس الإماراتي الذي يخلو من كلمة المستحيل.
ونحن نقرأ ملحمة الوطن، علينا أن نفكر في ما سنقدمه للإمارات خال الخمسين سنة المقبلة؛ فمن يكتفي بما حققه من نجاح سيتوقف في مكانه، ولن يلبث أن يتراجع في مضمار الحضارة ويسبقه الآخرون، ومن هنا علينا أن نفكر في تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي يقول فيها: «في 2020 نريد بناء إمارات المستقبل كفريق واحد، بروح الاتحاد، بروح زايد، بروح تعشق القمم، بروح تعشق البناء. معركتنا معركة بناء مستمرة وستبقى».
نعم، روحنا تعشق البناء، ويجب أن تستمر هذه الروح متوهجة، في كل القطاعات ومجالات الحياة كافة، على الجميع أن يدخل في عصف ذهني شامل للخروج بأفضل ما يمكن تقديمه لإمارات المستقبل.
في المدارس والمختبرات والجامعات، في النوادي والمؤسسات، في الأمسيات والملتقيات والمؤتمرات، في كل هذه الأمكنة وفي مختلف المناسبات التي تزخر بها الإمارات على مدار العام، بإمكان كل واحد منا أن يطرح فكرة ما، أن يقترح ابتكاراً في هذا الحقل أو ذاك، لقد بدأت القيادة الرشيدة العمل على الفور، كما عودتنا دائماً؛ إذ طرحت هوية الإمارات الإعلامية للخمسين سنة المقبلة للتصويت العام، فالكل شريك في هذا الوطن، وعلى الكل العمل بروح الفريق من أجل ازدهار الإمارات.
نعم، روحنا تعشق القمم، وقد وصلنا إلى بعضها، حتى صارت للإمارات مكانة مرموقة بين مختلف البلدان، وعلينا مواصلة البناء حتى تكون إمارات المستقبل في مقدمة العالم.