درس التفاؤل والإيجابية
الإمارات تستعد للعام الخمسين، وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يستهل عام الاستعداد بكل تفاؤل، وبثقة في النفس وبعمل دؤوب على التطوير، وهو الأمر الذي يدعو مشاهد الصورة الإماراتية إلى السؤال: وهل بقي مجال واحد لم تفز فيه الإمارات بقصب السبق، أو تحصل على أحد المراكز الأولى على الأقل؟
لقد حققت الإمارات في نصف قرن الكثير من المعجزات، وترجمت الأحام على أرض الواقع، ولا يكاد يمر يوم إلا ونجد إنجازاً هنا أو هناك، وعندما كان العام الماضي يوشك على الانتهاء أرسلت الإمارات أول رائد فضاء، ولم يكد العام الجديد يبدأ حتى وقَّع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على القطعة الأخيرة من مسبار الأمل، وبعد أيام قليلة أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد برنامج «استقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي»،
نستهل عام 2020 بتفاؤل وبتطوير في حوكمة منظومتنا
الاقتصادية والاجتماعية والتنافسية في دبي. هدفنا
استشراف فرص دبي المستقبلية، وترسيخ جاذبية مدينتنا
الاقتصادية، وضمان أفضل حياة لساكنيها وزائريهامحمد بن راشد آل مكتوم
في تغريدة بمناسبة إطلاق وثيقة 4 يناير 2020
وقال سموه: «إن الإمارات من الدول السباقة عالمياً في تعزيز دور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في رسم ملامح المستقبل؛ فهو ركيزة لاستراتيجياتنا المستقبلية وخططنا التنموية ل 50 عاماً مقبلة».
خمسون عاماً كانت أكثر من ناجحة بكل المعايير، ولكن الدرس الأكبر الذي ميز التجربة الإماراتية، الدرس الذي نقدمه للعالم، وسيسجله التاريخ، ويكتب عنه الأبناء والأحفاد، أننا لم نكن نعرف المستحيل، وأن السؤال الذي طرحناه في السابق لا محل له في قاموسنا. نعم، حققنا قصب السبق في مجالات عديدة، وأصبحنا قبلة في العالم العربي والمنطقة، وبات الجميع يحتفي بنا في كل مكان، وتحولت بلادنا إلى رقم صعب في كل معادلات التنمية وتجاربها الواعدة، ولكن الدرس نفسه لم ينتهِ، لا يزال يبشرنا بالجديد، ولا تزال حكمة قيادتنا الرشيدة تلهمنا لكي نبتكر، أما ميراث الآباء المؤسسين لوطننا الغالي فيدفعنا إلى الطموح في المزيد، حتى لا تتوقف المسيرة.
علينا جميعاً أن نفكر بأسلوب مختلف، نريد في المئوية أن تكون بلادنا قد حققت أضعاف ما أنجزناه، هذا ما يقوله المستقبل، إذا كنا استوعبنا قاموس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وعلينا أن نفكر بطريقة أشبه ما تكون بالخيال العلمي، وأن نتأمل في شكل مدن المستقبل، ووظائف المستقبل، وطب المستقبل، إلخ، ويجب أن نعصف أذهاننا كل يوم بحثاً في المغاير وغير المعروف أو المطروق، وأن نغمض أعيننا ونفكر في تلك الكلمة الخلابة المسماة «المستقبل »، ولا نتوقف طوياً أمام الماضي أو نطيل النظر في الحاضر؛ فالغد لا ينتظر من يتردد.
دخل الوطن المستقبل في العقود الخمسة الماضية وهو يسير على قدمين راسختين؛ الأولى علمية تكنولوجية تنموية، والثانية قيمية أخلاقية تستند إلى ديننا وتاريخنا وقدرتنا على التفاعل مع العصر، وعلى هاتين القدمين أصبحت الإمارات الآن لا تذكر إلا مصحوبة بالإيجابية والسعادة واللامستحيل والتسامح المؤسس على التنوع، ولم نتوقف عند هذا الحد، بل أنشأت قيادتنا الرشيدة وزارات تعمل ليل نهار من أجل أن تستمتع أكثر من 200 جنسية تقيم في بلادنا بالسعادة والتعايش المشترك والكريم للجميع.
استهل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العام الجديد بتفاؤل، ونحن أيضاً نشعر مع سموه بتفاؤل لا حدود له، وبطاقة خلَّقة تدفعنا إلى أن نعمل بقوة وحب وعزيمة.
وكل عام والإمارات أكثر تفاؤلاً وتقدماً.