عام جديد وأمل مستمر
مع بداية العام الجديد، وفي خضم مصارعة العالم مع وباء كوفيد 19 ، الذي بدأ التعافي منه يأخذ طريقه، وشرعت دول العالم في تطعيم أبنائها للوقاية منه، ننظر إلى هذا العام نظرة التفاؤل التي عودتنا عليها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، نظرة أمل في غد أفضل، وتطلع إلى استمرار العمل في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة للانطلاق نحو احتفالات دولتنا الغالية باليوبيل الذهبي على تأسيسها وقد تربعت على عرش التفوق والريادة العالمية، وغدت قبلة المبدعين والأدباء والمبتكرين، وملاذ الباحثين عن الطمأنينة والسعادة والرفاه.
2020 كان عاماً صعباً على عالمنا، إلا أنه أعطانا دروساً كبيرة حول الأولويات التي ينبغي علينا أن نضعها نصب أعيننا في أي عملية تخطيط لمستقبل أفضل لأبنائنا، وهذا ما يلمح جلياً في نظرة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى ما يعترض العالمَ من تحديات مهما بلغ حجمها، وقد كانت أزمة كورونا فرصة ليطالعنا سموه بخلاصة نظرته إلى هذه الأزمة التي عصفت بالعالم. يقول سموه: «قادرون على التأقلم مع مختلف التحديات، ونستطيع بكوادرنا الوطنية وبنيتنا التحتية أن نواكب كافة المستجدات ». « نحتاج حكومة أكثر رشاقة ومرونة وسرعة لتواكب أولويات وطنية جديدة ومختلفة. مخطئ من يظن أن العالم بعد كوفيد 19 كالعالم قبله». «بقي العالم لسنوات يتجادل: من يقود الآخر؟ هل تقود السياسة الاقتصاد؟ أم الاقتصاد يقود السياسة؟ من العربة ومن الحصان؟ واكتشفنا في زمن الكورونا أن الحصان وعربته تحملهما الصحة، وتقودهما مرغمين حيث تريد، وأن السياسة والاقتصاد تتقزَّمان أمام فيروس يجعل دهاة العالم في حيرة وخوف وتيه».
ما أروعها من كلمات تبث الأمل في النفوس، وتدفع نحو العمل والمثابرة لمواجهة الأزمات، وتعطي العالم دروساً في كيفية مواجهة التحديات وتطويع العقبات وتحويل المحن إلى منح، ومن هنا كانت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة سائرة على هذا النهج السديد في العمل والإصرار لتحقيق أفضل نتائج، فكان العام 2020 بالنسبة لها عاماً حافلاً بالإنجازات رغم الإجراءات الاحترازية التي فرضت للحد من انتشار الوباء. فكانت نشاطاتنا عبر الفضاء الإلكتروني قائمة دون أن تتأثر بتبعات الجائحة؛ فاستمرت ورش وجلسات برنامج دبي الدولي للكتابة عن بعد، وانتشر عبق العربية على صفحات التواصل الاجتماعي عبر مبادرة «بالعربي »، وأتت حوارات المعرفة لتثري المشهد وتنقل الخبرات والتجارب العالمية في شتى صنوف المعرفة، وكان خاتمة العقد بإصدار «مؤشر المعرفة العالمي 2020 » ، الذي أضحى علامة فارقة في المشهد المعرفي العالمي. هذا ونتطلع إلى أن يكون 2021 عام تقدم وتطور وازدهار، وعلى أمل أن تعم الصحة والعافية دول العالم أجمع.