أشهر المكتبات الرقمية في العالم

تعدُّ المكتبات التي تخزِّن المعرفة والبحث والتاريخ وغير ذلك مورداً ضخماً للمجتمع، ويمكن للأشخاص تحسين التفاعل مع بعضهم في جميع المجالات، بحيث يمكن أن تعود بالفائدة على مستقبلهم. في الوقت الحاضر، يعد الإنترنت أداة رئيسة للعثور على كل شيء، وساعد على إنشاء مكتبات رقمية كإنجاز تكنولوجي.

يساعدنا تصفح المكتبة الرقمية على توفير الوقت والدراسة بشكل أكثر فاعلية، إذ يمكننا قراءة كتاب مباشرة على الإنترنت دون الذهاب إلى متجر لبيع الكتب لمعاينته أو شرائه. يستفيد الجميع من قوة المكتبة الرقمية، فهناك مواقع ويب أخرى للمكتبة الرقمية تم نشرها لتحقيق إيرادات أو رسالة مجتمعية. في الواقع، المكتبات الرقمية أسهل للوصول إلى الأدب والمعلومات، ويتم ذلك فقط باستخدام هاتف أو جهاز لوحي للعثور على أي كتاب. معظمها مصادر لا تقدَّر بثمن للبيانات التي تحتوي على الكتب والخرائط والأفام والكتب الصوتية.إلى متجر لبيع الكتب لمعاينته أو شرائه. يستفيد الجميع من قوة المكتبة الرقمية، فهناك مواقع ويب أخرى للمكتبة الرقمية تم نشرها لتحقيق إيرادات.

بفضل انتشار الرقمنة، لدينا الآن مئات الآلاف من المكتبات على الإنترنت... اخترنا ست مكتبات رقمية تعد من بين الأشهر في العالم، ولكل واحد منها خصائص وسمات مختلفة عن الأخرى، فلنتعرَّفها:

المكتبة الرقمية العالمية
(World Digital Library)

مصدر للمخطوطات والكتب النادرة والأفام والخرائط وغيرها بتنسيق متعدد اللغات، وهي مكتبة رقمية أنشئت بدعم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة )يونسكو( بالتعاون مع مكتبة الكونغرس الأمريكي. أعلنت المكتبة أن مهمتها هي تعزيز التفاهم الدولي والتعليم لتبادل الثقافات عبر الإنترنت. كان جيمس بيلنجتون مدير مكتبة الكونغرس، قد اقترح في عام 2005 إنشاء مكتبة رقمية عالمية مسترعياً الانتباه إلى أن مشروعاً كهذا «يعود بالنفع على الشعوب حيث يُعلي شأن الثقافات المختلفة بعمقها وتفرّدها من خال مشروع عالمي واحد ». وقد تم تبني الفكرة عقب طرحها بشكل رسمي في منظمة اليونسكو عام 2006 ، لينضم إلى المشروع شركاء دوليون؛ من بينهم: اليونسكو، والاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ( IFLA )، إضافة إلى عدد من المكتبات الكبرى في قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا والأمريكيتين. تم عرض المكتبة بسبع لغات وهي: العربية، الإسبانية، الإنجليزية، البرتغالية، الروسية، الصينية، والفرنسية. وكل مادة في المكتبة توصف بمعلومات تعريفية متسقة تخص مكان وزمان وموضوع المادة، ويساعد هذا على كشف أي صِلات بين المواد المختلفة، وتحسِّن بيانات التعريف قدرة محركات البحث الخارجية على العثور على المادة المطلوبة. كما توفِّر المكتبة لمحة تعريفية عن كل مادة تشرح فيها ماهية المادة وسبب أهميتها، وهي طريقة مصممة لإثارة الفضول.

