اتفاقية معرفية جديدة مدتها 10 سنوات بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
وقّعت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اتفاقية شراكة جديدة مدتها 10 سنوات (2021 - 2030)، في إطار «مشروع المعرفة»، وذلك خال حفل عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وتسعى الاتفاقية إلى تعزيز دور كل من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في قيادة الفكر، وصنع السياسات القائمة على الأدلة من أجل التنمية المستدامة في المنطقة العربية وحول العالم.
تتمثل المخرجات الرئيسة لهذه الشراكة في مؤشر
المعرفة العالمي، وهو المؤشر الوحيد الذي يقيس
المعرفة على مستوى 134 دولة، وتقرير استشراف
مستقبل المعرفة، الذي يقدم دراسة تجريبية
تغطي 40 دولة حول مجالات المعرفة المستقبلية.
نظم الحدث، المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والبعثة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، بحضور ممثلين رفيعي المستوى، بمن فيهم: مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، والمدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، سعادة جمال بن حويرب، ونائب المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة، سعود الشامسي، وشريك برايس ووترهاوس كوبرز لوكسمبورغ، لورنت بروبست.
وقال أخيم شتاينر: «لا بدّ أن تسترشد السياسات الإنمائية للمستقبل بدروس الماضي، وأن تجعل المعرفة حليفاً حاسماً، ونحن نسعى جاهدين لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ، والانتقال إلى مسار أكثر استدامة ومرونة .» مضيفاً: «إنّ اكتساب المعرفة ومشاركتها وتطبيقها يطور القدرات ويوسع الفرص في كل جانب من جوانب حياة الناس في عالم اليوم السريع الخطى، مما يثري الأمم التي ينتمون إليها من التعليم إلى الاقتصاد، ومن التكنولوجيا إلى عالم العمل ».
من جهته، أكد سعادة جمال بن حويرب أهمية قياس المعرفة داخل المجتمعات العربيَّة وكلّ دول العالم، حيث إنه لا تنمية من دون معرفة، وأضاف: «يأتي مشروع مؤشر المعرفة العالمي الذي أطلقناه بالشراكة مع البرنامج ليلبي هذه الحاجة، آخذاً في الاعتبار الدور المحوريَّ للشَّباب كأحد أهمّ العناصر اللازمة لبناء مجتمعات المعرفة، فسعينا المستمر في سبيل نشر المعرفة وتحقيق أهدافها من أجل التنمية، لا يمكن له أن يرى النّور إلا من خلال تمكين الشَّباب ». بدوره قال سعود الشامسي: «لقد حدث تحول اجتماعي اقتصادي ملحوظ في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أن فتح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أبوابه لأول مرة عام 1977 ، وتطورت علاقتنا مع البرنامج مع الزمن، فقد انطلقت الشراكة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2008 ، ونتج عن ذلك إصدارات ومشاريع توثق أفضل تفكير في التنمية. مع توقيع هذه الاتفاقية، نتطلع إلى نتائج العقد المقبل، وذلك مع استمرار هذه الشراكة في النمو ».
تعاون مستقبلي مثمر
خلال الحدث استعرض الجانبان نتائج شراكتهما في تعزيز المعرفة من أجل التنمية على صعيد المنطقة العربية والعالم، كما تمت مناقشة ما يمكن تحقيقه في العقد المقبل لهذا التعاون الكبير.
كذلك تم توقيع اتفاقيتين؛ الأولى تتضمن طرح فرص تدريب في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للشباب من دولة الإمارات العربية المتحدة، والثانية بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركة برايس ووترهاوس كوبرز لإصدار تقرير استشراف مستقبل المعرفة الجديد لعام 2019 ، وهو جزء من اتفاقية ال 10 سنوات.
ويجدر الذكر أن مشروع المعرفة، وهو شراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، يهدف إلى تعزيز قياس وتقدم المعرفة على صعيد المنطقة العربية والعالم. تتمثل المخرجات الرئيسة لهذه الشراكة في مؤشر المعرفة العالمي، وهو المؤشر الوحيد الذي يقيس المعرفة على مستوى 134 دولة، وتقرير استشراف مستقبل المعرفة، الذي يقدم دراسة تجريبية تغطي 40 دولة حول مجالات المعرفة المستقبلية التي من شأنها أن تشكل مستقبل مجتمعات المعرفة.
إنجازات الشراكة
وخلال شراكة مدتها عشر سنوات بين المؤسسة والبرنامج، أسهم المشروع في تعزيز الحوار الفعّال ورفع مستوى الوعي بأهمية المعرفة والسياسات القائمة على المعرفة من أجل التنمية المستدامة. كما شجع المشروع على استخدام نتاجات المعرفة، بالتحديد مؤشر المعرفة العالمي، كأدوات للتغيير، واستخدامها على نطاق واسع في المناقشات المتعلقة بالسياسات، وتتمثل مخرجات مشروع المعرفة خلال العقد الماضي في: تقرير المعرفة العربي 2009 : نحو تواصل معرفي منتج، تقرير المعرفة العربي 2010 -2011: إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع المعرفة، تقرير المعرفة العربي 2014 : الشباب وتوطين المعرفة، مؤشر المعرفة العربي 2015 ، إطلاق بوابة المعرفة للجميع، مؤشر المعرفة العربي 2016 ، مؤشر القراءة العربي 2016 ، إطلاق التطبيق المحمول المعرفة للجميع، مؤشر المعرفة العالمي 2017 ، وفي عام 2018 تمَّ إطلاق مؤشر المعرفة العالمي، تقرير المعرفة والثورة الصناعية الرابعة، وتقرير استشراف مستقبل المعرفة.
