مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة تختتم مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب

اختتمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، إحدى الجهات الملحقة بهيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، فعالياتها ضمن معرض أبوظبي الدولي للكتاب. حيث حفلت بالعديد من الأنشطة التي انبثقت عن مبادراتها، واستقطبت الكثير من المتابعين من زوار المعرض والمشاهدين عبر تقنية الاتصال المرئي. وقد استقطبت منصة المؤسسة خلال أيام المعرض عدداً من المسؤولين والشخصيات، الذين اطلعوا على مبادرات المؤسسة وأثنوا على إنجازاتها في المجال المعرفي والثقافي. فقد شهدت منصة المؤسسة حضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، حفل إطلاق وتوقيع كتاب MANPOER AND EDUCATION IN UAE للدكتور سليمان الجاسم. وفي زيارته لمنصة المؤسسة اطلع معالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، على نتاجات ثلة من الكتاب الإماراتيين الواعدين المنتسبين لبرنامج دبي الدولي للكتابة، حيث تم عقد مذكرة تفاهم مشترك لإتاحة تلك الإصدارات إلكترونياً لطلاب المدارس بحيث يستفيدون منها في مسيرتهم التعليمية. كما أشاد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال زيارته منصة المؤسسة، بإصدارات المؤسسة ومشاريعها المعرفية، وثمن جهود برنامج دبي الدولي للكتابة، في إثراء الحركة الفكرية والأدبية في الإمارات والوطن العربي كافة.

كما زار منصة المؤسسة خلال المعرض كل من سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة «اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات»، واللواء خليفة محمد الخييلي، مدير قطاع المالية والخدمات في شرطة أبوظبي، واللواء ثاني بطي الشامسي مدير أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية، والدكتور ناصر حميد النعيمي، مدير عام مركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وسعادة علي عبدالله الأحمد، سفير الإمارات لدى فرنسا، إضافة إلى وفد من القيادة العامة لشرطة أبوظبي برئاسة العميد سيف الشامسي، مدير إدارة المراسم والعلاقات العامة. حيث اطلعوا على مبادرات ومشاريع المؤسسة وأثنوا على جهودها في تعزيز الحراك الثقافي ودعم الشباب
الإماراتي في تزويده بالمعارف والأدوات الكفيلة بتطوير قدراته ومهاراته الإبداعية.

برنامج دبي الدولي للكتابة

وتفصيلًا، عقد «برنامج دبي الدولي للكتابة » ورشته التدريبية في «كتابة الرواية العلمية » التي تم نقلها مباشرة على منصة المؤسسة، والتي قدَّمها المدرب إسلام أبو شكير، وشارك فيها عدد من المتدربين الناشئين الذين يسعون إلى صقل مهاراتهم الكتابية في مجال الرواية العلمية، حيث استعرض المدرب خلال الورشة أساسيات ومبادئ الكتابة العلمية، والفرق بينها وبين الكتابة الأدبية وغيرها من أصناف الكتابة الإبداعية، كما عرض على المشاركين عدداً من النماذج الرائدة في هذا المجال، وكانت الورشة حافلة بالتفاعل بين المشاركين الذين سيكون لكل واحد منهم مشروع تخرج تتكفل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بإخراجه وطباعته ونشره، تشجيعاً لشباب الوطن على ولوج عالم الإبداع والكتابة باحتراف، ليصلوا إلى مصاف كبار الأدباء والمؤلفين.

إضافة إلى ذلك، نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ورشة قصص الخيال العلمي للأطفال التي ألقتها الكاتبة ري عبد العال. وقد حاورها الشاعر والإعلامي حسين درويش حول متطلبات التدريب للكتابة الموجهة للأطفال، ومنها امتلاك وصقل مهارات الكتابة للطفل ومخاطبة الفئة العمرية المستهدفة بلغة قريبة ومحببة وجاذبة بعيدة عن الأسلوب المباشر والسرد المطول.

استراحة معرفة

مبادرة «استراحة معرفة » التي تستمر منذ سنوات وتطوف أرجاء متعددة من إمارات الدولة والدول العربية
كان لها نصيب وافر من فعاليات المعرفة على منصة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، حيث استضافت الاستراحة الكاتبة منصورة عز الدين، وحاورتها الإعلامية والكاتبة إيمان اليوسف حول موضوع «الكتابة الصحفية ما بين الأدب والجوائز الأدبية ». حيث أبرزت الجلسة الميزات التي استأثرت بها الكتابة الصحفية وأساليبها، والمدارس التي انبثقت عنها، وأثرها في عالم الأدب، كما أشارت إلى أن العديد من الأدباء الكبار والمعروفين كانوا كتاب مقالات أو أعمدة صحفية في عدد من أشهر الصحف العربية، إضافة إلى تسليطها الضوء على دور الملاحق الثقافية في نشر الأعمال الأدبية ودعمها والتوثيق للكاتب والأديب.