المكتبة الرقمية الكونية
(Universal Digital Library)

تتمثل مهمتهما في إنشاء مكتبة عالمية تعزز الإبداع والوصول المجاني إلى جميع المعارف البشرية. كخطوة أولى في تحقيق هذه المهمة، تم إنشاء مجموعة مجانية للقراءة وللبحث تحتوي على مليون كتاب ومتاحة للجميع عبر الإنترنت. وبحسب موقعها الإلكتروني: «في غضون 10 سنوات، نتوقع أن تنمو المجموعة إلى 10 ملايين كتاب. ستكون النتيجة مورداً فريداً يمكن لأي شخص الوصول إليه في العالم على مدار الساعة، بغض النظر عن الجنسية أو الخلفية الاجتماعية والاقتصادية .» وأحد أهداف هذه المكتبة هو تقديم الدعم لفهرسة النص الكامل والبحث بناءً على تقنيات التعرف الضوئي على الحروف ( OCR ) حيثما توافرت. كما يتيح توفر البحث عبر الإنترنت للمستخدمين تحديد المعلومات ذات الصلة بسرعة وموثوقية، وبالتالي تعزيز نجاح الطاب في مساعيهم البحثية. سيوفر هذا المصدر الذي يعمل على مدار 24 ساعة أيضاً موقع اختبار ممتاز لأبحاث معالجة اللغة في مجالات مثل الترجمة الآلية، والتلخيص، والفهرسة الذكية، واسترجاع المعلومات.

ويواصل العاملون في المكتبة رقمنة الكتب في 50 مركزاً للمسح الضوئي في جميع أنحاء العالم لتحقيق الهدف على المدى الطويل. وذلك في اعتقاد منهم أن مثل هذا المشروع لديه القدرة على تغيير كيفية إجراء التعليم في معظم أنحاء العالم. ويعدّ أول مشروع رئيس لهذه المكتبة مشروع المكتبة الرقمية لمليون كتاب. وتسعى المكتبة إلى استكمال نظام التعليم الرسمي من خال إتاحة المعرفة لأي شخص يمكنه القراءة ويمتلك الاتصال بالإنترنت.

بارتلبي
(Bartleby)

مركز تعليمي للطاب طورته «بارنز آند نوبل » للتعليم كجزء من مهمتها لخدمة الذين يعملون على تحسين مستوى حياتهم من خال التعليم. تم إطاق منتجات وخدمات «بارتلبي » في عام 2018 ، لتحسين نجاح الطاب ونتائجهم، وتقديم مسارات للتعلم تتناسب مع جداول ومتطلبات الطاب في العصر الراهن. في السابق كان موقع. (bartleby com) أداة دراسة رقمية تديرها شركة «ستودينتس براندس » وهي شركة تكنولوجيا تعليمية استحوذت عليها ( BNED ) في عام 2017 . نظراً لقدرة الموقع على زيادة كسب المستخدمين عبر تحسين محركات البحث، تم اختيار  (bartleby.com) ليكون أساساً لمركز جديد للمنتجات والخدمات التي تقدمها (BNED) والتركيز على تحسين نجاح الطاب ونتائجهم.

يركز موقع «بارتلبي » في الوقت الراهن على ثلاثة جوانب هي: التعليم، والكتابة، والبحث. أولاً في التعليم، يوفِّر الوصول إلى ملايين الحلول الكتابية المفصلة خطوة بخطوة، ومكتبة أسئلة وأجوبة ضخمة قابلة للبحث، وخبراء متخصصين في وضع الاستعداد على مدار الساعة لتقديم إجابات شاملة عن أسئلة الواجبات المنزلية. لا يساعد الموقع في هذا القسم على ضمان عدم حصول المستخدمين على الإجابة الصحيحة فحسب، بل سيفهمون كيفية حل المشكلة في وقت الاختبار الخاص بهم. وثانياً في الكتابة يعدّ مركز الكتابة الافتراضي الخالي من الإجهاد متوافراً على مدار الساعة. تم تصميمه لاكتشاف الأخطاء، وبناء عادات أفضل في الكتابة وتحويل الأوراق المقبولة إلى أوراق ممتازة من خال التدقيق الإملائي والنحوي، وكشف الانتحال، والمساعدة في الاقتباس، والحصول على نتائج أفضل. أما في البحث، فيساعد الطاب على بدء مهام الكتابة الخاصة بهم. يوفر الوصول إلى الآلاف من المقالات التي كتبها الطاب والتي يمكن أن تكون مقدمة تمهيدية لحث الطاب على التفكير في كيفية صياغة ورقتهم الخاصة. وجميع هذه الخدمات قائمة على الاشتراك.

