طفرة الابتكار النسائي في إفريقيا
6 مبتكرات أسهمن في تحسين حياة مجتمعاتهن
كانت الصناعة التكنولوجية في إفريقيا ساحة يسيطر عليها الذكور فقط إلى حد كبير، إلا أن نساء متعلمات نلن حصة جيدة من هذا القطاع الذي يشهد نمواً سريعاً في الآونة الأخيرة. فالعديد منهن أطلقن شركات تكنولوجيا مبتكرة وناجحة ومؤثرة، تركت بصمتها الواضحة على مشكلات وتحديات يومية تواجه المجتمعات الإفريقية.
وفقاً لمنصة التدوين في منظمة «وومين إن تيك أفريكا »، تسجل إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أكبر عدد على مستوى العالم من النساء البارزات في مجال الأعمال التجارية، إلى جانب غانا وأوغندا اللتين تظهران سوقاً نشطاً للشركات التي تقودها النساء وفقاً لمؤشر «ماستر كارد » لريادة الأعمال النسائية. في التالي اخترنا ست مبتكرات إفريقيات حققن نجاحات في التكنولوجيا.
منع النزاعات في العمل
ظهرت ليندا أليندا إيكانزا للمرة الأولى على الساحة العالمية أثناء منح جوائز العدالة المبتكرة لعام 2019 التي جرت في معهد لاهاي لابتكار القانون (HiiL) في هولندا.
ابتكرت المحامية الأوغندية الشابة تطبيق حقوق الموظفين المعروف باسم «نكولا آب » Nkola App( ( الذي يستخدم التكنولوجيا لحل أو منع النزاعات في مكان العمل. كما أنها رئيسة فريق في "تونغا للابتكارات المحدودة"، وهي شركة متخصصة في ابتكار البرمجيات تأسست في كمبالا، أوغندا. ويهدف التطبيق إلى إلهام ثقافة العمل الجاد والتضحية الشخصية.
تقول في تصريح لها على موقع التطبيق: «نعتقد أنه ينبغي أن يكون تحت تصرّف العمال وأرباب العمل، الأدوات التي تمكنهم من حل مشكلاتهم بسرعة وبطرق صحية. التكنولوجيا تجعل هذا ممكناً ». تعتقد أليندا أن النساء كمجموعة يواجهن الجانب الصريح لمعظم التحديات، يجب أن يكنّ جزءاً من الحلول للتحديات التي يواجهنها.
تنقل آمن وأسرع
سيدة الأعمال الإثيوبية سمراويت فيكرو هي المرأة التي تقف وراء «رايد »، وهي النسخة الإثيوبية من سيارات الأجرة «أوبر ». وتعود ملكية التطبيق لشركتها المتخصصة في تطوير تطبيقات البرمجيات (Hybrid Design Plc).
لقد عملت على فكرة تطوير التطبيق بعد أن واجهت مشكلات مع توظيف سيارات الأجرة في وقت متأخر من الليل من شركة كانت تعمل فيها مطوّرة برامج. تقول فيكرو ل «بريبيد إيكنومي « :» كنت أجد نفسي دائماً في المكتب حتى وقت متأخر من الليل، ثم تعوقني مسألة المواصلات أثناء توجهي إلى منزلي، فقد كنت أشعر بعدم الأمان أثناء أخذ سيارة أجرة... فضلاً عن أن السائق يطلب دفع مبلغ أكثر من ضعف المبلغ الذي يدفعه الراكب خلال النهار».
في غضون عامين، أصبح لديها نحو 6000 سائق مسجل في تطبيق «رايد » الخاص بها، إلا أن التحدي الذي يواجهها هو قطاع تكنولوجيا المعلومات غير المتطور في إثيوبيا، والذي يجعل من الصعب على الكثيرين قبول التغييرات التي تصاحب التكنولوجيا.
حلول تكنولوجية
في مارس 2014 ، صنفت مجلة «فوربس » ريبيكا إينونتشونج، وهي صاحبة مشاريع تكنولوجية في الكاميرون، من بين 10 نساء بارزات في حقل التكنولوجيا في إفريقيا.
ريبيكا هي المؤسس والرئيس التنفيذي ل «آبستيك » (AppsTech)، وهي شركة لحلول تطبيقات المشاريع مع العملاء في أكثر من 50 دولة منتشرة في إفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية. تقول ريبيكا في مدونتها إنها لم تكن تملك المال تقريباً في الوقت الذي أسست فيه شركتها قبل 20 عاماً.
بدأت ريبيكا شركتها من الصفر إلى أن أصبحت عالمية تمتلك رأس مال يبلغ عدة ملايين من الدولارات، ويعمل لديها أكثر من 350 موظفاً. وتذكر في مدونتها: «أدركتُ من خلال تطوير خطتي أن نوع العملاء الذين اشتروا معظم عروضي كانوا من جنسيات متعدّدة.
