وزارة اللامستحيل وقضايا الابتكار
في خطوة غير مسبوقة تعلن الإمارات عن تفردها المدهش على مستوى العالم كله، وذلك عندما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وزارة جديدة باسم «وزارة اللامستحيل » يتولى إدارتها أعضاء مجلس الوزراء، وتعمل على إعادة هندسة المنظومات الحكومية والسلوكيات المجتمعية والتفكير الاستباقي من خال توليها ملفات وطنية مهمة.
هذه الوزارة الجديدة هي تتويج لفكر صاحب السمو الذي علمنا كيف نواجه التحديات بعقول متفتحة وقلوب جريئة، وكما قال سموه بحق «المستحيل ليس في قاموسنا، وليس جزءاً من تفكيرنا، ولن يكون جزءاً من مستقبلنا ». ذلك أن الأمم لا تعرف الطريق إلى النهوض والتقدم إلا إذا اقتحمت الصعاب وقهرت المستحيل بالإصرار والعمل الدؤوب، فتبحث وتناقش وتبتكر وتنتج ما يسهم في تطوير إمكاناتها وقدراتها.
المستحيل ليس في قاموسنا، وليس جزءاً
من تفكيرنا، ولن يكون جزءاً من مستقبلنا.صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.
يقول صاحب السمو: «واقعنا الذي نعيشه اليوم في الإمارات هو نتاج أفكار غير تقليدية لقادة غير تقليديين»، وقد صدق سموه، فهذا أمر يلمسه بوضوح كل أبناء الدولة، والمقيمين فيها والزائرين لها، حيث يحصل الجميع على خدمات متطورة بكل يسر وفي أزمنة قصيرة للغاية، وحيث تتجلى مدن الدولة في أبهى صورة سواء في العمران أو الشوارع الممهدة الفسيحة والنظام المروري الصارم والحدائق الشاسعة، وكل ذلك لم يتحقق بهذه الكفاءة العالية لو لم تكن المنظومة الفكرية التي يعتمدها قادة دولتنا منظومة غير تقليدية تنهض على ضرورة مواجهة المستحيل والتحديات التي تفرضها المجتمعات الحديثة.
لا يغيب عن فطنة اللبيب أن السبيل الأمثل لقهر المستحيل يتمثل في القدرة على الابتكار، تلك القدرة التي تجعل المرء يفجر طاقات الخيال لديه كي يتمكن من وضع تصور عام للمشكلات التي تعترض الطريق لتحقيق أهدافه بأقل كلفة مادية ممكنة وفي وقت محدد، حتى لا تتطلب مواجهة المستحيل نفقات باهظة وزمناً ممتداً.
لا شك في أن جوهر التطور الآن يعتمد على الابتكار، وأكثر عناصر المجتمع قدرة على الابتكار هم الشباب لما يتميزون به من خيال خصب ورغبة جارفة في التفوق وتحقيق الذات، ورغم أنني أطالب جميع أبناء المجتمع بالعمل على تطوير مهارات الابتكار لديهم، فإنني أخص الشباب وألح عليهم في ضرورة تعزيز ثقافاتهم وتطوير قدراتهم وتنمية خيالهم حتى يستطيعوا السباحة ببراعة في بحر الابتكار المتلاطم الأمواج.
وبنظرة سريعة على المجتمعات التي حققت قفزات نوعية في مضمار التطور نجد أنها غرست في صدور شبابها بذور الابتكار، وعلمتهم أن القدرة على تجاوز المستحيل ومواجهة التحديات تنهض على مقدرة هؤلاء الشباب على ابتكار أفكار جديدة تتعامل مع تلك التحديات بحذق وذكاء.
ونحن في الإمارات، والحمد لله، نحظى بقيادة متفردة تملك مهارات مدهشة تلهم بها الشباب ليواجهوا المستحيل ويصنعوا المعجزات من أجل أن تظل دولتنا الحبيبة في مقدمة الدول على مستوى العالم، وصدق صاحب السمو حين قال «المستحيل ليس في قاموسنا ».