المدن والمتاحف والقوة الناعمة
كانت رحلتي إلى دبي مختلفة هذه المرة، إذ لم أنزل في أحد الفنادق العالمية الحديثة، والمحاطة برافعات البناء من كل الجهات، بل أقمت في نزل صغير ذي طراز فني عتيق في حي "الفهيدي"الأثري الذي يضم مجموعة من المتاجر والمعارض الفنية في قلب المنطقة التاريخية من دبي التي تسمى خور دبي وهي جزء من مشروع تطوير منطقة الخور العتيقة وتأهيلها لتصنف ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. هكذا وصفت المؤلفة رحلتها إلى دبي وهي تعمل مع زميلتها "جيل دكستر لورد" على تأليف هذا الكتاب، وفي إطار التركيز على قوة دبي الناعمة التي جعلتها تحتل المركز الثالث عالمياً كأكثر المدن ديناميكية وقدرة على مواكبة التغيرات العالمية . لقد شهدت دبي تحولاً جذرياً في العقود الأخيرة، ومن المقدر أن يصل عدد زائريها عام 2020 إلى عشرين مليون زائر، مابين سائح ومستثمر ومن أصحاب المشروعات والعاملين، فإلى دبي يأتي المستثمرون للاستففادة من الازدهار وأنماط الحياة الحديثة، ويأتي الضيوف والسائحون للتسوق من المتاجر الكبرى، والإقامة في الفنادق الفخمة، والاستمتاع بالطعام رائع المذاق والمتاح لجميع الزوار من مختلف الجنسيات من كل مطابخ العالم، ومع وصول كل القادمين إلى دبي، يكون في استقبالهم أبناء الإمارات في واحد من أفضل مطارات العالم وأكثرها اكتظاظاً، ليفتحوا أعينهم على مدينة زاخرة بالوعود والتفاؤل.