Dubai Digital Authority - هيئة دبي الرقمية

Contrast

Use toggle below to switch the contrast

Contrast

Read Speaker

Listen to the content of the page by clicking play on Listen

screen reader button

Text Size

Use the buttons below to increase or decrease the text size

A-
A
A+

لغات مهدّدة بالاندثار

ترتبط اللغات ارتباطاً وثيقاً بالثقافة والتراث والتعليم والعمل، إلا أن العديد من لغات الأقليات في العالم تشهد خطر الاندثار. «ومضات » حققت في حالة هذه اللغات في التقرير التالي:

بعد فترة وجيزة من أهوال الحرب العالمية الثانية، تمت الإشادة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948 باعتباره استجابة ضرورية للفظائع التي أحدثها الصراع. وكان الأساس لهذا هو الافتراض القائل إنه لا يمكن التمييز على أساس اللغة.

ومع ذلك، مع ما يزيد على 70 عاماً، ومع اعتراف واسع النطاق بأهمية اللغة للثقافة والتراث والتعليم والعمل، فإن العديد من لغات الأقليات في العالم تعيش في خطر الاندثار. تقدر اليونسكو، التي تنشر أطلس اللغات المهددة بالاندثار في العالم، أن نحو 2500 لغة )من بين 6000 لغة محكية( معرضة للاندثار إلى حد ما. وأشارت الطبعة الأخيرة من الأطلس، في عام 2010 ، إلى أن 576 لغة «مهددة بالاندثار».

أندرو كي، الرئيس التنفيذي ومؤسس مؤسسة محو الأمية في العالم - منظمة تحاول تخفيض الأعداد المتزايدة من اللغات المهددة بالاندثار - يشير إلى أن الأسوأ قد يأتي، ويحذر من أن «بعض الخبراء يعتقدون أنه خلال القرن القادم ستفقد 50 % أخرى من هذه اللغات. بعضهم يتوقع أن تصل النسبة إلى 90 %.

لا غرابة في أن أسباب اختفاء لغات الأقليات متعددة الأوجه، ففي جميع أنحاء الوجود الإنساني، اختفت اللغات. ولكن كما قال كي من قبل، فإن الأزمة التي نواجهها اليوم حادة بشكل خاص. تقول مؤسسته: «التحديث والاقتصاد المعولم وتجانس الثقافة الدولية تجعل لغات الأقليات تتلاشى بمعدل غير مسبوق ». وعن ضرورة حفظ اللغات التي تعيش حالة الاحتضار، أوضحت الصحفية العلمية راتشيل نوير في موقع «بي بي سي فيوتشر » أن اللغويين يعتقدون أن اللغات تصل عادةً إلى نقطة الأزمة بعد تهجيرها بلغة أخرى تكون مهيمنة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً. وقالت نوير: «في هذا السيناريو، تتحدث الغالبية لغة أخرى - الإنجليزية، الماندرين، السواحيلية - لأن التحدث باللغة المهيمنة هو مفتاح الوصول إلى الوظائف والتعليم والفرص الحياتية. في بعض الأحيان، وخاصة في مجتمعات المهاجرين، يقرر الآباء عدم تعليم أطفالهم لغتهم الأصلية، معتبرين إياها عائقاً محتملاً لنجاحهم في الحياة».

«يقرر الآباء عدم تعليم أطفالهم
لغتهم الأصلية معتبرين إياها
عائقاً محتملاً لنجاحهم في
الفرص الحياتية .»
راتشيل نوير
صحفية تكتب في العلوم.

في بعض الحالات، يتم إصدار تشريع يحظر تدريس اللغات الإثنية في المدرسة. عاد كي مؤخراً من مشروع في لاغوس، نيجيريا، حيث أصدرت الحكومة قانوناً يحظر استخدام العديد من اللغات العرقية في التعليم، ومنع نشر الكتب بتلك اللغات.