خال شراكة مدتها عشر سنوات بين
المؤسسة والبرنامج، أسهم مشروع المعرفة
في تعزيز الحوار الفعّال ورفع مستوى
الوعي بأهمية المعرفة والسياسات القائمة
على المعرفة من أجل التنمية المستدامة.
استشراف مستقبل المعرفة
عندما نتحدَّث عن مستقبل مجتمعات المعرفة، لا يمكن النظر إلى التغيير التكنولوجي بمعزل عن العوامل المؤثرة الأخرى؛ فالمؤثرات أو الاتجاهات الأخرى مثل العولمة والاستدامة والتحولات الديموغرافية والتحضُّر لها تأثيرٌ في الوضع المستقبلي للاقتصاد ومستقبل الأعمال؛ لذلك، إذا ما أردنا أن نُدرك كيفية تشكيل المستقبل، فسوف نحتاج إلى إدراك التفاعلات التي تنطوي عليها هذه الاتجاهات؛ لأنها غالباً ما يعزِّز بعضها بعضاً وتتضافر فيما بينها.
في هذا السياق، ركّزت تقارير المعرفة العربية على الإسهام في تأسيس مجتمع واقتصاد المعرفة في المنطقة العربية، وتعني بمجتمع المعرفة المجتمع الذي تلعب فيه المعرفة دور الأداة والوسيط في الدمج الفعال ما بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخبرات والحوكمة لأجل تحقيق أكبر قدر مستدام من التنمية البشرية.
يُعدُّ تقرير «استشراف مستقبل المعرفة » فريداً من نوعه، إذ يقدِّم دراسة تجريبية تغطي 20 دولة وتتضمن أداة جديدة لقياس المعرفة باستخدام البيانات الكبيرة، تهدف إلى فهمٍ أفضلَ لكيفية تنقل المجتمعات الحالية وتحولها، بما يمنحها القدرة على التكيف والتعامل مع متطلبات المجالات المستقبلية التي ستُسهم في تشكيل المستقبل القريب والبعيد. يعمل التقرير على تنبيه صنّاع السياسات وقادة الأعمال والباحثين والمجتمع المدني، وتحفيزهم وتوجيههم إلى المجالات الناشئة الجديدة؛ الذكاء الاصطناعي وسلسلة الكتلة والأمن السيبراني والتكنولوجيا الحيوية ومهارات المستقبل، التي ستصبح ذات أهمية استراتيجية لمستقبل المجتمعات.
مؤشرات المعرفة
هذه الشراكة بين الطرفين أدت إلى تطوير وإصدار مؤشر المعرفة العربي، الذي يعكس المعرفة من منظور التنمية في المنطقة العربية، بما يراعي خصوصيات المنطقة العربية وسياقاتها الثقافية واحتياجاتها وتحدياتها، والتركيز كذلك على الدور المحوري للشباب العربي كأحد أهم العناصر اللازمة لبناء مجتمعات. وفي إطار الرؤية الأوسع لمؤشر المعرفة العربي، تمّ نشر مؤشر القراءة العربي الذي يقدم تقييماً موضوعياً لحالة القراءة في المنطقة العربية. وشجع التأثير الإيجابي لمؤشر المعرفة العربي على تطوير مؤشر المعرفة العالمي، وهو المؤشر الوحيد الذي يقيس المعرفة على مستوى العالم كمفهوم شامل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنمية المستدامة وبمختلف أبعاد الحياة الإنسانية المعاصرة، وتكريس ذلك في سياق مقاربة مفاهيمية ومنهجيّة متناسقة.
وتوسع العمل من مؤشر المعرفة العربي إلى العالمي، ثم ليأتي تقرير استشراف مستقبل المعرفة الذي يتضمن أداة جديدة لقياس المعرفة باستخدام البيانات الكبيرة، حيث يهدف إلى فهمٍ أفضل لكيفية تنقل المجتمعات الحالية وتحولها.
المعرفة للجميع
هي منصّة إلكترونية ثنائية اللغة مخصصة للباحثين والأكاديميين والمهنيين والطلاب والمعنيين والجمهور العام، وصنّاع القرار، حيث تتيح الوصول السهل إلى مختلف المنتجات المعرفية التي تمّ تحقيقها في إطار مشروع المعرفة، وكذلك إلى العديد من البيانات والمنشورات حول الموضوعات المتعلقة بالمعرفة.
تكمن أهمية هذه المنصة في الدور المركزي الذي تلعبه المعرفة في تنمية مجتمعاتنا اليوم، إلى جانب ما تعانيه المنطقة العربية من نقص بارز على صعيد البيانات والمنشورات المتعلقة بالمعرفة ومكوناتها في المنطقة العربية. هدفنا أن تسهم هذه المنصة في دعم ونشر الجهود البحثية حول المعرفة في المنطقة العربية والعالم.
تجدر الإشارة إلى أن منصة المعرفة للجميع هي مبادرة مفتوحة وغير ربحية، وترحب بجميع الإسهامات بأشكالها المختلفة، بما في ذلك الإسهامات المكتوبة والإصدارات والفعاليات وملفات البيانات المتعلقة بمجالات المعرفة في المنطقة العربية والعالم.