مكتبة الجمهور والأرشيف الرقمي
(ibiblio)

تعد ibiblio.org موطناً لواحدة من أكبر «مجموعات المقتنيات » على الإنترنت، وهي مكتبة عامة على الإنترنت تحتوي برامج ومعلومات متاحة مجاناً لمواضيع مثل الموسيقى والأدب والفن والتاريخ والعلوم والسياسة والدراسات الثقافية. يتم إجراء ما بين 12 مليون إلى 16 مليون معاملة فيها من كافة أنحاء العالم يومياً، فهي مورد يستخدمه جمهور من جميع الاهتمامات والخلفيات.

تتعاون المكتبة مع عدد من الكليات والجامعات على مكونات متعددة، بما في ذلك البرامج من أجل: توسيع وتحسين توزيع البرمجيات مفتوحة المصدر؛ استضافة ورعاية المشاريع التي توسع مفاهيم الشفافية والانفتاح على مناطق جديدة؛ إنشاء وتوسيع وتحسين ونشر البحوث على مجتمعات المصادر المفتوحة؛ توسيع وتحسين إنشاء وتوزيع مفتوح لبرامج المصدر والتوثيق.

اليوم، تواصل ibiblio.org دورها كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا من خال توسيع نطاقها من الخدمات القائمة على الويب ببساطة - فهي تشارك في مشاريع «إنترنت »2 والبيئات ثلاثية الأبعاد وأرشفة الفيديو، وتدعم مقاطع الفيديو التعليمية لوكالة ناسا ولسبعة محطات إذاعية ربحية. وتشارك ibiblio.org أيضاً في تطوير البرمجيات الحرة مباشرةً مع العديد من المشاريع المحلية، إضافة إلى الريادة في مشروع توثيق «لينوكس ».

مشروع مكتبة كتب غوغل
(Google Books Library Project)

مشروع تابع لموقع «غوغل » يبحث في النصوص الكاملة للكتب التي يقوم غوغل بمسحها وتخزينها في قاعدة بياناته الرقمية. هذه الخدمة كانت سابقاً تعرف باسم «طباعة غوغل » حينما قدمت في معرض فرانكفورت للكتاب في أكتوبر 2004 . يمكن للمستخدم أن يبحث عن كتب معينة في بحث كتب غوغل. يتم توفير الكتب إما من قبل الناشرين والمؤلفين من خال برنامج شركاء كتب غوغل، أو من خال شركاء مكتبة غوغل من خال مشروع المكتبة. إضافة إلى ذلك، عقدت غوغل شراكة مع عدد من ناشري المجات لرقمنة أرشيفاتهم.

تم الترحيب بمبادرة كتب غوغل لإمكانيتها في توفير وصول غير مسبوق إلى ما قد يصبح أكبر مجموعة من المعارف الإنسانية عبر الإنترنت، وتعزيز إضفاء الطابع الديمقراطي على المعرفة. ومع ذلك، فقد تم انتقادها أيضاً بسبب انتهاكات حقوق النشر المحتملة، وعدم التحرير لتصحيح العديد من الأخطاء التي أدخلتها النصوص الممسوحة ضوئياً من خال عملية التعرف الضوئي على الحروف.