ويوضح كي «لذلك نجد أطفالاً يعيشون في مناطق عرقية من البلاد تمنع السلطات التعليم بلغتهم الأم التي يتحدثون بها في المنزل وفي مجتمعهم الأوسع نطاقاً في المدرسة » مضيفاً: «لا توجد كتب أو مواد مطبوعة ويتعلمون «اللغة الوطنية » لا يتحدثون بها في المنزل أو في المجتمع ». وفي سياق مشابه للأفكار التي عبرت عنها نوير، يعتقد كي أن الحكومات تمرر مثل هذا التحريم الوحشي، لأنها تريد أن تتحدث الدولة بأكملها اللغة نفسها. ويشك في أن السياسيين يعتقدون أنه إذا تمكنوا من إقناع الأقليات العرقية بالتحدث باللغة الوطنية، فإنهم سيستفيدون من إمكانيات تعليمية واقتصادية أكبر بكثير. وفي هذا الصدد يوجّه رسالة تحذير قائلاً: «ومع ذلك، فإن لغات الأقليات، في كثير من الحالات، كما هي الحال في أستراليا، حيث يوجد مقرنا، ترتبط بآلاف السنين من التاريخ. والوصول إلى مرحلة تضيع فيها هذه اللغات أمر مأساوي».

يقول كي إنه خلال 150 عاماً الماضية وحدها، اندثرت 100 لغة محلية في أستراليا، ويضيف: «لدينا 200 لغة أصلية، ولدينا نحو أربع لغات رئيسة يتحدّث بها السكان الأصليون في أستراليا. ثم هناك جيوب صغيرة من المجتمعات التي تتحدث بلغة أصلية كانت موجودة في سلالتها الأسرية منذ آلاف السنين».

لحسن الحظ، هناك الآن خطوات واسعة النطاق لتعزيز وحماية لغات الأقليات. على عكس أيام الإمبريالية في القرن التاسع عشر عندما كانت «المهمة الحضارية » للمستعمرين هي إجبار السكان الأصليين على التحدث بلغتهم - سواء كانت الإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية أو البرتغالية - فقد بات من المسلم به الآن أن لغات الأقليات هذه، وفقاً لمؤسسة محو الأمية في العالم، أصبحت تتمتع «بأهمية ثقافية لا يمكن الاستغناء عنها، لما تحتويه من ذكريات الأجداد، والتراث، والعادات والمعارف الفريدة. هذه الأصول تضيع في الوقت الذي تختفي فيه اللغة».

وتماشياً مع التزام الأمم المتحدة بالتنمية المستدامة، يشجع اليوم الدولي للغة الأم لليونسكو )الذي يكون في كل فبراير( على التنوع اللغوي والثقافي إلى جانب تعدد اللغات.

يعد هذا الاحتفاء بالتقاليد الثقافية للغات «أداة قوية للحفاظ على تراثنا المادي وغير المادي وتطويره. لن تعمل جميع الخطوات الرامية إلى تعزيز نشر اللغات الأم على تشجيع التنوع اللغوي والتعليم متعدد اللغات فحسب، بل ستعمل أيضاً على تنمية وعي أكبر بالتقاليد اللغوية والثقافية في جميع أنحاء العالم وإلهام التضامن القائم على التفاهم والتسامح والحوار ».

إن التخلص من هذا هو القبول بأن التعليم متعدد اللغات القائم على اللغة الأم هو وسيلة مهمة للحفاظ على اللغات الإثنية، وكذلك تسليح المجموعات العرقية بالأدوات اللازمة ليس فقط للبقاء، بل للازدهار في العالم الحديث.

أندرو كي مدافع متحمس بشكل خاص لهذا النهج، ويقول: إن الأدلة تشير إلى أن السماح للأطفال بتعلم لغة وطنية - في حالة أستراليا ستكون الإنجليزية - ولكن من خلال لغتهم الأم فهي أفضل طريقة للحفاظ على لغات الأقليات.

ويشير إلى أنه «كان هناك تخوف من اللغات الأصلية، وبالتأكيد بالمعنى الروحي »، مضيفاً: «لقد كان الأمر يتعلق بجعل تلك المجتمعات المستعمرة مثلهم في الملبس والمظهر والسلوك. اليوم، حدث تحول كبير. خاصة في أستراليا، حيث كانت هناك بعض التحركات الكبيرة لأجل الحفاظ على اللغات الأصلية».

