بين الفاضلة والأفضل

يُعَدُّ أفلاطون رائد العصر الذهبي للفلسفة اليونانية، وهو الفيلسوف الذي حلم بإنشاء مدينة مثالية تسود فيها الحكمة ويشرف على سكانها الفلاسفة، ويسود في أرجائها العدل والرخاء. وانطلاقاً من رؤيته الفلسفية يرى أفلاطون أن الفلاسفة بحكمتهم وقدراتهم العقلية وسعة آفاقهم هم الأقدر على تحقيق المثالية في العالم والرخاء للمجتمع.

أصبحت المدينة الفاضلة في أذهان الكثير من أهل عصرنا محض خيال فلسفي بائد، وأضغاث أحلام نشأت في الفكر الأفلاطوني، حتى إن كثيراً من مثقفي هذا الزمان عندما يبررون الإخفاقات الكثيرة التي منيت بها عدة أماكن في عالمنا يقولون: إننا لا نعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة. لسنا بصدد الحديث عن تحليل فلسفة أفلاطون، ولكن بالنظر في جماليات المدينة الفاضلة في هذا الفكر، وبصرف النظر عن سلبياتها، نجد أن المدينة الفاضلة ليست خيالاً لا يمكن تنفيذه على أرض الواقع، إذ هي أفضل مكان للعيش، يسود فيها الحكم الرشيد، ويحيا الناس على أرضها برخاء ونعمة... يسودها التعاون بين أفرادها كافة، بحيث تتكامل جهودهم لخدمة مدينتهم.

أين الخيال في هذا؟! إن الذين يدعون أن المدينة المثالية الفاضلة هي مسكونة في فكر أفلاطون، ولم يتهيب أحد على تأسيسها على الأرض لا بد أن يقوموا بزيارة دبي، فالفكر السديد لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أضاف إلى معايير المدينة المثالية مقومات أخرى لم تكن أصلاً لتخطر على بال أفلاطون، فالعصر الحديث المتسارع يحتِّم على صناع القرار والمسؤولين أن يبتكروا أفكاراً تصب في صالح مدنهم، بحيث يحيا الناس فيها بكل رخاء وسعادة وهناء، لا تكدِّر صفوها أي منغصات.

تم وضع خطة دبي 2040 للوصول إلى عدة أهداف واستجابةً للتطور الذي تشهده الإمارة في كافة المجالات، وهي خطة استراتيجية تمّ وضعها لزيادة معايير السعادة والرفاه الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في دبي، ولجعل دبي مركزاً دولياً نابضاً من خلال تبنّي أفضل آليات التخطيط الحضري الذكية والتصاميم الفعّالة ذات الكفاءة العالية. والهدف الذي وضعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نصب عينيه هو أن تكون دبي هي المدينة الأفضل في العالم بحلول العام 2040 .

ستكون دبي هي الأفضل، وسوف تتحقق المثالية التي يظن الكثيرون أنها أحلام على أرض إمارة دبي: مدينة تطبَّق فيها أفضل الممارسات ومبادئ التطوير المستدام والتنافسية؛ مدينة تهتم بمرافق البنية التحتية بكافة أقسامها وتستغلها بشكلٍ مثالي؛ مدينة تهتم بالاقتصاد التنافسي وتطوِّر مصادر الطاقة وتحافظ على البيئة، بما يضفي السعادة على جميع سكانها دون تمييز. خطة دبي 2040 ستجعل من دانة الدنيا مدينة عالمية لا مثيل لها، وسيتم ذلك من خلال رؤية شاملة ومتكاملة تعزّز التنمية المستدامة لإمارة دبي وتنافسيتها العالمية في شتى المجالات، لتكون «المدينة الفاضلة الأفضل».