Dubai Digital Authority - هيئة دبي الرقمية

Contrast

Use toggle below to switch the contrast

Contrast

Read Speaker

Listen to the content of the page by clicking play on Listen

screen reader button

Text Size

Use the buttons below to increase or decrease the text size

A-
A
A+

نيلسون مانديلا.. أيقونة التسامح والسلام

عندما اندلعت أعمال عنف بسبب كراهية الأجانب في جنوب إفريقيا في سبتمبر الماضي، عادت ذكريات الزعيم السابق للباد، نيلسون ماديبا مانديا بقوة إلى أذهان الكثيرين، متسائلين عما كان سيفعله ويقوله مانديا إذا كان حياً.

من المؤكد أن مانديا لن يوافق على مثل هذه الهجمات في جنوب إفريقيا ما بعد الفصل العنصري، لأنه كان معروفاً بعدم الاستجابة للعنصرية أبداً، على الرغم من الاستفزاز الرهيب خال أيام الفصل العنصري.

ألهم مانديا الكثيرين في أنحاء العالم، وأجريت العديد من الجلسات النقاشية عنه، من بينها جلسة نقاشية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 2011 حول تعزيز وحماية حقوق الإنسان من خال التسامح والمصالحة، حيث وصفته خلالها نائب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة آنذاك، كانغ كيو وها، بأنه «إلهام قويّ يذكّر الجميع بضرورة إحداث فرق في الواقع».

وتوقف المجلس بشكل خاص عند نموذج مانديا في تعزيز وحماية حقوق الإنسان دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل القومي أو الإثني.

وقالت أميرة فؤاد التي ترأست الوفد الأمريكي خال الجلسة النقاشية: «لا يوجد مثال أفضل عن القوة التحويلية للتسامح والمصالحة من نيلسون مانديا، وعمله الملهم في الإطاحة بحكومة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. واجه نيلسون مانديا أحد أعظم شرور عصرنا».

وأضافت: «علّمنا نيلسون مانديا أن الإنسانية التي نشترك فيها جميعاً يمكن أن تساعدنا على تجاوز الخطايا التي يرتكبها البعض منا. وتذكّرنا حياته بأنه يمكن للعدالة والتسامح أن يتغلبا على أكبر قدر من القسوة».

لمدة 27 عاماً، كان مانديا سجيناً في جزيرة روبن بعد إدانته في إبريل 1964 بتهمة التخريب، فيما أصبح يعرف باسم محاكمة ريفونيا في قصر العدل في بريتوريا.

وواجه مانديا وعشرة آخرون عقوبة الإعدام بسبب التهم الموجهة إليهم، لكن قاضي المحاكمة أصدر عليهم حكماً بالسجن مدى الحياة بعد أن ألقى مانديا خطاباً من قفص الاتهام استمر لمدة ثاث ساعات، بدلأً من الإدلاء بشهادته.

قال مانديا للقاضي: «لقد حاربت ضد الهيمنة البيضاء، وحاربت ضد الهيمنة السوداء. لقد أحببت المثل الأعلى لمجتمع ديمقراطي وحر يعيش فيه جميع الأشخاص معاً في وئام وتكافؤ في الفرص. إنه نموذج أتمنى أن أعيش من أجله وأحققه. وإذا لزم الأمر، فأنا مستعد للموت لأجله».

انقسمت مدة سجنه البالغة 27 عاماً بين جزيرة روبن وسجن بولسمور المشدد أمنياً، وسجن فيكتور فيرستر بالقرب من كيب تاون حتى 11 فبراير 1990 عندما نال حريته.

«علّمنا مانديلا أن الإنسانية التي نشترك فيها جميعاً
يمكن أن تساعدنا على تجاوز الخطايا التي يرتكبها
البعض، وتذكّرنا حياته بأنه يمكن للعدالة والتسامح أن
يتغلبا على أكبر قدر من القسوة».