كما استضافت استراحة معرفة جلسة خاصة ناقشت كتاب وفيلم «مزرعة الحيوان » لجورج أوريل. التي حضرها جمهور من المشاهدين من عدة دول كالإمارات والأردن وكندا وفلسطين، الذين أشاروا إلى أن الرواية جذابة وتصلح لكل زمان ومكان. وتحت عنوان «محمود درويش... سيرة شاعر » كانت «استراحة معرفة » على موعد مع الشاعر سيد محمود، الذي حاوره الكاتب والصحفي حسين درويش، وقد غاصت الجلسة في أعماق الشاعر العربي الكبير وأثرت معارف الحضور بالكثير مما لا يعرفونه عن هذه القامة العربية والعالمية التي أثرت عالم الأدب والشعر عربياً وعالمياً.

إضافة إلى ذلك، شهدت منصة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة خلال فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب ندوة حوارية مع سامية عايش، التي حاورتها صفية الشحي حول «الأدب وصناعة السينما ». وكانت جلسة شيقة طافت حول عدد من القامات الأدبية التي خلد الفن السابع أعمالهم الأدبية، والأثر العظيم الذي تلعبه السينما في إيصال الفكر الإنساني إلى أوسع نطاق، إضافة إلى مناقشتها المعايير التي يجب أن تتوفر في العمل الأدبي حتى يقبل الترجمة البصرية وبنجاح. وقد تنوعت أنشطة استراحة معرفة في عروضها وطافت حول العديد من المجالات الأدبية والكتابية التي جذبت فئات عديدة من زوار ومتابعي فعاليات المعرض، وكان للتنمية البشرية حظها في جلسات منصتها، حيث ناقشت المبادرة في جلسة خاصة كتاب: «قوة العادة » ( The Power of Habit)  للكاتب تشارلز دويج. وهو الذي احتل مراتب متقدمة في أكثر الكتب مبيعاً في كل من نيويورك تايمز، أمازون، ويو إس إيه توداي.

بيت الشعر

كان الكلمة الراقية والفكر المستنير عنواناً بارزاً في مشاركة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب؛ إذ كان محبو الشعر وعشاق الأدب على موعد مع بيت الشعر، المبادرة المنبثقة عن المؤسسة، والتي استضافت عدداً من الأمسيات الشعرية على عبر تقنية الاتصال المرئي، والتي تابعها زوار المعرض والمشاهدون. حيث تغنى الشاعر البحريني عبد الله خالد، والشاعر السعودي فارس بن عويّف، بأجمل قصائدهما الوجدانية الراقية، في أمسية شعرية أدارها الإعلامي أحمد الشراري، وتفاعل مع كلماتها الجمهور، وأضفت على أجواء المعرض وزواره الحماسة.

أنشطة استقطبت المتابعين
من زوار المعرض والمشاهدين
عن بعد

كما كانت منصة المؤسسة على موعد مع الشاعرة والكاتبة الإماراتية صالحة غابش، أمين السر العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في جلسة حوارية أدراها الإعلامي حسين درويش، وأفاضت خلالها من تجاربها الأدبية وأسدت العديد من النصائح للشباب الشغوفين بالأدب والشعر. وفي أمسية حوارية أدبية مع الشاعرة الإماراتية حنان المرزوقي، التي حاورها الكاتب محسن سليمان، كان جمهور بيت الشعر على موعد مع تجربة شاعرة حفرت لنفسها مكانة راسخة بين جمهور الشعر، حيث استفاد الحضور من تجاربها وأكدت أن الشعر لغة راقية تطرق القلوب قبل الأسماع.

ومع الشاعر الإماراتي الدكتور طلال الجنيبي، كان جمهور معه في جلسة شعرية بعنوان: «قراءة في ديوان (كآخر من يعود) »، والتي أدارها الشاعر سالم عبد الله البلوش، وانطلاقًا من النطاق المحلي إلى النطاق العربي، عقد بيت الشعر خلال فعاليات المعرض لقاءين منفصلين أحدهما مع الشاعر نزار أبو ناصر من فلسطين، الذي حاوره الإعلامي هزاع أبوالريش، والآخر مع الشاعر العراقي علي جعفر، الذي حاوره الإعلامي وليد المرزوقي، حيث شاركا جمهور بيت الشعر بجملة من وحي تجربتهما الأدبية والشعرية الرائدة. إضافة إلى جلسة شعرية مع الشاعرة الفلسطينية همسة يونس، التي أدارها الكاتب محسن سليمان. إضافة إلى ذلك عقد بيت الشعر لقاءات متعددة مع عدد من الشعراء الإماراتيين الذين أدلوا بدلائهم من خلال قصائد تغنت بحب الوطن وقيادته الرشيدة، وأضفت على أجواء المعرض لمسات إبداعية تفاعل معها الجمهور ولقيت استحباب وإعجاب المتابعين.

بالعربي

وفي إطار حرص مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على مشاركة جمهورها فعالياتها وأنشطتها في خدمة اللغة العربية، وتعزيز دور الضاد بين زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب، عرضت مبادرة «بالعربي » على منصة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة خلال المعرض عدداً من الجلسات المعرفية التي نظمتها، ومنها جلسة «القراءة في ظل الجائحة: بين المكتبات الرقمية والمكتبات الفعلية »، وجلسة «اللغة العربية: لغة الدبلوماسية والسلام »، إضافة إلى جلسة: «البلاغة في القرآن الكريم والسنة النبوية » التي تم تنظيمها خلال شهر رمضان المبارك، ومقتطفات من ورش «تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها » التي أثرت لغتنا الخالدة بين أوساط الجاليات الأجنبية في دولة الإمارات. كما عرضت على منصتها جلسة «الفصحى على قنوات التواصل الاجتماعي »، إضافة إلى استعراض فعاليات مبادرة «بالعربي » على مدار الأعوام السابقة.

حوارات المعرفة

وانطلاقًا من حرصها على التواصل البنَّاء مع الجمهور الغفير الذي جذبه معرض أبوظبي الدولي للكتاب في هذه النسخة الاستثنائية التي تأتي في ظل الإجراءات الاحترازية الناشئة عن فيروس كوفيد 19 -، نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال فعاليات المعرض جلسة حوارية ضمن سلسلة «حوارات المعرفة » بعنوان: «القرارات القائمة على البيانات »، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي (ZOOM) ، تحدث فيها أحمد عماد، خبير في تصوير البيانات ومؤسس Powerful Insights ، وحاوره أنطوني فاخوري، باحث في مشروع المعرفة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقد تم خلال الجلسة الحوارية إطلاق لوحة البيانات الخاصة بمؤشر المعرفة العالمي، والتي تعتبر وسيلة فعالة وموثوقة لمتخذي القرار والأكاديميين والشباب لمعرفة نتائج بلدانهم ومقارنتها واتخاذ القرارات المناسبة لتطوير الوضع المعرفي في بلدانهم. وقد أكد أحمد عماد في الجلسة أن البيانات أصبحت جزءاً أساسياً في حياة البشر، وأن أهميتها ليست مقتصرة على الزمن الراهن الذي يواجه فيه العالم تبعات جائحة كوفيد- 19 ، وإنما برزت البيانات ضرورةً حتمية في هذا الوقت بالتحديد نظراً لإسهاماتها الكبيرة في خدمة البشر وصناع القرارات.

محمد بن راشد للمعرفة تضيء على جماليات البلاغة في القرآن والسنة

عقدت «بالعربي »، إحدى مبادرات مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جلسة معرفية حول «البلاغة في القرآن الكريم والسنة النبوية »، حيث استضافت الدكتور يوسف العليوي، أستاذ البلاغة المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأدارها الدكتور زيد الخريصي، الباحث في البلاغة القرآنية في جامعة الإمام محمد بن سعود؛ وذلك في إطار حرص المؤسَّسة على تزويد الجمهور بالفوائد التي تغني ثقافتهم العربية، وانطلاقاً من أهداف مبادرة «بالعربي » في تعزيز لغة الضاد ونشر إبداعات استعمالاتها لتسهم في استمساك الأجيال بلغتهم الأم والعناية بالتحدث بها ومعرفة أسرارها.

وأكّد الدكتور يوسف العليوي أن الله سبحانه وتعالى أيد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالبيان والفصاحة، فهو أفصح العرب لساناً، وأبينهم قولاً، وأعلاهم فصاحة، وهو أصدق العرب لهجة وإتقاناً لأسرار لغة الضاد. موضحاً أنَّ البلاغة لا تعني بحال قوة الألفاظ واستعمال العبارات الغريبة، أو غير المفهومة للناس، وهذا مما يظنه الكثيرون خطأ، فالبلاغة هي الإبانة عن المعنى المقصود في أحسن نظم يطابق مقتضى الحال. فإذا لم يكن الكلام مطابقاً لمقتضى الحال فإنه لا يُعدُّ بليغاً مهما كان صحيحاً من الناحية النحوية واللغوية، ومن هنا جاءت العبارة الشهيرة: «لكل مقام مقال ».

وفصاحة المتكلم لا تعني أن ينطق بالغريب من الألفاظ، بل الفصاحة تعني وضوح الكلام وسهولة نطقه والإبانة والبعد عن التعقيد. وعن البلاغة القرآنية والنبوية، أشار الدكتور يوسف العليوي إلى أنَّ البلاغة في القرآن الكريم والسنة النبوية نوع خاص من البلاغة، فبلاغة القرآن وصلت إلى حد الإعجاز الذي تحدّى به العرب والفصحاء قاطبة. فالقرآن الكريم متفرِّد في أسلوبه عن أساليب العرب كافة مع أنه نزل بلغتهم وألفاظهم وكلامهم، والقرآن يؤكِّد هذه الحقيقة مراراً. وقد تحدى العرب والعالم والإنس والجن على أن يأتوا بفصاحة وبلاغة القرآن الكريم، وهذا التحدي مستمر حتى نهاية العالم.