Dubai Digital Authority - هيئة دبي الرقمية

Contrast

Use toggle below to switch the contrast

Contrast

Read Speaker

Listen to the content of the page by clicking play on Listen

screen reader button

Text Size

Use the buttons below to increase or decrease the text size

A-
A
A+

التعليم الحديث في ضوء التقدّم التكنولوجي

تؤثر التقنيات الناشئة في أساليب التعليم الحديثة، وفي التفاعل بين الطلاب ومعلميهم. أمام هذا التطور، لا بدّ أن يتوافر المزيد من البرامج التعليمية لتحسين التعلم، وجعله نافعاً بطريقة عملية للجيل الحالي.

يستطيع المتعلمون اليوم بسهولة حلّ معضلة رياضية صعبة عبر الإنترنت بشكل يختلف عما كانت عليه هذه العملية في الماضي، والسبب يعود إلى حجم التقنيات الناشئة التي تغطي كل جوانب حياتنا.

ومع ذلك، هناك مخاوف متزايدة تتعلق بآثار التكنولوجيا على تعلم الطاب، حيث يهتم المعلمون في الآونة الأخيرة أكثر بتدريس الطاب بطريقة تجعلهم يتعلمون من تلقاء أنفسهم، بدلاً من الممارسة القديمة للتدريس التي كانت تركز على تلقين المتعلمين مهارات من شأنها أن تجعلهم أكثر تنافسية في سوق العمل. وقد أدى ذلك إلى الخوف من أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا يمكن أن يؤثر سلباً في تعلم الطلاب.

أمام قدرة المتعلمين من البحث على الإنترنت عن أي معلومة بسهولة، نجد أن الأصوات المناهضة للاعتماد الكلي على التكنولوجيا تشير إلى تقليل احتمال جلوس الطاب في المكتبة لأغراض البحث الأكاديمي، وهذا من شأنه أن يعرّض نوعية التعليم للخطر.

تستند هذه الحجج إلى زيادة حالات الانتحال والغش المبلغ عنها، والتي أدت إلى انخفاض في القدرات التحليلية للطلاب ومهاراتهم في التفكير النقدي. بسبب الإنترنت، من المرجح أن يقضي الطاب وقتاً أطول على ألعاب الكمبيوتر أو غيرها من مصادر الترفيه ومواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من قراءة المواد الأكاديمية أو أداء واجباتهم الدراسية.

معاينة الاستخدام التكنولوجي

في دراسة مشتركة بعنوان «معاينة استخدام تكنولوجيا المعلم »، أكد الباحثون مايكل راسل، وداميان بيبيل، ولورا أوداير، وكاثلين أوكونور، من كلية بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية، أن مواقف المعلمين ومعتقداتهم تجاه التكنولوجيا لها أهمية كبيرة في قراراتهم لتبني واستخدام التكنولوجيا في كثير من الأحيان في الفصول الدراسية. وتقول الصحفية الكندية المتخصصة في الشؤون التكنولوجية فاون هيميلسباخ على مدونتها: «حتى في المواقف التي يُنظر فيها إلى التكنولوجيا على أنها إلهاء وليست أداة مساعدة في التعليم، يمكن للمدربين الاستفادة من قوة الأجهزة الرقمية والتطبيقات والأدوات لزيادة المشاركة وتشجيع التعاون وإثارة الابتكار وتعزيز تعلم الطاب ». وتقول فاون هيميلسباخ: «من خلال الاتصال بالإنترنت، يمكننا الوصول إلى المعلومات على مدار 24 ساعة في اليوم. يمكننا العثور على أي شيء تقريباً عبر الإنترنت بأحدث إصداراته. بالنسبة للطاب، هذا يعني الوصول إلى كل شيء من المواد البحثية والتطبيقات التعليمية إلى التعليم الترفيهي التفاعلي والموارد المفتوحة من الجامعات المرموقة في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فقد يحتاجون إلى تعليمات حول كيفية العثور على موارد موثوق بها وتوجيههم بشأن الاستخدام الأنسب».

بفضل قوة التكنولوجيا، يصبح من السهل إنشاء تجربة تعلم ديناميكية ورقمية مصممة بشكل مناسب ومرنة، من شأنها تنمية المواهب اللازمة لتشغيل الاقتصاد الرقمي. فأجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الأجهزة اللوحية أو الهاتف الذكي تحل محل الكتب التي سيحملها الطاب إلى الفصول الدراسية.

