Dubai Digital Authority - هيئة دبي الرقمية

Contrast

Use toggle below to switch the contrast

Contrast

Read Speaker

Listen to the content of the page by clicking play on Listen

screen reader button

Text Size

Use the buttons below to increase or decrease the text size

A-
A
A+

صناعة النشر وسلوكيات القراءة في ظل الثورة الصناعية الرابعة

يبدو أن صناعة النشر وسلوكيات القراءة تشهد تغيرات في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وعلى العاملين في هذا الحقل متابعة التحليلات والآراء التي تحدد وجهة نظر القرّاء في العصر الرقمي، لتقديم ما يناسبهم من حيث الذائقة الأدبية والسعر. في التالي نقرأ حديث البروفسورة والكاتبة جين فريدمان خلال قمة المعرفة 2017 عن هذا الموضوع:

يكافح المؤلفون في موجة تزايد التصنيف لتنفيذ هذا الأمر على النحو الصحيح، من حيث تجميع المصطلحات والكلمات المحورية. فإذا عملت في مجال النشر لمدة طويلة، فسوف يكون لديك خبرةٌ وتفهمٌ لمسألة تحديد الفئات. وإذا كنت مؤلفاً لم ينشر كتباً من قبل، فسوف تجد مسألة تحديد الفئات والتصنيف أمراً غيرَ طبيعي بالكامل بالنسبة إليك. لذا يحتاج الأمر إلى المزيد من بحث السوق لتحديد أفضل وقت وطريقة لنشر كتابك. أيضاً لدى المؤلفين ميزةٌ غيرُ موجودٍة لدى الناشرين، وهي أنهم يتفهمون القُرّاء والطريقة التي يتحدثون بها عن كتبهم أو كتب مشابهة لكتبهم. فهم يستطيعون اختيار كلمات محورية تثري عملية البحث عن كتبهم وتظهرها على نحو أكثر فاعلية في محركات البحث.

أعتقد أن العديد من الناشرين يركزون على مسألة التصنيف والفئات، فهم يضعون كتبهم تحت فئة «القصص العامة » مما يعني وسيلة إلى مبيعات جديدة. فهم لا يذكرون أي شيء عن المحتوى أو الشخصيات أو أي شيء يستهدف قارئاً بعينه.

لقد شاهدنا في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة في مجال القصة أن القرّاء يفضلون الكتب الكبيرة كالسلاسل الفكاهية، ك «هاري بوتر ». وهناك أيضاً أنواعٌ من القصص الطويلة تكون مفضلة لدى القرّاء في آسيا - في الصين تحديداً- أكثر من الولايات المتحدة. على سبيل المثال، تجري «دار نشر جيلي ،» اختبارات لقرّاء كتاب ما لأحد الناشرين، حيثُ يبدأ القرّاء في قراءة الكتاب على أجهزة الآي باد وغيرها، ويبدأ الموقع في تتبع القرّاء لجمع المعلومات الخاصة بالكتاب، ثم ينقل القائمون على العمل في الموقع هذه المعلومات للناشر ويخبرونه مثلاً بأنه لديك مشكلة حقيقية بعد الفصل الثاني، حيث لم يكمل أحدٌ قراءة أي فصول أخرى بعد هذا الفصل.

في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة لا يمكنهم معرفة مَنِ الذي يتحكم في مجال الكتب الإلكترونية في أمازون، حيث لا يقدم أمازون أرقاماً. أيضاً بعض أسواق النشر تستخدم غالباً خاصية عدم التتبع لأنها تخضع للأحكام الخاصة بالأرقام الدولية المعيارية للكتب. لذا، فنحن أمام ما يُسمى «السوق المظلم » أو «سوق الظل ». في الولايات المتحدة لدينا بعض التقييمات والاعتقادات بأن سوق النشر يمثل نحو 30 % من إجمالي سوق صناعة الكتب في الولايات المتحدة.

إن أول أمنية لي هي أن يتحلى موقع أمازون بالشفافية. نريد معرفة جميع المعلومات الخاصة بتعامل القرّاء مع الكتب وكيفية الانتقال من كتاب لآخر. أعتقد أن أدوات البحث الآن تعد أساسيةً جداً للقرّاء وبدائية في الوقت نفسه؛ فهي لا تفيد أحداً على الإطلاق، وتنطوي على بعض العشوائية؛ فهي تعتمد على الكلمات المحورية والتصنيفات التي يقدمها القارئ، ولكنها لا تفي بالغرض. هذه مشكلة حقيقية في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، حيث يضع الأشخاص كتباً إلكترونية على الأمازون وغيره من المواقع، ولكنها ليست كتباً بالمعنى الحقيقي للكلمة. فهذه العملية المتشعبة تؤثر سلباً في مسألة البحث بالنسبة للقرّاء.

لا أعتقد أنه يوجد دراسات حول كيفية تغير سلوكيات القراءة بسبب الكتب الصوتية، ولكنها أصبحت بالتأكيد ظاهرة ملموسة. لقد زادت نسبة مبيعات الكتب الصوتية في الولايات المتحدة بنسبة من 30 إلى 40 % على مدار السنوات الثلاث الماضية، ولكنها تبقى نسبة صغيرة جداً بالنسبة للسوق الإجمالي. لذا، هناك المزيد من التركيز في الولايات المتحدة على مسألة الكتب الصوتية، واستخدام الإذاعة كوسيلة تسويقية لتحفيز الناس على شرائها. أيضاً هناك تعاونٌ مع موقع أمازون في مسألة الصوت، حيث يقوم الصوت بتشغيل القراءة من أجل تفاعلك الحقيقي مع الشخصيات في القصة.

ليس لدي أي توقعات عامة، فلقد انخفضت نسبة الأدب القصصي في السنوات الماضية على نحو بسيط مقارنةً بزيادة المبيعات في المجالات الأخرى، وهذا يعطي مؤشراً بأن الاكتشاف ربما لم يكن جيداً على النحو الكافي أو أنّ الأسعار ليست مناسبة، حيث لا توضع الأسعار على النحو الذي يحث الأشخاص على المخاطرة. ويوجد عادةً عملية وضع أسعار ديناميكية؛ فكلما كانت الأسعار مرتفعة، كانت الفائدة مرتفعة.

نبذة عن جين فريدمان

عملت جين فريدمان في عدد من المجالس المشرفة على أعمال الصندوق الوطني للفنون وصندوق العمل الإبداعي، وقد تقلَّدت مناصب عدة؛ منها: أستاذ في الكتابة والإعلام والنشر في جامعتي سينسيناتي وفرجينيا، وإضافة إلى كونها كاتبة في عدد من الصحف والمواقع، تتمتع بخبرة تمتد إلى 20 عاماً في مجال النشر، كما تتمتع بخبرة في استراتيجية الإعلام الرقمي للمؤلفين والناشرين.