الأب البطل: كيف تكون مفخرة لأبنائك
يتوالى الأبطال على حياة الصغار منذ أن تشق صرخاتهم صمت الحياة، ولكن يبقى الأب هو البطل الأول في حياة كل طفل مهما مضى به العمر، وحين يتنحى الأب عن حياة أبنائه ويمارس دوراً سطحياً، تتكاثر تساؤلاتهم : هل هو غير مكترث لأمورهم؟ أم أنه لايطيق إخفاقاتهم وسلوكياتهم الرعناء؟ الجروح التي يخلفها غياب الأب لا يداويها الزمن، تماما كالدمار الذي يحل بالمدن التي يتخلف عن إنقاذها أبطالها الخارقون في عالم الكرتون. يظن معظم الناس أن الأم هي محور حياة الطفل الأول والأخير، ولا شك أن الدور الذي تلعبه الأم لايضاهيه شئ في الحياة، ولكن يصر كثيرون على التعامل مع الأب باعتباره خياراً ثانوياً وكأنه يمارس دوراً تكميلياً لا أكثر،بل وأن تنحيه عن حياة أبنائه وترك زمام الأمور للأم هو الأصلح لهم ! لهذا وبمرور الوقت، يتحول الأب إلى مجرد ممول مسؤول عن تلبية احتياجات أبنائه المالية، أو مصباح سحري يحقق أمانيهم صعبة المنال، أو مصلح يتدخل بين الحين والآخر ليعاقب ويهذب سلوكياتهم بينما تدير الأم حياتهم بجميع جوانبها.