توسيع فرص التواصل

تذكر مقالة على منصة التدوين الخاصة بجامعة بوردو: «تم توسيع فرص التواصل والتعاون من خلال التكنولوجيا. تقليدياً، كانت الفصول الدراسية معزولة نسبياً، وكان التعاون مقصوراً على الطاب الآخرين في نفس الفصل أو المبنى. اليوم، تقدّم التكنولوجيا أشكالاً من الاتصال والتعاون لم تستطع تقديمها في الماضي».

يكبر جيل اليوم من الطلاب في عصر
المعلومات، بالتالي لا ينبغي أن يكون
الوصول إلى التكنولوجيا والإنترنت
سهلاً فقط، بل أمراً ضرورياً أيضاً.

 

بفضل قوة التكنولوجيا، يصبح من
السهل إنشاء تجربة تعلم ديناميكية
ورقمية مصممة بشكل مناسب ومرنة،
من شأنها تنمية المواهب اللازمة
لتشغيل الاقتصاد الرقمي.

وجاء فيها أيضاً: «يمكن للطاب خال فصل دراسي في أرياف الولايات المتحدة، على سبيل المثال، التعرف إلى المنطقة القطبية الشمالية من خال متابعة بعثة فريق من العلماء في المنطقة، وقراءة تدوينات العلماء، وعرض الصور، وتوجيه أسئلة عبر البريد الإلكتروني للعلماء، وحتى التحدث مباشرة مع العلماء عبر مؤتمر ينعقد عبر الفيديو».

وفي مقدمة استراتيجية وزارة التعليم في الحكومة البريطانية لمقدمي التعليم وصناعة التكنولوجيا، نُشرت في أبريل 2019 ، قال وزير الدولة السابق للتعليم، داميان هيندز: «إن التكنولوجيا غالباً ما ترتبط بزيادة الأتمتة وتقليل التفاعل البشري، على الرغم من أنه ضمن قطاع التعليم، لن يحل هذا أبداً محل المعلمين العظماء»

وفقاً لتقرير صادر عن مركز البحوث التطبيقية في التكنولوجيا التعليمية: «هناك أدلة متزايدة تدعم التأكيد على أن أدوات المعلومات والاتصالات في القرن الحادي والعشرين، إضافة إلى التطبيقات التعليمية التقليدية المدعومة بالحاسوب، يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي في نتائج تعلم الطاب».

أجرى هذا البحث جون كرادلر، وماري ماكناب، ومولي فريمان، وريتشارد بورشيت، عن أهمية استخدام التكنولوجيا إلى جانب أساليب التعلم التعاوني والقيادة الهادفة إلى التخطيط التكنولوجي لأغراض تحسين المدارس. ويوضح التقرير أيضاً أن الأدوات التكنولوجية لبناء القطع الأثرية وموارد المعلومات والاتصالات الإلكترونية تدعم تطوير مهارات التفكير العالية.

ويشير آر. راجا وبي سي ناغاسوبراماني من قسم العلوم التربوية بجامعة تاميل نادو لتعليم المعلمين، في تقرير صدر في إبريل 2018 بعنوان «تأثير التكنولوجيا الحديثة في التعليم » إلى أن استخدام تقنيات وأدوات المعدات الحديثة، يجعل التعلم أكثر تشويقاً للطاب وأكثر تفاعلية.

تعزيز الممارسات التعليمية

ووفقاً لتقرير صدر عام 2009 بعنوان «استخدام التقنيات الرقمية لتعزيز الممارسات الشاملة في التعليم" التي تصدرها "فيوتشر لاب ،» وهي مؤسسة بحث وتطوير مستقلة لا تهدف للربح مقرها المملكة المتحدة: «تخلق التكنولوجيا دافعاً ومشاركة أفضل واستقلالاً في التعلم».

من بين الفوائد الأخرى، يشير التقرير إلى أن التكنولوجيا قد أدت إلى زيادة التعاون والمشاركة والمثابرة، والمزيد من السلوك التفاعلي، وتحقيق استيعاب مفاهيمي أفضل.

وفي دراسة أخرى لعام 2017 بعنوان «آثار التكنولوجيا على تحفيز الطاب والمشاركة في التعلم القائم على الفصول الدراسية »، ذكر جيمس فرانسيس من جامعة نيو إنغلاند أن «هدف المعلمين يجب أن يكون دمج التقنيات الحالية للتعلم الإنتاجي».