تستخدم مؤسسة محو الأمية في العالم الكثير من التكنولوجيا الرقمية لتعزيز نهج التعلم الموازي هذا. يمكنهم إنشاء كتب رقمية منخفضة التكلفة في غضون دقائق تدوم مدى الحياة. ويوضح كي: «إن الغرض الأساسي من المحتوى الرقمي الذي نقوم بتطويره، هو المساعدة على هذا الانتقال للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 12 سنة لتعلم اللغة الإنجليزية من خلال لغتهم الأم. ولكن الأمر يتعلق أيضاً بالقصص المترجمة، بالتالي يتعلق الأمر بالحفاظ على اللغة المحلية من خلال سرد القصص، وهذا السجل الرقمي موجود مدى الحياة ».

من خلال إعطاء الناس الأدوات اللازمة للحفاظ على هويتهم الثقافية، فإن اعتقاد منظمات مثل مؤسسة نحو الأمية في العالم هو أنها توفر لهم شعوراً أكبر بالانتماء، والذي يمكن بعد ذلك نقله إلى مجالات التعليم والتوظيف.

في هذا العصر، لا ينبغي الاستهانة بعمل اليونسكو ومؤسسة محو الأمية في العالم في حماية التنوع الثقافي والحفاظ عليه. تقاليد اللغة الغنية والمغذّية هي عنصر أساسي للحريات المكرسة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

أندر ست لغات لا تزال محكية اليوم

نجريب

بعد أن انقرضت لغة نجريب في الكاميرون، يتكلم بها الآن في نيجيريا أربعة أفراد فقط، وفقاً لتقارير من علماء الأنثروبولوجيا، أصغر شخص يتحدث هذه اللغة يبلغ 60 عاماً، ما يعني أن فرص اللغة النجريبية في البقاء بعد هذا الجيل الأخير ضئيلة للغاية.

كاويشانا

كانت كاويشانا (كايكسانا) لغة شائعة لدى الكثيرين بالقرب من نهر جابورا في البرازيل. إلا أن أرقام المتحدثين بها بدأت تتضاءل، وانخفضت في نهاية المطاف إلى 200 شخص. الآن، لا يزال هناك شخص واحد فقط موثق لا يزال بإمكانه التحدث بهذه اللغة.

باكانتاي

لا تزال هذه اللغة الخاصة بالسكان الأصليين الأسترالية محكية في مناطق بجانب نهر دارلينج، ولكن فقط بواسطة عدد قليل من الناس. تتباين التقارير التي تشير إلى أن عدد المتحدثين بها يتراوح من شخصين إلى 22 شخصاً قادرين على التحدث بها، لكن على العموم، من الصعب القول إن هذه اللغة على وشك الانقراض، إذ بدأت بعض المدارس ببرامج لمحاولة إعادة إدخال باكانتاي إلى مناهج الجيل الجديد، وذلك في محاولة لتجنب الاندثار.

ليكي

هناك مجموعة صغيرة قادرة على التحدث بلغة ليكي تقطن عدة جزر في منطقة بابوا قبالة ساحل إندونيسيا. كانت هذه اللغة أكثر شيوعاً فيما مضى، خاصة من قبل قادة الكنائس الأصلية. اليوم، انخفضت أرقام المتحدثين بها، وليس من المرجح أن تزداد في وقت قريب.

سارسي

ترتبط لغة السارسي بلغة النافاجو المحكية في جنوب الولايات المتحدة، عن طريق الفرع الكندي لقبيلة تسو تينا. نظراً لأن الثقافة تعتمد في الغالب على النقل الشفهي والتقاليد، فلا توجد سجلات مكتوبة أو نظام كتابة، ولأن هناك 50 متكلماً أو نحو ذلك، تواجه سارسي تقريباً انقراضاً محتوماً.

تشيميهويفي

لغة تشيميهويفي هي لغة كولورادو ريفر نوميك، على وشك الانقراض، ولا يتكلمها الآن سوى مجموعة صغيرة من الناس في وسط غرب الولايات المتحدة. درستها اللغوية مارغريت إل.بريس عن كثب، ووثقتها على شكل ملاحظات ميدانية وتسجيلات، لكن لا تزال تواجه احتمال الاندثار.