روح الاتحاد.. لقاح كورونا
هي إمارات الخير، بلد السعادة والإيجابية والمحبة والتكاتف والتعاضد، وطن الجميع الذي يمتح من إرث المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، إرث لا يسمح بأن يجوع أو يمرض أحد على هذه الأرض الطيبة، خاصة في ظل أزمة فيروس كورونا. وها هي الإمارات مرة أخرى تترجم قيمها ومبادئها إلى أفعال راسخة، وها هي تبهر العالم بعطائها الإنساني، فتبعات الفيروس ليست صحية وحسب، ولكنها اقتصادية تمس حاجات البشر الأساسية، وهنا في الإمارات، كما أنه لا مكان لمريض من دون رعاية فأيضاً لا مكان لجائع من دون أن تمتد إليه آلاف الأيدي بالدعم والمساعدة.
لقد أظهرت أزمة كورونا أفضل ما في بلادنا على المستويات كافة؛ فعلى مدار أكثر من شهرين والإمارات خلية نحل لا تهدأ، بداية من القيادة الرشيدة، وليس نهاية بأدوار بطولة جديدة كشفت عنها المعطيات على الأرض.
حملة ال 10 ملايين وجبة هي دعم لبقية حم ات
الخير في كافة أنحاء الدولة لضمان ألا يحتاج
أحد أو يجوع أحد أو يمرض أحد على أرض دولة
الإمارات من دون أن يهتم به الجميع.محمد بن راشد آل مكتوم
معلقاً على إطلاق حملة 10« ملايين وجبة»
أوضح التعامل الإماراتي مع فيروس كورونا حداثة وعصرية البنية التحتية التي تمتلكها بلادنا؛ ففي حين توقف التعليم في الكثير من البلدان الأخرى، استمرت المدارس والجامعات في الإمارات، تقدم العلم لكل من يطلبه في أي مكان، وعلى مدار اليوم، ولم تقتصر الظاهرة على القطاع التعليمي وحسب، بل امتدت إلى اجتماعات الحكومة، والآلاف من الموظفين الذين مارسوا مهنهم من المنزل، الأمر الذي يثبت أن الحياة لم تتوقف يوماً في بلادنا، وهو حصاد عقود من العمل الطويل والجاد نجني ثمارها الآن. وخال ترؤوسه لأحد اجتماعات مجلس الوزراء عبر تقنية الاتصال عن بعد، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هذا المعنى بالقول: «الحياة تتغير وبشكل سريع، ولكن العطاء مستمر في منازلنا، وفي مؤسساتنا، وفي كل بقعة على هذه الأرض».
يجد المتأمل في التفاصيل الخاصة المتعلقة بمواجهة الفيروس نفسه أمام صورة باهرة، لعمل الجميع؛ فالقيادة الرشيدة تتحدث إلينا بطاقة إيجابية كل يوم، تقوي من عزيمتنا، وتشيع الأمل في نفوسنا، بتأكيد أننا سننتصر على الوباء، وتشد على أيدي الأطباء والممرضين والمسعفين، بل وأطلقت عليهم «الجيش الأبيض» و «خط دفاعنا الأول».
ورافق كل ذلك توفير كل الإمكانيات التي تجعل تجاوزنا للأزمة مسألة وقت لا أكثر، والنسب الإماراتية في فحص المواطنين والمقيمين للكشف عن المرض مشرِّفة وتدعو إلى الفخر، وإنشاء العديد من المستشفيات الميدانية على قدم وساق، وتوفير الأدوات الصحية اللازمة في كل مكان ظاهرة واضحة يلمسها الجميع، وقيام الجهات المختصة بتعقيم الشوارع والميادين ووسائل النقل.. إلخ، أصبح مشهداً نراه كل يوم، والإحاطة الإعلامية للإعان عن إحصائيات الإصابات وتقديم الإجابات عن أي استفسار تتم بشكل دوري. أما استجابة سكان دولتنا الحبيبة لتوجيهات القيادة بضرورة البقاء في المنازل والتباعد الاجتماعي، ومشروعات الخير اليومية التي نقرأ عنها هنا أو هناك فتؤكد التناغم والانسجام بين مختلف مكونات المجتمع الإماراتي.
ستمر أزمة كورونا، وستعود إماراتنا أكثر ازدهاراً، وسيكتب بعضنا عن الملحمة التي دارت وقائعها في عام 2020 ، عام الاستعداد للخمسين، وهي ملحمة تؤكد أننا انتصرنا على الوباء بتكاتفنا على قلب رجل واحد مستلهمين روح اتحادنا الخالد.