من الذاكرة - ملوك السرعة
ملوك السرعة
في عام 2013 ، اُكتشفت أقدم ساعة شمسية في وادي الملوك بمصر، يعود تاريخها إلى حوالي 1500 قبل المياد، ويمكننا أن نستخلص من ذلك أن الناس كانوا يقيسون مدى سرعة انتقال الأشياء أو إنجازها منذ ذلك الحين. سواء أصبح روجر بانستر أول رجل يقطع مسافة ميل جرياً في أقل من أربع دقائق قبل 65 عاماً أو رغب في اختراق حاجز الصوت أو أنه تملّك الرغبة الملحة في السفر على أعلى مستوى ممكن من السرعة.. نلاحظ أن السرعة هي جوهر المسألة. في هذا السياق تلقي مجلة «ومضات » الضوء على خمسة أرقام قياسية تاريخية في السرعة.
سرعة الضوء
السرعة: 10 مرات أسرع من الصوت
الشخص: غاليليو
التاريخ: 1638
غاليليو هو العالم الأول الذي حاول تحديد سرعة الضوء. في ظل جهوده، تم الاتفاق على أن الضوء لا ينتقل فعاً، ووجوده فقط لحظي. وفي النصف الأول من القرن السابع عشر، أثبت «مؤسس المنهج العلمي » أن سرعة الضوء «إن لم تكن لحظية، فهي تنتقل بشكلٍ سريع للغاية ». وذلك باستخدام ساعة مائية تمثل فيها كمية المياه المارة من الوعاء مقدار الوقت المنقضي.
كانت طريقته بسيطة بشكل مدهش، فقد كان لدى غاليليو ومساعد له مصابيح يمكنهما تغطيتها عند اللزوم. كان غاليليو يكشف مصباحه، وفي اللحظة التي يرى مساعده النور يكشف المصباح الذي لديه. مع القيام بقياس الوقت المنقضي، استطاع غاليليو رؤية ضوء مساعده ومعرفة مدى البعد بين المصابيح، فاستنتج غاليليو أنه يستطيع تحديد سرعة الضوء، والتي حسبها بأنها انتقال أسرع من الصوت بعشرة أضعاف على الأقل. وحالياً فإن القيمة المعتمدة لسرعة الضوء، وفقاً للمؤتمر العام للموازين والمقاييس، هي 792.458 299 كم/ ثا.
الرقم القياسي لسرعة المركبات الأرضية
السرعة : 1228 كم / سا
الشخص: آندي غرين «في اجتياز إس إس سي »
التاريخ: 15 أكتوبر1997
أول مركبة برية تخرق جدار الصوت رسمياً هي «إس إس سي »، وهي اختصار ل «سوبر سونيك كار ». كان رجل الأعمال والمغامر البريطاني ريتشارد نوبل مدير وأحد مصممي مشروع اجتياز «إس إس سي »، الذي تمكن من تحطيم الرقم القياسي للسرعة الأرضية، والذي سجله نوبل بين عامي 1983 و 1997 عندما حقق سرعة 1047.49 كم/سا في الاجتياز 2.
حقق الطيار المقاتل من ساح الجو الملكي البريطاني آندي غرين اجتياز «إس إس سي » وهو يقود في صحراء باك روك في ولاية نيفادا، بالولايات المتحدة الأمريكية، السيارة التي يبلغ طولها 16.5 م، وتزن 10.5 طن والمزودة باثنين من محركات نوع رولز رويس سباي التوربينية النفاثة المستخدمة عادة في المقاتلة النفاثة البريطانية إف - 4 فانتوم الثاني، حيث سجلت سرعة مذهلة تبلغ 1228 كم / سا.
أولمبياد سباحة 400 متر فردي مختلط
السرعة: 31.981 : 4
الشخص: تيم ماكي
التاريخ: « 1972 ألعاب ميونيخ»
مع 195 فعالية و 7134 رياضياً من 121 لجنة أولمبية وطنية، كانت ألعاب ميونيخ 1972 من كبريات الألعاب حتى تاريخه. على الرغم من أنها تلطخت بمأساة «مذبحة ميونيخ » الإرهابية، إلا أنها كانت أحداثاً رياضية غير مسبوقة. أصبح السباح الأميركي تيم سيلفر ماكي حائزاً على السجل الذي لا يحسد عليه لفقدانه ميدالية ذهبية بأقل هامش في التاريخ الأولمبي. فقد سجل كل من ماكي والسويدي غونار لارسون 4 د: 31.981 ثا في السباق المختلط للسباحة الفردية ل 400 م . إلا أن جهاز التوقيت الإلكتروني كان حساساً بما يكفي لقياس آلاف الأجزاء من الثانية، وبالتالي فإن لارسون الذي سجل 4: 31.981 هزم ماكي الذي سجل 4: 31.983 بفارق 2/ 1000 من الثانية. في الجدل التالي، اتضح أن ماكي كان من المحتمل أن يخسر الذهب لو تم طاء جدار ممره بشكل أرق قلياً منه في الممرات الأخرى. تسببت الخسارة في تغيير القواعد الدولية وإلغاء القياس بالأجزاء من الألف من الثانية.
