عقلاء المجانين
يرسم النيسابوري بطريقة منهجية، بسيطة لكنها محكمة، صورة كاريكاتورية يختلط فيها الجد بالهزل والعقل باللاعقل، فنجد أنفسنا مرارا على حافة التناقض، من المجنون ومن العاقل؟ هذا هو السؤال المؤطر الذي يمكننا اعتباره حجر الزاوية في الكتاب والدفة الموجهة لحركة الأفكار التي يعرضها النيسابوري… عاقل/مجنون، دنيا/آخرة، حياة/موت، تفريط/افراط، اسراف/زهد، ضحك/بكاء…الخ. هذه هي التقابلات التي يلعب على حبلها صاحب كتاب عقلاء المجانين؛ تقابلات لا تنتهي هنا في الحياة الدنيا، بل تظهر حقيقتها هناك في الآخرة، التي يسلم بوجودها في كتاب النيسابوري العاقل والمجنون.