الابتكار التكنولوجي وأمن المجتمع
تطبيق «يونغا » يكافح الجريمة في أوغندا
عندما تعرّض بلده الأم، أوغندا، إلى ارتفاع حاد في الهجمات على المساكن، انضم أناتولي كيريغواجو، البالغ من العمر 29 عاماً، إلى اثنين من زملائه وهما فريدريك كاسوما وناصر كاويسا، للتوصُّل إلى ابتكار تطبيق أمني يعتمد على الكمبيوتر لمراقبة الحي الذي يقطنونه.
أطلقوا على التطبيق الذي ابتكروه في شركتهم «يونغا للتقنيات » اسم «يونغا Yunga( » (. هذا التطبيق الخاص بشركتهم يساعد الآن سكان القرى على مشارف مدينة كمبالا في مراقبة أمن مبانيهم بوساطة جهاز محمول بسيط يتصل بهواتفهم الذكية.
ابتكارهم هذا فاز بجائزة قدرها خمسة آلاف دولار، وجائزة أخرى قدرها خمسة وعشرون ألف دولار في ائتمانات خدمات شبكة أمازون في الابتكار العالمي عبر مسابقة التكنولوجيا والعلوم التي يمولها قسم الابتكارات العالمية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. وتمَّ التكريم خلال المؤتمر العالمي لريادة الأعمال الذي انعقد في شهر إبريل الماضي في البحرين.
التقت «ومضات » أناتولي كيريغواجو قائد فريق «يونغا للتقنيات » في كمبالا ليتحدث عن ابتكارهم والفائدة التي نالها السكان من ورائه، والفوز بالجائزة، وطموحاته في تعزيز الأمن في بلاده.
* هل يمكن أن تخبرنا عن تطبيق «يونغا » وكيف توصلتم إلى ابتكاره؟
- «يونغا » هي كلمة محلية تعني الانضمام أو الاتصال. جاء الطموح لهذا الابتكار من المجتمع بالنظر إلى أنَّ أوغندا لديها حوالي 43 ألف من رجال الشرطة يتعيَّن عليهم مراقبة أكثر من 40 مليون أوغندي. عندما نقوم بتوزيع عدد الشرطة على السكان، يكون من الصعب للغاية على الشرطة التعامل مع المتطلبات الأمنية للجميع.
كنّا نسمع حالات عن انعدام الأمن في كل مكان لدى أفراد المجتمع، بدءاً من الهجمات على متاجر التجزئة الصغيرة إلى المتاجر الكبيرة، المساكن، وما إلى ذلك، ويبدو أنه لم يتم القيام بما يكفي للرد على هذا الوضع.
عندما كبرنا، أخبرونا بأنَّ جارك هو أمنك المباشر، وأنَّ كل شخص بالقرب منك قد يكون أفضل شخص يمنحك الأمان. بناءً على هذا الكلام، ومع وجودنا في الفضاء الرقمي، توصلنا إلى الابتكار المسمّى «يونغا » والذي يستفيد بشكل أساسي من قوة المجتمع لتوفير الأفراد الأمن لبعضهم بعضاً عبر التكنولوجيا.
لذا، ما قمنا به هو تصميم جهاز محمول قائم على العلوم والتكنولوجيا، استطعنا تقديمه للمجتمع المحلي. على سبيل المثال، بالنسبة إلى خمس أسر متجاورة، يمكن لكل أسرة تثبيت هذه الأجهزة البسيطة، وفي الحالات الحرجة مع القيام بضغط بسيط على زر الإنذار سوف يظهر للجيران أنك تتعرض لهجوم.
* كيف يعمل؟
- يعمل هذا التطبيق على شبكة، ما يعني أنه عندما تحصل على جهاز منّا، فإننا نقوم بتوصيله بجهازك المحمول يدوياً، يمكن أن يكون هاتفًا ذكياً أو أي هاتف محمول. تتمثّل ميزة توصيله بهاتفك في أنه عندما تكون بعيداً وتعرّض منزلك للهجوم، فلا يزال بإمكان الجهاز إعلامك بغض النظر عمّا إذا كنت متصلاً بالإنترنت أو لا. هذا يعني أنك لست مضطراً لأن تكون في منزلك أو مقر عملك للرد على أي هجوم.
* كونه تطبيق مراقبة أمنية، كيف تعاملت وكالات الأمن الأوغندية معه؟
- في المراحل الأولية، لم نتخذ مبادرة للوصول إلى الكثيرين؛ لأنَّ ما أردناه هو ابتكار حلّ يساعد على الإبلاغ عن التعرُّض للهجمات. لكن نعم، قمنا بتجربة حلنا في كيغووا، نتندا )شمال شرق مدينة كمبالا(، وقد أشارت الشرطة في المنطقة إلى استجابة إيجابية تجاه الابتكار؛ لأنه كان يتم تنبيهها في الوقت المناسب في حالة حدوث أي هجوم في المنطقة. لكننا نقول، في حالة خروج الشرطة لمهمة ما، وإبلاغنا بعدم قدرتها على التعامل مع الهجمات، يجب أن نكون قادرين على الاستمرار. هذا هو السبب الذي دفعنا إلى الدخول في شراكة مع شركة أمنية خاصة يمكنها تقديم استجابة سريعة بالنيابة عنّا.
* هل هناك أي إنجازات قمت بتسجيلها؟ هل هناك أي مؤشرات تدل على انخفاض معدلات الجريمة في المنطقة التي كنت تجرّب فيها التطبيق؟
- لقد بدأنا هذا البرنامج التجريبي قبل شهرين تقريباً، وقبل تثبيت التطبيق، سمعنا أولاً من عملائنا عن وضعهم الأمني، حيث أخبرونا كيف كان الوضع في منطقتهم، ورووا لنا العديد من القصص الحزينة عن تعرضهم للهجوم أثناء الليل خلال فترة نومهم، وتعرُّض جميع ممتلكاتهم المنزلية للنهب والسلب، وتعرُّض بعضهم لمضايقة جسدية وجنسية، لكن منذ تثبيت هذه الأجهزة، لم تسجل لوحة القيادة لدينا أي هجمات من هذا القبيل.
ولأنَّ مستخدمي التطبيق متصلون على مدى الساعة طوال أيام الأسبوع، فإننا نتفاعل معهم على أساس يومي. المشكلة الوحيدة التي اكتشفناها أنه عندما تنقطع الطاقة الكهربائية، لا تعمل الأجهزة. نحاول حلّ هذه المشكلة مع الإصدار الجديد لدينا؛ نريد أن تظل الأجهزة متواصلة في عملها، حتى عند انقطاع التيار الكهربائي.
* ما الآفاق المستقبلية لديكم؟
- نريد أن نكون شركة الأمن المجتمعية من الجيل التالي؛ لأنه لا يمكن دفع 200 دولار شهرياً لتوظيف حارس أمن، فضلاً عن أن قلة قليلة من الأوغنديين يمكنهم تحمُّل كلفة ذلك، ولكن بشكل جماعي، مقابل رسوم بسيطة تبلغ حوالي 3 دولارات لكل مشترك، يمكن حمايتهم بشكل آمن ضمن شبكة مرتبطة ببعضها بعضاً، وأيضاً تقديم الاستجابة الأمنية السريعة.