أسرع صعود لجبل إيفرست
السرعة: : 16 ساعة و 45 دقيقة
الشخص: هانز كامرلاندر
التاريخ: 1996
أدرج المتسلق الإيطالي هانز كامرلاندر، الذي تسلق كل قمم العالم - باستثناء واحدة - البالغ عددها 14 قمة يزيد ارتفاعها على 8000 م، في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية باعتباره الأسرع صعوداً للوجه الشمالي لجبل إيفرست. هذا الإنجاز المذهل حققه في 16 ساعة و 45 دقيقة. وتبع تسلق أعلى جبل في العالم في أسرع وقت بالتزلج والعودة للأسفل مرة أخرى، وهو أول منحدر للتزلج على الإطلاق من قمة إيفرست. هذا لا يزال واحداً من المعالم البارزة للسيرة المهنية المدهشة لكامرلاندر. ويقول في هذا السياق: «أحد أهم نجاحاتي الشخصية كان التزلج عبر النزول من قمة جبل إيفرست في عام 1996 . كنت في القمة قبل الموعد المحدد، وبإمكاني أن أستريح، وأعيش لحظتي، وأستمتع بتوقع النزول الذي لا يوصف».
لم تكن السرعة مجرد وسام شرف لكاميرلاندر، ففي كثير من الأحيان يمكن أن تحدث السرعة فرقاً بين الحياة والموت. لأسباب أخلاقية، لم يستخدم الأكسجين المعبأ في زجاجات، وقلل معداته إلى أكثرها حيوية، وذلك كي لا يحمل معه السلامة الوهمية إلى الجبل. وبذلك فقد وفّر في الوزن، ويمكن أن يقضي أقل وقت ممكن في منطقة الموت على ارتفاع 8000 م، حيث لا يوجد ما يكفي من الأوكسجين ليتنفسه البشر.
أسرع سيارة تعمل بالطاقة البشرية
السرعة: : 144.17 كم/ سا
الشخص: تود ريتشيرت «على دراجة آيروفيلو إيتا »
التاريخ: 2016
تعدّ نيفادا في الولايات المتحدة الأمريكية موطناً لواحدة من أسرع، وأكثر الطرق استقامةً وانبساطاً على الأرض. لذلك تلتقي شياطين السرعة كل عام من جميع أنحاء العالم في باتل ماونتين مع رغبة ملحة للسرعة. في «التحدي العالمي للسرعة المزودة بالطاقة البشرية » في 17 سبتمبر 2016 ، حصل تود ريتشيرت على لقب أسرع لاعب في العالم من خلال سفره المدهش بسرعة تبلغ 144.17 كم / سا على الدراجة السريعة إيتا، والتي صممها هو وفريقه في آيروفيلو. أسس ريتشيرت مع كاميرون روبرتسون شركة آيروفيلو في عام 2010 وصنعوا ثلاث دراجات قبل إيتا، التي أُعدت خصيصاً لمحاولة تحطيم الرقم القياسي للسرعة. خلافاً لتصاميمهم السابقة، فإن إيتا تستغني عن قمرات القيادة والنوافذ، مما يجعل المتسابق يعتمد على عرض الفيديو للحصول على إحصائيات السرعة والعناصر الحيوية الأخرى.
إيتا؛ التي حصلت على اسمها من الحرف اليوناني »Eta« المستخدم في الهندسة للدلالة على الكفاءة، تضم هيكلاً من ألياف الكربون الديناميكية الهوائية، وإطاراً خفيف الوزن، وتصميماً بوضعية الاستلقاء لأجل راحة الراكب. والهوامش في وضع هذا السجل ضيقة للغاية، لدرجة أن المحاولة السابقة كانت متقطعة بسبب وجود حشرة مسحوقة على أنف الدراجة، مما منعها من الوصول إلى أقصى سرعة.