قمة المعرفة... ومازال النجاح مستمراً
بنجاح قمة المعرفة في دورتها السادسة/ نوفمبر 2019 ، التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وبتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، تواصل مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة عملها الدؤوب في تعزيز الاستنارة والعقلانية من جهة، وترسيخ منظومة المعرفة التي تحقق التنمية المستدامة لمواجهة تحديات المستقبل من جهة أخرى. فعلى مدار يومين استوعبت قمة المعرفة التي عقدت تحت شعار )المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة( أكثر من 50 جلسة تحدث فيها نحو 120 مشاركاً من أرجاء العالم كافة، حيث تناول المتحدثون أكثر من 200 موضوع يشغل بال الإنسانية في ظل التعقيدات الإقليمية والدولية الحالية.
في هذه القمة واصل الخبراء والأكاديميون وصنّاع القرار من جميع أنحاء العالم مناقشة التحديات الإقليمية والدولية للتنمية المستدامة في مختلف القطاعات مثل الصحة والتعليم والاقتصاد، علاوة على قضايا الطاقة والسياحة والابتكار والغذاء وغير ذلك، حيث أفصح كل متخصص عن تصوراته وآرائه بما يفيد المهمات الكبرى التي تطرحها قضية التنمية المستدامة، وقد حقق المشاركون نجاحاً لافتاً في نقاشاتهم انعكس على جدية الحلول المطروحة وفرادتها، فضلاً عن الوصايا التي خرجت بها القمة بعد يومين كاملين من العصف الذهني الفعّال.
لقد أثبتت القمة أن المعرفة هي الطريق الوحيدة المأمونة لتقديم حلول تنموية مستدامة للتحديات التي يطرحها علينا الحاضر والمستقبل، وبالفعل انبثقت الآراء المبتكرة والحلول المتفردة خلال جلسات النقاش التي شهدتها القمة، الأمر الذي انعكس بإيجابية على نجاح هذه القمة السادسة.
ولأننا مازلنا في رحاب عام التسامح في الإمارات، كان لابد لنا أن نحتفي في هذا العدد الذي بين يديْنا برجل يُعَدُّ نموذجاً فريداً في عالم التسامح؛ إنه المناضل الإفريقي الشهير نيلسون مانديلا الذي صار أيقونة التسامح والسلام، ذلك أنه استطاع أن يقاوم الفصل العنصري الذي كان سائداً في بلده جنوب إفريقيا بالمحبة والدعوة إلى التسامح، حيث قال مرة: )لا أحد يولد وهو يكره شخصاً آخر بسبب لون بشرته، أو خلفيته أو دينه، لا بدَّ أن هؤلاء الناس تعلموا الكراهية، وإذ كان في مقدورهم تعلّم الكراهية، فهذا يعني أن بإمكانهم تعلّم الحب، فالحب أقرب إلى فطرة الإنسان من نقيضه(. وبالفعل عندما خرج مانديلا من سجنه وتبوأ منصب رئاسة الجمهورية طالب شعبه بأن ينسى الماضي بعذاباته ويغفر للذين ظلموه، ويؤسس لمجتمع جديد قوامه الحب والتسامح وقبول الآخر.
أما اللغة العربية، فستبقى هي الدرع الحامي لهوية هذا الوطن وهذه الأمة العربية الإسلامية، وكم أشعر بسعادة بالغة لأن مبادرة )بالعربي( التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة تلقى على مدار سنوات المزيد من الدعم والحفاوة من قطاعات كبيرة من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة، فضلاً عن المسؤولين وأبناء المجتمع الذين يعملون على تعزيز اللغة العربية، والاهتمام بها كل في مجاله، وقد أسهم شركاؤنا الاستراتيجيون في دعم مبادرة )بالعربي(، لأن الكل يعرف أن اللغة العربية هي صمام الأمان الصلب الذي يذود عن هوية وطننا وعروبتنا.