القراءة مستقبل العرب
القراءة هي المستقبل، ولا يمكن لأمتنا أن تستعيد مكانتها من دون العناية بالكتاب، من دون رعايته ودعمه وتوفيره للجميع وبجميع الأشكال، فليس المهم أن نقرأ ورقياً أو إلكترونياً، ولكن المهم أن نقرأ، وربما لا تشهد دولة عربية تلك العناية بالكتاب أو الدعوات اليومية للقراءة وبمختلف الأساليب كما يحدث هنا في الإمارات.
القراءة في الإمارات تحولت إلى مشروع قومي شارك فيه الجميع بحماسة، حيث غرد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، معلناً أن أعداد المشاركين في الدورة الرابعة من «تحدي القراءة العربي » وصلت إلى 13 مليون طالب من 49 دولة، ولنا أن نتخيل، فكل طالب من هؤلاء شارك في التحدي من خال مطالعة 50 كتاباً، ولنا أن نتأمل قلياً تلك المعطيات، فنحن أمام جيل قارئ سيؤثر بالإيجاب في مجتمعه المحيط وبالتأكيد سيؤثر في الأجيال اللاحقة، الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد إلى تجاوز تلك الفجوة الحضارية بين معدلات منخفضة هنا في العالم العربي ونظيرتها في بلدان العالم المتقدم، وهي الفجوة التي أشار إليها العديد من التقارير الجماعية العربية والدولية، ليس هذا فحسب، بل إننا سنعثر من بين هؤلاء على من يعشق الأدب، ومن يحب العلوم، ومن يشغف بالفكر، إذن نحن ندخل المستقبل وفي جعبتنا مجموعة متنوعة من الأدباء والعلماء والمفكرين، فضاً عن قاعدة واسعة من القراء، ولذلك قال سموه «نحن أقوياء بشباب عربي قوي »، فالقراءة هي المعرفة، والمعرفة قوة ونجاح ومكانة.
تحدي القراءة هو تحدٍّ عربي نجحنا فيه
حضاري .ً. نحن أقوياء بشباب عربي قويمحمد بن راشد آل مكتوم في تغريدة بمناسبة انطلاق شهر القراءة الإماراتي.
القراءة في الإمارات فعل مؤسسي، تقف خلفه قيادة واعية ومستنيرة ومدركة لحجم تحديات الغد، لا تدخر جهداً عن دعمه ورعايته والحث عليه، أطلقت منذ سنوات قليلة عقد القراءة، وخصصت لها عاماً كاماً، حيث لم يكن للجميع من حديث إلا عن القراءة وعام القراءة وقانون القراءة، وأينما وجهنا البصر فسنجد احتفاءً بالغاً بالكتاب، ففي دبي هناك مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وما تقوم به من جهد في سبيل نشر ثقافة القراءة بطرق شتى، لا تبدأ بطباعة الكتب اللافتة ولا تنتهي بتقديم كتب مبسطة، وهناك متحف نوبل ومهرجان طيران الإمارات لآداب حيث الإطلالة على آداب وثقافات العالم، والوضع نفسه ينطبق على إمارات الدولة المختلفة، فالكتاب
في وطننا العزيز يصادفنا في كل مكان.
الكتاب حالة تعليمية، قيمة ينقلها القارئ لأسرته وأصدقائه، لن تعثر على أي قارئ أقبل على الكتاب من دون أن تكون لديه تجربة في طفولته دفعته إلى الكتاب، أب أو أخ أو معلم حثه على القراءة أو اقتناء الكتب ومن هنا أهمية تعويد الأطفال والصغار من خال الأنشطة والفعاليات التي تعقد في الإمارات، خال العام وتكثف في شهر مارس.
الكتاب حالة علمية، فأن نقرأ أو حتى نستمع لمن يقرأ يعني أن نتعلم التفكير المرتب.. التفكير العلمي الذي يحترم التجربة ويتأسس على مقدمات صحيحة تفضي إلى نتائج صائبة.
القراءة مساحة للحوار، للاتفاق والخاف، فا منتج معرفياً من دون نقاش، فالمعرفة تبتعد عن المفروضات واليقينيات والمنبغيات، كل قابل للأخذ والعطاء، للتجربة، للصواب والخطأ، لا أفكار نهائية، أو حقائق لا يأتيها الباطل من أمامها أو خلفها، فدرس القراءة الأبقى يتمثل في ضرورة إعمال العقل. القراءة حالة ضد الجمود والتطرف والتشدد. هي القراءة عندما تكون رافعة التسامح، في بلد التسامح وعام التسامح.