بالمعرفة نحقّق التنمية المستدامة
انطلقت قمة المعرفة في 2014 لتكون حدثاً علمياً معرفياً يتصدى للتحديات المستقبلية في منطقتنا والعالم، وكيفية الاستثمار في الإنسان وتعزيز قدراته، وتحسين حياته، وهي ثمرة جهود كبيرة لفريق مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، الذي عمل على استضافة الخبراء وصناع القرار للخروج بتوصيات وحلول تدفع مستقبلنا نحو الأفضل.
وفي هذا العام نشهد مجدداً هذا الحدث المتميّز تحت شعار «المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة » الذي يعكس أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، والمعروفة كذلك باسم الأهداف العالمية، وهي تشكل دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار.
وتستند هذه الأهداف إلى ما تم إحرازه من نجاحات في تحقيق الأهداف الإنمائية منذ بداية الألفية، وتشمل مجالات جديدة مثل تغير المناخ، وعدم المساواة الاقتصادية، وتعزيز الابتكار، والاستهلاك المستدام، والعدالة، والحياة الصحية في البر والبحر، وكذلك عقد الشراكات الاستراتيجية والنوعية لتحقيق الأهداف.
نتطّلع بشدّة إلى مناقشة هذه المحاور الجوهرية المهمة مع ضيوفنا الحكماء والأكاديميين الذين بذلوا الكثير من الجهود المضنية في اختصاصاتهم المتنوعة؛ ومن دون شك، سنستفيد منهم، من خلال تقديم ثمار مسيرتهم الحافلة بالإنجازات المعرفية خلال يومي 20-19 نوفمبر الجاري في مركز دبي التجاري العالمي.
نحتفي في القمة بالفائزين بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، التي أسَّست مكانة مرموقة بين الجوائز العالمية بدعم من الرؤية السديدة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبتوجيه من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
اخترنا الفائزين من الأفراد البارزين والمؤسسات الرائدة في جمع أنحاء العالم؛ لنبرز إنجازاتهم الإنسانية وآخر التطورات والخطط المستقبلية، وذلك من خلال تعاون وثيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مشروع المعرفة. وكذلك سنزيح في القمة الستار عن نتائج مؤشر المعرفة العالمي 2019 ، الذي يضم دولاً أكثر من العام الفائت، إضافة إلى «تقرير استشراف مستقبل المعرفة » الذي يربط المعرفة بتكنولوجيا المستقبل.
في قمة المعرفة نسعى إلى تمثل أهداف التنمية المستدامة عبر جدول مناقشات شاملة وموسّعة، لمعالجة الأسباب الجذرية للمشكلات القائمة، والعمل معاً لإحداث تغيير إيجابي لكل من البشر والكوكب.
تمثل القمة احتفاء بالإنجازات، ودعوة لمناقشة التجارب، واستعراضاً لأفضل الحلول والممارسات لمواجهة تحديات تقدم الدول. وحتماً كما في كل القمم السابقة، سينتج عنها قصص ملهمة وشراكات حقيقية بنّاءة تسهم في طرح رؤى معرفية حقيقية عربية وعالمية لتحقيق التنمية المستدامة.
في السياق المعرفي ذاته، احتفى هذا العدد بالكثير من إنجازات المؤسسة التي نالت شهادة آيزو 30401 ، أول معيار دولي لإدارة المعرفة، كما كرس العدد صفحات عن لغتنا العربية وكيفية تقويتها بين الجيل الجديد، ودور الصورة في تعزيز التسامح الإنساني، فضلاً عن تناولنا إنجازات الفائزين بجائزة نوبل 2019 ، وغيرها من الموضوعات الشيقة في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة.