دبي.. مدينة عالمية مستدامة
شهدت قمة المعرفة في اليوم الأول عدداً من الجلسات عن الفضاء والاستدامة، وتجربة دبي كمدينة عالمية في الاستدامة، ودور المرأة في القيادة والمشاركة، ومستقبل مدن العالم، وكيفية بناء مجتمعات تتسم بالصحة والرفاه.
شارك في جلسة «الفضاء والاستدامة » كل من سعادة الدكتور محمد ناصر الأحبابي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، وسيمونيتا دي بيبو، مدير مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، وآن هيل ميلاريسي، المدير التنفيذي لمؤسسة «رادينت إيرث ». وخال الجلسة، استعرضت آن هيل ميلاريسي أحدث التطورات في قطاع الفضاء والتكنولوجيا الحديثة والأقمار الصناعية التي يصل عددها إلى أكثر من 600 قمر صناعي، والتي ترسل لأرض صوراً من الفضاء الخارجي، تساعد على استشراف الكوارث الطبيعية، والأمراض المنتشرة، والمجسمات سريعة الهدم في حال حدوث الزلازل، وذلك بدقة تصل إلى 89 %، عن طريق تعلم الآلات.
كما استعرضت سيمونيتا أبرز النشاطات الدولية التي تقوم بها منظمة الأمم المتحدة والتعاون الدولي، الذي من شأنه أن يرتقي بمنظومة قطاع الفضاء. كما تحدثت عن جهود المنظمة المستمرة في وضع أطر وتشريعات واضحة، ولاسيما في الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي والمبادئ التوجيهية بشأن الاستدامة طويلة الأجل لأنشطة الفضاء الخارجي التي تضعها المنظمة. وسلط سعادة الدكتور محمد ناصر الأحبابي الضوء على الجهود التي تبذلها الدولة في قطاع الفضاء والاستثمارات التي تصل قيمتها إلى 20 مليار درهم للارتقاء بكافة عمليات هذا القطاع، من البحوث والدراسات وبناء الكفاءات، ووضع التشريعات.
تستثمر الإمارات ما يزيد على
20 مليار درهم للارتقاء بكافة
عمليات قطاع الفضاء من البحوث
والدراسات وبناء الكفاءات، ووضع
التشريعات
دبي الاستدامة
سلطت القمة أيضاً الضوء على تجربة «دبي الاستدامة » في جلسة حضرها كل من يوسف لوتاه المدير التنفيذي لإدارة التطوير السياحي والاستثمار في دبي للسياحة، وخالد محمد شريف العوضي المدير التنفيذي لقطاع البيئة والصحة والسامة، في بلدية دبي.
وتطرقت الجلسة إلى محاور عديدة، منها: كيف تمهد المعرفة والابتكار الطريق لإنشاء بنية تحتية صديقة للبيئة؟ ومكانة دبي كمركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وسبل إسهام التكنولوجيا في تغيير طريقة عيشنا وعملنا وتفاعلنا في مدينتنا وترك آثار بيئية إيجابية على نطاق وطني وإقليمي وعالمي، إلى جانب التنمية المستدامة في دبي ودور الحكومة وقوة التواصل في تحقيق اقتصاد مستدام.
وتناولت جلسة «النساء الرائدات ودورهن في تمكين النساء والفتيات الأخريات » موضوعات دور المرأة في القيادة والمشاركة السياسية، وكسر الصورة النمطية عنها، وغيرها من الموضوعات. وخال الجلسة، قامت كل من الشيخة جواهر بنت خليفة آل خليفة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة جواهر بنت خليفة لتمكين الشباب، وجاسلين كوينتانا، سفيرة الفلبين لدى الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة موزة الشحي، مديرة مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي، وعزيزة عثمان، عضو مجلس إدارة جسور، بتقديم عرض والتحدث عن قضايا مختلفة متعلقة بالمرأة.
المدن العمودية والذكية تشكل
صورة واقعية لمستقبل المنظومة
المعمارية القادمة
وفي كلمتها، تحدثت جاسلين كوينتانا عن مكانة الفلبين بين دول قارة آسيا، كونها من أكثر الدول مساواة بين الرجل والمرأة. كما تحدثت الدكتورة موزة الشحي عن دور هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المعنية بالمرأة. وتحدثت سمو الشيخة جواهر بنت خليفة آل خليفة، عن تجربتها الشخصية، والدور الأساسي التي لعبته والدتها في تمكينها واكتشاف قدراتها وشغفها لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع. ومن جانبها، تناولت عزيزة عثمان أسباب مطالبة النساء بالمساواة والمحافظة على حقوقهن، من خال تقديم إحصائيات وأرقام تثبت تهميش المرأة في المجتمع ومكان العمل.
مدن عمودية
وأكد لوكا كورتشي مؤسس «شركة لوكا كورتشي للهندسة المعمارية » في الجلسة الخامسة التي جاءت تحت عنوان «المدن العمودية: إعادة التفكير بالمفهوم التقليدي للمجتمعات »، أن 90 % من مدن العالم معرضة للغرق والاختفاء بحلول عام 2050 ، مشدداً على أهمية إعادة التفكير في النظم المعمارية التي نستند إليها في الوقت الحالي، والاستعاضة عنها بطرائق جديدة تواكب المستقبل ومتغيراته.
وأوضح أن المدن العمودية والذكية تشكل صورة واقعية لمستقبل المنظومة المعمارية القادمة، إذ تعد أبرز النماذج للمدن الحضارية التي تتمتع بالطاقة النظيفة، والصحية والآمنة، مضيفاً أن المدن وما تتضمنه من سكان في مختلف بلدان العالم، تشكل 2% من كوكب الأرض، و 98 % من نصيب المكونات الطبيعية للكوكب.
وضمن جلسة «بناء مجتمعات تنعم بالصحة الجيدة والرفاه عبر المعرفة » تحدّث معالي حميد محمد القطامي المدير العام لهيئة الصحة بدبي، والدكتور هاجمي إينو المدير العام لمكتب التخطيط والإدارة في المركز الوطني والطب العالمي في اليابان، وجون نوستا رئيس مختبرات نوستا الطبية، والدكتورة أسماء المناعي مدير دائرة جودة الرعاية الصحية.
وخال الجلسة أكد القطامي أن الصحة الجيدة مسؤولية الجميع في المجتمع متمثلة بالجودة في الخدمات والحماية والخصوصية، وهو حق أساسي ضمنه الدستور الإماراتي، مستعرضاً دور هيئة الصحة في دبي ضمن استراتيجية التعلم الطبي والابتكار وتوظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، إلى جانب جهود البحث العلمي بالتعاون مع جامعات عالمية، وكذلك تأثير التقنيات الحديثة في جودة الخدمات. كما ناقشت الجلسة محاور عدة، تضمنت الصحة كحق أساسي من حقوق الإنسان، وسبل استفادة الشركات من المجتمعات الصحية وكيفية الإسهام في تحقيقها، وكذلك توظيف التكنولوجيا لإتاحة الخدمات الصحية وتقليل كلفتها.