اعتباراً من أكتوبر 2015 ، كان عدد عناوين الكتب الممسوحة ضوئياً أكثر من 25 مليون، ولكن عملية المسح الضوئي تباطأت في المكتبات الأكاديمية الأمريكية. قدرت غوغل في عام 2010 وجود نحو 130 مليون عنوان مميز في العالم، وذكرت أنها تعتزم مسحها جميعاً. اعتباراً من أكتوبر 2019 ، احتفلت غوغل ب 15 عاماً من إطاق مكتبة كتب غوغل وقدّرت عدد الكتب الممسوحة ضوئياً بأكثر من 40 مليون كتاب. ولمشروع مكتبة غوغل عدد من الشركاء، أبرزهم: مكتبة جامعة هارفارد، مكتبة جامعة ميشيغان، مكتبة بودليان في جامعة أكسفورد، ومكتبات جامعة ستانفورد.

أرشيف الإنترنت
(Internet Archive)

موقع غير ربحي يقوم ببناء مكتبة رقمية لمواقع الإنترنت وغيرها، وهي مثل المكتبة الورقية، تقدم وصولاً مجانياً للباحثين والمؤرخين والعلماء وعامة الجمهور إلى المطبوعات. بدأ «أرشيف الإنترنت » في عام 1996 بأرشفة الإنترنت نفسه. يملك أرشيف الإنترنت اليوم أكثر من 20 عاماً من تاريخ الويب يمكن الوصول إليه من خال ) ،)Wayback ويعمل مع أكثر من 625 مكتبة وشركاء آخرين من خال برنامج ) Archive-It ( لتحديد صفحات الويب المهمة. مع نمو أرشيف الويب، ازداد التزامها بتوفير نسخ رقمية من الأعمال المنشورة الأخرى. يحتوي الأرشيف اليوم على: 330 مليار صفحة ويب، و 20 مليون كتاب ونصف المليون، و 4.5 ملايين تسجيل صوتي )بما في ذلك 180.000 حفلة موسيقية حية(، و 4 ملايين مقطع فيديو )بما في ذلك 1.6 مليون برامج تلفزيونية(، وثلاثة ملايين صورة، و 200.000 برنامج البرمجيات.

يمكن لأي شخص تحميل الوسائط إلى أرشيف الإنترنت، وهو يعمل مع الآلاف من الشركاء على مستوى العالم لحفظ نسخ من أعمالهم في مجموعات خاصة. ويولي الأرشيف اهتماماً خاصاً بالكتب، حيث بدأ ببرنامج لرقمنة الكتب في عام 2005 واليوم يتم مسح ألف كتاب يومياً في 28 موقعاً حول العالم. الكتب المنشورة قبل عام 1923 متاحة للتنزيل، ويمكن استعارة مئات الآلاف من الكتب الحديثة من خال موقع المكتبة المفتوحة، وهو مشروع على شبكة الإنترنت، يضم مكتبة عامة تحتوي على عدد من الكتب الإلكترونية، وهي مفتوحة المصدر، وهو مشروع قابل للتعديل، حيث يمكن لأي شخص المشاركة. ويتضمن الموقع فهارس مكتبية من مكتبات عديدة. يهدف المشروع إلى جعل الموقع يضم جميع الكتب وشعاره «صفحة ويب واحدة لكل كتاب قد نُشِر ». والمكتبة المفتوحة هي مشروع غير ربحي ضمن مكتبة «أرشيف الإنترنت »، وقد تم تمويل المشروع جزئياً من خال منحة مقدمة من مكتبة ولاية كاليفورنيا ومؤسسة كال أوستن. كما بدأت مكتبة أرشيف الإنترنت بأرشفة البرامج التلفزيونية في أواخر عام 2000 ، وكان أول مشروع تلفزيوني عام هو أرشيف للأخبار التلفزيونية حول أحداث 11 سبتمبر 2001 . يخدم أرشيف الإنترنت ملايين الأشخاص كل يوم وهو واحد من بين أفضل 300 موقع ويب في العالم. يتم تمويل الأرشيف من خال التبرعات والمنح، ومن خال توفير خدمات أرشفة الويب ورقمنة الكتب للشركاء.