Dubai Digital Authority - هيئة دبي الرقمية

Contrast

Use toggle below to switch the contrast

Contrast

Read Speaker

Listen to the content of the page by clicking play on Listen

screen reader button

Text Size

Use the buttons below to increase or decrease the text size

A-
A
A+

اقتصاد المعرفة في مدن المستقبل

على الرغم من أن الحكومات تلعب دوراً مهماً في إنشاء الاقتصادات القائمة على المعرفة، إلا أن هناك العديد من المتغيرات الأخرى في العمل.

في عام 2010 ، انطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح واحدة من أفضل البلدان في العالم، وأوضحت رؤيتها للسنوات ال 11 المقبلة. ونصت رؤية الإمارات 2021 على أن «الابتكار، والبحث، والعلوم والتكنولوجيا سوف تشكل ركائز اقتصاد قائم على المعرفة، وإنتاجية عالية، وتنافسية، يقودها رواد الأعمال».

مع الاقتصاد العالمي الذي يشهد تغيرات اقتصادية كبيرة، حددت الإمارات «اقتصاد المعرفة التنافسي » كأحد الأولويات الوطنية الست التي ستساعد على تحقيق طموحاتها. ومن سياسة العلوم والتكنولوجيا والابتكار إلى أجندة الابتكار الوطنية، أصبح الابتكار والتكنولوجيا حجر الزاوية للاقتصاد الإماراتي الجديد.

لقد كانت دبي طموحة بشكل خاص في هذا الصدد، فبعد خمس سنوات من مبادرة المدينة الذكية، قامت الإمارة بالفعل بتطوير نفسها لتصبح مدينة ذكية نموذجية بعد إط الق أكثر من 200 مبادرة ذكية. وقد وضعت إدارة التنمية الاقتصادية في دبي، من جانبها، استراتيجية لتسخير التحول الرقمي الجاري في دبي وزيادة تعزيز النمو الاقتصادي والإنتاجية والقدرة التنافسية العالمية. ويساعد ذلك في مبادرات مثل برنامج مسرعات دبي المستقبل ومؤشر دبي للابتكار. وناقشت هذا الموضوع جلسة في اليوم الثاني من قمة المعرفة 2018 ، شارك فيها كل من الدكتور رائد الصفدي كبير الاستشاريين الاقتصاديين في «دائرة التنمية الاقتصادية » بدبي، والأستاذ الدكتور بوريس سايزلج مؤسس ورئيس شبكة اقتصاد المعرفة في بروكسل، وآدم غرينفيلد كاتب أميركي وعالم حضري مشهور.

بدأ المتحدّثون نقاشهم بتحديد ماهية اقتصاد المعرفة، فأوضح غرينفيلد أنه لا يوجد شيء اسمه اقتصاد المعرفة المنفصل، قائ الً: «إذا نظرت إلى جميع محركات النمو في الاقتصاد التقليدي، حتى الأشياء التي نعتقد أنها قديمة الطراز أو ميكانيكية أو فيزيائية - مثل اقتصاد الاستخراج أو التصنيع والإنتاج - فإن هذه الأشياء كلها تتضمن المعرفة فيها اليوم ». ورأى الدكتور سايزلج أن هناك عدداً من المعايير التي يمكن بموجبها الاعتراف بالاقتصاد باعتباره اقتصاداً قائماً على المعرفة، بينما أشار الدكتور الصفدي إلى وجود فرق أساسي بين تعريف الاقتصاد التقليدي والاقتصاد القائم على المعرفة.

وقال الدكتور الصفدي: «عندما درسنا الاقتصاد في الماضي، كان في الواقع حول كيفية اختيار المجتمعات إنتاج أو استغلال مواردها النادرة وتوزيعها بكفاءة »، مضيفاً: «الكلمتان المنطوقتان في هذا التعريف هما الندرة والكفاءة. في الاقتصاد القائم على المعرفة، بدلاً من التفكير في الندرة، فكر في الوفرة، لأن المعرفة تراكمية وقابلة للتحويل».

من أجل خلق اقتصاد قائم على المعرفة، بيّن الدكتور الصفدي أن الحكومات لها دور مهم تلعبه، وقال: «أنت بحاجة إلى التركيز على كيفية إنشاء نظام بيئي يعزز الاقتصاد القائم على المعرفة، مثل الإمارات العربية المتحدة. وكيف تحفز الأفراد والشركات والمنظمات تدريجياً لخلق ثقافة الابتكار والإبداع والمعرفة؟ ويتمثل دور القيادة في تضمين هذه القيم فعلياً فينا، عبر إطار تنظيمي».

