معاً لمحو الأمية

تسعى المؤسسة العالمية لمحو الأمية إلى الاستعانة بسفرائها الشباب لبرنامجها الهادف لعام 2019 . تحدثت «ومضات » إلى بعض من الشباب الذين قاموا بهذا الدور المميّز.

تقول دوحة الخصاونة، السفيرة الأردنية السابقة للشباب في المؤسسة العالمية لمحو الأمية: «أعتقد أن التعليم والمعرفة حق أساسي لكل طفل في العالم »، وأضافت: «كلاهما وسيلة للحصول على حقوق أخرى تتعلق بالحماية، والبقاء على قيد الحياة، والتنمية، والمشاركة».

كانت الخصاونة من بين أكثر من 300 شاب وشابة من 35 دولة شاركوا في برنامج السفراء الشباب في المؤسسة العالمية لمحو الأمية العام الماضي، وكانوا بمثابة صوت لمحو الأمية وجامعي التبرعات لأجل التعليم.

يعد هؤلاء السفراء مكوناً مهماً في عمل المؤسسة العالمي غير الهادف للربح، حيث يُسهم كل سفير في التغيير الدائم في جميع أنحاء العالم، إذ تسعى المؤسسة العالمية لمحو الأمية إلى إخراج الشباب من الفقر من خلال قوة محو الأمية. ووفقاً للمؤسسة العالمية لمحو الأمية، فإن الأمية لا تكلف فقط الاقتصاد العالمي ما يقدر ب 1.19 تريليون دولار سنوياً، بل تؤدي إلى البطالة، والدخل المنخفض، وتدني احترام الذات، وتحدُّ من الوصول إلى التعلم مدى الحياة والتطوير المهني. كما أن الأمية تؤثر في التماسك الاجتماعي والمشاركة المدنية والرعاية الاجتماعية والجريمة والمساواة بين الجنسين. ما يقرب من 20 % من سكان العالم غير قادرين على القراءة أو الكتابة، من بين هؤلاء 102 مليون تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاماً. ووفقاً للمؤسسة العالمية لمحو الأمية، يعاني 250 مليون طفل في المدارس الابتدائية في البلدان النامية من صعوبة في قراءة الكلمات البسيطة.

هذه المشكلات حادة بشكل كبير في أفريقيا تحديداً، حيث أكثر من نصف الأطفال في سن التعليم الابتدائي هم خارج المدرسة. و 35 في المائة فقط من المدارس في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تحصل على الكهرباء، في حين أن معظم البلدان في تلك المنطقة لا تملك ما يكفي من إمكانية الوصول إلى الكتب بسبب كثافة الصفوف التي يتم تدريسهم فيها، إذ يكون نصيب كل طفلين أو أكثر في أفريقيا جنوب الصحراء كتابُ قراءة واحد فقط، وفي أوغندا لكل كتاب يكون 2.6 طفل. وتقول أفانتيكي بانشابسكان، سفيرة الشباب التي جمعت 2340 دولاراً من خلال أداء الرقص الهندي الكلاسيكي في العام الماضي: «التعليم بالنسبة لي هو حق أساسي من حقوق الإنسان، وبالنسبة لي حتى عندما أتخيل عدم وجود الفرص المتاحة لي اليوم يكون الأمر مروعاً ،» مضيفة: «أود تغيير حياة الآلاف من الأطفال، ومنحهم فرصاً تعليمية متكافئة وفرصة لتحسين سبل معيشتهم. وبالنسبة لي، يبدأ هذا عن طريق جمع التبرعات والدعوة لقضية أؤمن بها».

في العالم العربي، يبلغ متوسط معدل الأمية 17 %، مع انتشار الأمية بشكل خاص في تلك الدول التي اجتمعت فيها النزاعات مع الفقر. في العراق، الأمية في ارتفاع. وفقاً لما ذكرته منظمة اليونسكو، فإن ما يقدر بخمسة ملايين شخص في البلاد أميون، بما في ذلك ٪14 من الأطفال في سن المدرسة الذين لا يستطيعون الوصول إلى التعليم المناسب أو تجبرهم ظروفهم على العمل للمساهمة في دخل الأسرة.

