هكذا يوحّد كورونا جهود العالم
البروفيسور شافي أحمد يرى أن البشرية تشهد نقطة تحول لم يسبق لها مثيل
انطلاقاً من نهجها الراسخ وإيمانها العميق بأن المعرفة هي السبيل إلى مواجهة كافة التحديات التي تعترض البشرية، وبناء على رسالتها في وضع كل طاقاتها وإمكاناتها لتكون واحدة من أدوات البناء الإماراتية التي تعمل بكل ما أوتيت من جهد، عملت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على نشر الوعي المعرفي المتعدد المشارب لإفادة الناس بالمعلومات والأفكار التي تكسبهم خلاصة التجارب العالمية في شتى الحقول، وذلك عن طريق الاستفادة من المخزون المعرفي الذي يحفل به أرشيفها الريادي الناتج عن مؤتمرات المعرفة التي عكفت على تنظيمها، وشارك فيها مئات المتحدثين، وكرِّم على منصاتها روَّاد العالم بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
وانطلاقًا من علمهم بهذا الدور الريادي للمؤسسة قام عدد من أبرز متحدثي قمة المعرفة والفائزين بجائزة المعرفة في مختلف المجالات بتسجيل فيديوهات توعية حول كوفيد 19 وما يتعلق به من متعلقات على المستوى الطبي والتعليمي والاقتصادي. وفي هذا التقرير نسلط الضوء على خلاصة نصائح وتجارب مهمة في حقل التعليم، الذي استمر في كثير من دول العالم عبر الواقع الافتراضي، ما يمكن أن يمثل خارطة طريق أو نقاطاً مهمة على درب التعليم، يفيد المؤسسات التعليمية والطلاب والمعلمين على حد سواء.
كان البروفيسور شافي أحمد، واحداً من هؤلاء المتحدثين الذين أدلوا بدلوهم في تسجيل مرئي، تحدث فيه عن موضوع بعنوان: «هكذا يوحّد فيروس كورونا المستجدّ جهود العالم »، أوضح فيه أننا نعيش اليوم فترةً غير مسبوقة؛ فالعالم يتغيّر، وتشهد البشرية نقطة تحوّل، فالمجتمع لن يبقى كما كان، وإن تحسُّن الأمور مرتبط بالرعاية الصحية، والجائحة العالمية التي نعيشها اليوم تحتاج إلى حلول على الصعيد العالمي للقضاء على فيروس كورونا المستجد.
وأضاف شافي أحمد: «نسجّل حالياً نحو 1.2 مليون حالة مصابة بفيروس كورونا في العالم لسوء الحظ، 60 ألف شخص ماتوا إلى الآن بسبب هذا المرض على الرغم من ذلك. دعونا نتحلّى بالإيجابية عند العمل على إيجاد طريقة للقضاء على هذا المرض وتخطي القلق الذي يسود العالم؛ فهناك أمر مشجع، وهو تضامن المجتمع وتسخير الإمكانات لدعم التعليم، وإيجاد وسائل للقضاء على كورونا».
ملايين البيانات
ويرى البروفيسور شافي أحمد أن هناك اليوم جهوداً عالمية تعمل على إنتاج أدوات الوقاية من الفيروس بشكل ضخم، وبعض هذه الأدوات يتمّ إنتاجه بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد؛ نرى شركات حول العالم توحّد جهودها، وتحشد المصادر، وتستخدم النماذج المتوافرة لصنع أجهزة تنفس تخدم آلاف المحتاجين إليها حول العالم. يجري، كذلك، عمل دؤوب على إيجاد اللقاحات كي تكون جاهزة بحلول نهاية العام، وتسهم في القضاء على المرض.
تحسُّن الأمور مرتبط بالرعاية
الصحية والجائحة تحتاج إلى
حلول عالمية
وفي تعليقه على الجهود المبذولة في إيجاد المصل المضاد للمرض، أوضح شافي أن هناك عدداً كبيراً من الأشخاص يخضعون للفحوصات بهدف تكوين بيانات حول حالتهم، ويمكن الاستفادة من هذه البيانات اليوم وفي المستقبل. نلاحظ أيضاً عملاً دؤوباً لإيجاد العقاقير في كل من العيادات وأقسام العناية المركّزة، ما يخدم المصابين الذين يحتاجون إلى علاج في المستقبل. إن المجتمع العلمي يتضامن على صعيد عالمي، وهذا يشكّل أمراً جيداً. يختتم شافي أحمد بسؤال مفاده: ماذا يمكننا أن نفعل بصفتنا الفردية؟ ويجب قائلاً: علينا الالتزام بالتباعد والعزلة الاجتماعية إذا لمسنا خطر الإصابة بهذا المرض، بذلك، يمكننا تسطيح منحنى عدد الإصابات بالفيروس، وتخفيف الضغط على القطاع الصحي لضمان إنقاذ أكبر عدد من الأشخاص.
نجاح
يشغل البروفيسور شافي أحمد منصب مساعد عميد كلية بارتس للطب، ويعمل جراحاً للسرطان بمستشفى لندن الملكي ومستشفى سانت بارثولوميو. كما أنه عضو منتخب في مجلس الكلية الملكية للجراحين في إنجلترا، حيث يرأس برنامج التدريب الجراحي الدولي. وشغل منصب رئيس مجلس الإدارة وشارك في تأسيس المؤتمر العالمي للابتكار والتكنولوجيا الجديدة في لندن، هذا إضافة إلى كونه مدرباً ومعلماً ومحاضراً شهيراً لدى تيد.
وقد حصل البروفيسور شافي أحمد على جائزة المشرط الفضي في عام 2015 م؛ إذ اعتبرته جمعية الجراحين للتدريب أفضل مدرب وطني في مجال الجراحة، واختير عام 2017 ليكون أفضل نجم آسيوي بريطاني في التكنولوجيا، كما اختير باعتباره أكثر البريطانيين من أصل بنغالي تميزاً في عام 2017 م.