في هذا الصدد، يرى الدكتور سايزلج أن التعليم ذو أهمية قصوى، وأوضح أيضاً: «من الصعب أن نفهم في القرن الواحد والعشرين أن العديد من البلدان مازالت لا تعالج الحاجة الملحة إلى إعادة هيكلة نظام التعليم بأكمله وتحديثه ». وحذر الدكتور سايزلج قائ الً: «من المحتمل ألا تكون هناك حاجة إلى المهارات التي يحصل عليها الجيل الحالي الذي يدخل الآن إلى الجامعات. ففي الوقت نفسه، نحو 30 % من الوظائف التي نعرفها الآن لن تكون موجودة في غضون 10 إلى 15 سنة».

من جانبه، أكد الدكتور الصفدي ما قاله سايزلج، وأضاف: «في العالم العربي نحن بحاجة إلى تطوير مهارات الشباب لتواكب متطلبات سوق العمل »، موضحاً: «كلما أسرعت بتضمين ذلك في التخطيط الاستراتيجي الخاص بك لأجل النظام التعليمي، كنت على استعداد لمواجهة المستقبل. في الإمارات العربية المتحدة، بدأت العملية قبل عقد من الزمن مع استراتيجية الابتكار، خطة الإمارات 2021 ، وعملية مدينة دبي الذكية، وكلها لها أعمدة لا تنظر فقط إلى التنويع الاقتصادي، ولكن إلى كيفية الانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة. كلها تبدأ بالتعليم ». وافق غرينفيلد على أهمية التعليم، لكن الاقتصادات القائمة على المعرفة تتطلب مهارات محددة، بحسب قوله، موضحاً: «مهارات التفكير النقدي والانعكاسية - القدرة على تطبيق هذا التفكير النقدي - هي ذات أهمية قصوى».

فترض غرينفيلد أيضاً أن الشباب ينشئون بالفعل نموذجاً اقتصادياً جديداً، قائ الً: «معظم الشباب لا يلتزمون بحقوق الملكية الفكرية، فهم مطلعون سابقاً على بروتوكول النقل السلس وغير الخاضع للقيود. عالم المعرفة بالنسبة لي هو بطبيعته غير منافس وغير حصري. نحن نتحدث عن اقتصاد وفرة وليس ندرة. ما يفهمه الشباب بالفعل هو عدم فرض ندرة مصطنعة على المعرفة. أعتقد أن لديهم بالفعل أقداماً مزروعة بقوة في اقتصاد المعرفة الحقيقي مع وجود تبادل الأفكار من دون أن يتحركوا، وأعتقد أن اقتصاداتنا يمكن أن تستفيد فقط من هذا النهج».

اتفق الدكتور الصفدي مع غرينفيلد أيضاً، لكنه رأى أنه لايزال من المهم إنشاء نظام بيئي للمعرفة حتى تزدهر. وقال: "أنت بحاجة إلى مجتمع مفتوح، ليس فقط على السلع ولكن أيضاً على الأفكار، بحيث تزول فيه القيود على تبادل الأفكار عبر الحدود ». وأضاف: «سوف تذهب المعرفة إلى حيث تكون الشروط صحيحة. اليوم لدينا أسواق افتراضية، ما يعني أنه يمكنك العيش في دبي والعمل على المستوى الدولي من خ الل الإنترنت. السؤال هو لماذا تختار العيش في دبي بدلاً من مدينة أخرى؟ أنت لا تريد خروج المعرفة من الباب، بل تريدها أن تسير في مجتمعك. ولهذا السبب يجب أن تكون الثقافة والبيئة والأنظمة التشريعية منصة واحدة ». وقال الدكتور سايزلج: «هناك فرق كبير بين الحكومات التي تدرك هذه الاتجاهات السريعة والتي تسير في الاتجاه الصحيح. ففي لوكسمبورغ، تقدم الحكومة بالفعل مساعدات للشركات لإعادة تدريب موظفيها على الفور. وتركز دولة الإمارات بالكامل على المستقبل، وتوقع ما سيحدث والاستعداد له».

وانتهى المشاركون بالموافقة على تأكيد الدكتور الصفدي بأن «إنشاء اقتصاد قائم على المعرفة ليس مهمة حكومة أو شخص واحد، بل يستند إلى الموهبة والتعلم مدى الحياة. في نهاية المطاف، نحن جميعاً مسؤولون. هذا هو العنصر الحاسم».