ما يقرب من 30 % من سكان الريف غير قادرين على القراءة أو الكتابة، و 22 % من السكان البالغين لم يحضروا المدرسة أبداً. تتأثر النساء بشكل خاص، حيث تصل معدلات الأمية إلى أعلى من 47 % بين النساء في بعض المناطق. ويعتقد السفراء الشباب في المؤسسة العالمية لمحو الأمية، أن حلول هذه المشكلات تكمن في الوصول إلى التعليم العالمي. وتستشهد أنيكا كريستوفر، سفيرة الشباب من جزر فيرجن البريطانية، بمقولة نيلسون مانديلا: «التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم ». وتقول كريستوفر: «أؤمن إيماناً راسخاً أن قيمة محو الأمية تتجاوز صفحات كتاب، وقيمة التعليم لا يمكن أن تقتصر على جدران أي صف دراسي »، مشيرة إلى أن: «محو الأمية والتعليم، في الواقع، رصيد لا غنى عنه للتغيير. ومع ذلك، فإن ملايين الناس في جميع أنحاء العالم اليوم أميون، وبالتالي لا يستطيعون الحصول على التعليم .» وتضيف: «لقد أصبحت سفيرة للشباب؛ لأنني أردت أن أؤدي دوراً في تحسين هذا الوضع، وأعطي الأشخاص فرصة لطي الصفحة، وكتابة حياتهم، وتغيير العالم .» وتقول أيضاً: «عندما يتعلم المرء، يصبح بمقدوره أن يطلق العنان لإبداعه وإمكاناته المبتكرة، لأن التعليم يوفر له مساحة يمكن من خلالها اكتشاف وتطوير جميع المواهب والقدرات.. وكل ذلك يبدأ من القراءة والكتابة، لأن إتقانهما أمر أساسي لاكتساب المعرفة، وفي قلب جميع الأهداف التعليمية».

تأسست المؤسسة العالمية لمحو الأمية من قبل أندرو كاي في عام 2003 بهدف توفير الكتب، والدروس الخصوصية، وموارد القراءة والكتابة للأطفال دون أي دعم تعليمي. وبدأ الأمر بنقل كتب الأطفال إلى أفريقيا، ثم تم إنشاء كتب إلكترونية رقمية منخفضة الكُلفة باللغات المحلية. وهي تعمل الآن في شراكة مع 3920 مجموعة من 25 دولة مختلفة، ولهم جميعاً هدف واحد مشترك هو: القضاء على الأمية في حياتنا.

تم إطلاق برنامج السفراء الشباب في عام 2016 ، حيث تسعى المؤسسة العالمية لمحو الأمية الآن للحصول على سفراء شباب لعام 2019 . يجب أن يتراوح عمر جميع السفراء بين 14 و 24 عاماً، وأن يكونوا متحمسين لمحو الأمية وتعزيز التعليم. وسوف يحصلون على شهادة إكمال عند إغلاق البرنامج. سيتم تشغيل برنامج هذا العام من 1 يوليو إلى 15 ديسمبر، مع تسجيل مفتوح حتى 30 يونيو.

«التعليم بالنسبة لي هو حق أساسي من
حقوق الإنسان، وبالنسبة إليّ حتى عندما
أتخيل عدم وجود الفرص المتاحة لي اليوم
يكون الأمر مروعاً ».
أفانتيكي بانشابسكان

إضافة إلى الدعوة لمحو الأمية وتشجيع التعليم في مدارسهم والجامعات والمجتمعات والمجموعات الاجتماعية، سيتعلم جميع السفراء تطور وتأثير مشروع كتب الشمس الخاصة بالمؤسسة في غولو بأوغندا. يوفر المشروع أجهزة لوحية منخفضة الكُلفة تعمل بالطاقة عن طريق الألواح الشمسية في الصفوف الدراسية. وتكون جميع الأجهزة اللوحية محملة مسبقاً بمكتبة رقمية للمتعلمين الصغار بلغتهم المحلية وباللغة الإنجليزية. على الرغم من أن أرقام الأمية قد تبدو مخيفة، إلا أنه يتم إحراز تقدم في هذا الجانب. قبل خمسين عاماً، كان ربع الشباب على مستوى العالم يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية مقارنة بأقل من 10 % في عام 2016 . كما تحسن معدل معرفة القراءة والكتابة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في الخمسين سنة الماضية، لكنه لا يزال عند 75 % فقط.

وفي الختام تقول سيمران شيما، من السفراء الشباب لعام « :2018 أريد خلق رؤية عالمية خاصة بمحو الأمية »، مضيفة: «كل البشر يستحقون أن يكونوا قادرين على القراءة والكتابة من أجل تحقيق إمكاناتهم. أؤمن أن معرفة القراءة والكتابة عنصر حيوي في الحياة».

حقائق

750 مليون شخص لا يستطيعون قراءة كلمة واحدة، وأكثر من ملياري شخص يجدون صعوبة في قراءة وكتابة جملة.

الأمية تكلف الاقتصاد العالمي 1.5 تريليون دولار سنوياً.

%85 من جميع المراهقين المتورطين في الأنشطة الإجرامية هم أميون فعلياً.

%21 من الأطفال حول العالم لديهم أقل من 5 كتب في المنزل.

نحو 263 مليون من الأطفال والشباب خارج المدرسة.