تغيير إيجابي
كانت جوديث أويغار الكينية جزءاً من مجموعة iHub( ( المكونة من الشابات العاملات في قطاع التكنولوجيا في عام 2010 في نيروبي بكينيا، ونشأ عن مناقشتهن تأسيس «أكيراتشيكس AkiraChix( » (، وهي منظمة تهدف إلى تغيير المشهد في الحقل التقني من خلال دخول المزيد من النساء إليه. شاركت جوديث في تأسيسها مع أنجيلا أو. لونجاتي، ليندا كاماو، وماري غيثينجي.
أثارت جميلة عباس إعجاب أوباما
بإبداعها في برنامج حاصل على
جوائز هدفه مساعدة المزارعين
المقتصرين على الإنتاج المحدود
إلى التوجّه نحو الزراعة التجارية.
بدأت جوديث فيما بعد بتأسيس «جوا كالي » JuaKali( (، وهو دليل عبر الإنترنت للكينيّين العاملين في القطاع غير الرسمي. وهذه الكلمة «جوا كالي » مصطلح سواحلي يستخدم للإشارة إلى أولئك الذين يعملون في ظروف قاسية أو تحت الشمس الحارقة.
تتيح الخدمة لمستخدميها إنشاء ملف تعريفي على الإنترنت يُظهر خبراتهم، ويربطهم مع العملاء من الأفراد والمؤسسات. وفقاً لموقعها الإلكتروني: «تستخدم جوديث التكنولوجيا كعامل محفّز للتغيير الإيجابي ». وتقول جوديث: «أنا مهتمة بالتقاطع الحاصل بين النساء والشباب والتكنولوجيا وريادة الأعمال».
تحسين الزراعة
في يوليو 2015 ، ألقى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خطاباً أمام جمهور من الكينيين في ملعب سفاريكوم في نيروبي، وذكر أن امرأتين كينيتين أعطتاه الأمل. كانت جميلة عباس واحدة منهما. أثارت عباس إعجاب أوباما بإبداعها في برنامج حاصل على جوائز هدفه مساعدة المزارعين المقتصرين على الإنتاج المحدود إلى التوجّه نحو الزراعة التجارية.
من خلال تطبيقها «إم-فارم M-Farm( » (، يرتبط المزارعون بالأسواق، إضافة إلى وصولهم في الوقت المناسب إلى المعلومات. يوفر التطبيق أيضاً منصة لتبادل المعرفة والتجميع، وسهولة اكتشاف الفرص التي تحولهم إلى الزراعة التجارية المنتجة. شاركت في تأسيسه في عام 2010 مع شابتين كينيتين.
بعد عام فقط من تخرجها بدرجة بكالوريوس علوم الكمبيوتر في جامعة عبد المالك السعدي، المغرب، في عام 2009 ، كانت قد عادت إلى نيروبي للانضمام إلى مجتمع متنامٍ من خبراء التكنولوجيا الكينيين، وتعلق على ما جرى معها في تلك الفترة في صحيفة «ذا إيست أفريكان » بقولها: «كان الجميع يبتكر شيئاً ما. أردت أن أبتكر شيئاً من شأنه أن يساعد الكيني البسيط الذي كان يزرع بيديه، ولا يمتلك معلومات عن السوق، ولا زبائن جاهزين لشراء محاصيله. مع التطبيق يمكن أن يتحقق ذلك مع قدر من المعرفة الزراعية ومع هاتف محمول».
مواجهة التحديات
قادها شغفها بالتكنولوجيا إلى دعم النظم الإيكولوجية الناشئة المحلية في بلادها؛ هذه المرأة هي شريفة توموسيمي المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «زيمباومين ZimbaWomen( » (، وهي شركة حلول تكنولوجيا المعلومات مقرها في كمبالا، أوغندا. تتخصص المنصة في تقديم الحلول التقنية والبرمجية للشركات الصغيرة والمتوسطة بحيث تمكنها من إدارة أعمالها وتوسيع نطاقها بشكل أكثر احترافية.
تعمل توموسيمي حالياً مع أكثر من ألف سيدة أعمال في أوغندا وكينيا ورواندا من خلال برنامجها. وتقول عن ذلك: «إننا نتطلع بشكل خاص إلى الشركات الناشئة المملوكة من النساء أو التي تدار من قبلهن».
لتحقيق طموحاتها، عملت توموسيمي مع منظمات مثل البنك الدولي وفيسبوك إفريقيا، ووزارة الخارجية الأميركية. وتقول: «يتعين على المرأة أن تلعب دوراً حاسماً في حل مشكلات الفقر في إفريقيا. لا تزال أفريقيا فقيرة إلى حد كبير، والنساء يعانين من آثار الفقر فيها. لذلك، من خلال إيجاد نساء مبتكرات يواجهن المشكلات التي تعاني منها في الغالب النساء أنفسهن مثل الصحة، مشكلات الإنجاب، والتعليم، والوصول إلى الموارد المالية، وإلى الأسواق، يمكنهن معالجة مجال حيوي ضروري لتنمية إفريقيا».