في الحشد الذي تجمع خارج سجن فيكتور فيرستر، حينما تم إطاق سراح مانديا دون قيد أو شرط، كان ضمن مستقبليه روجر ثورو، وهو مراسل لصحيفة وول ستريت جورنال في جنوب إفريقيا. استذكر في مقال نشره في ديسمبر 2013 ، بعد وفاة مانديا، اللحظة التي خرج فيها مانديا من السجن، متسائلاً، مثل كثيرين في الحشد، ماذا سيقول بعد 27 عاماً في السجن؟

«على الرغم من أن أكثر من ثلث حياته انتزعت منه، إلا أنه لم يتحدث عن الانتقام بل عن المصالحة »، هكذا كتب ثورو، وأضاف قائاً: «يجب على جنوب إفريقيا أن تتحد، لا أن تبقى منفصلة».

لم يكن الانتقام جزءاً من جدول أعمال مانديا، فهو بدلاً من ذلك، أعلن المصالحة، مشدداً على أنه حتى في مواجهة حكومة أقلية بيضاء متعصبة، كان يتعين عليهم التسامح.

وقال عامر أريم، وهو موظف سابق في مركز الأمم المتحدة لمناهضة الفصل العنصري، في مقال نشره في ديسمبر 2013 في ايست باي تايمز الأمريكية: «حياة مانديا، حتى أثناء وجوده في السجن، قدمت مثالاً عظيماً في التسامح والمصالحة مع الشعوب في جميع أنحاء العالم».

كتب أريم: «على الرغم من سنواته الطويلة في السجن ووحشية نظام الفصل العنصري ضد السود في جنوب إفريقيا، كان مانديا فعّالاً في منع أي أعمال انتقامية ضد الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا».

بسبب جهوده لإنهاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا سلمياً، حصل مانديا بشكل مشترك على جائزة نوبل للسام في عام 1993 مع رئيس جنوب إفريقيا آنذاك فريدريك ويليم دي كليرك (1989 - 1994)، وحل مانديا محله لاحقاً عام 1994 كأول رئيس أسود منتخب شعبياً.

بصفته رئيساً، أنشأ مانديا لجنة للحقيقة والمصالحة ساعدت في التخلي عن الممارسات السابقة وتحسين
الاندماج في المجتمع. وشدَّد مراراً وتكراراً على التسامح والمصالحة ليذكّر جنوب إفريقيا السوداء بأن الأشخاص الشجعان لا يخشون التسامح من أجل السلام.

وقال مانديا لجمهور في 82 دولة، خال مقابلة أجريت معه في 30 إبريل 2006 بثتها شبكة «سي بي إس » الأمريكية: «لا أحد يولد وهو يكره شخصاً آخر بسبب لون بشرته، أو خلفيته، أو دينه. لا بد أن هؤلاء الناس تعلموا الكراهية وعدم التسامح. حتى في أكثر الأوقات إحباطاً، رأيت بصيصاً من الإنسانية طمأنني بأن الخير في الإنسان شعلة لا يمكن إخمادها أبداً».

توفي مانديا في 5 ديسمبر 2013 في منزله في هوتون، جوهانسبرغ، جنوب إفريقيا، بعد إصابته بعدوى طويلة في الجهاز التنفسي.

كلمات في التسامح

«لا أحد يولد وهو يكره شخصاً آخر بسبب لون بشرته، أو خلفيته، أو دينه. لا بد أن هؤلاء الناس تعلموا الكراهية، وإذا كان في مقدورهم تعلّم الكراهية، فهذا يعني أن بإمكانهم تعلّم الحب، فالحب أقرب إلى فطرة الإنسان من نقيضه».

نيلسون مانديلا، الرئيس السابق لجنوب إفريقيا

«إذا أردنا للحضارة أن تنجو، فعلينا تنمية علم العلاقات الإنسانية، أي قدرة جميع الشعوب، من جميع الأشكال، على العيش معاً، في نفس العالم بسام».

فرانكلين روزفلت، الرئيس الأمريكي ال 32

«إن الطريقة الوحيدة للتأكد من أن الأشخاص الذين تتفق معهم يمكن أن يتحدثوا هي دعم حقوق الأشخاص الذين لا تتفق معهم».

إليانور هولمز نورتون، سياسية أمريكية

«في ممارسة التسامح، عدو الفرد هو أفضل معلم».
الدالاي لاما الرابع عشر