روح الاندماج في الأولمبياد الخاص بأبوظبي 2019
قد تنتهي دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في أبوظبي 2019 ، لكن إرثها من المشاركة المجتمعية سوف يستمر في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها. فعندما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لأول مرة في 2016 ، أن أبوظبي ستستضيف دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في عام 2019 ، تم الالتزام بضمان أن تصبح الألعاب أولمبياداً خاصاً موحداً في تاريخ منظمة الأولمبياد الخاص لمدة 50 عاماً.
مع تجمع 7500 رياضي من 195 دولة، لن تكون الألعاب مجرّد حدثٍ رياضي تفتخر به الدولة، بل سيترك خلفه إرثاً من المشاركة المجتمعية. إذ يعني إلهام التغيير على المدى الطويل، وضمان تأثير الألعاب الذي تلتمسه الأجيال القادمة من خلال برامج ومبادرات طويلة الأمد.
إن مهمة إحياء هذا الإرث تقع على عاتق لجنة المجتمع وإرث الألعاب العالمية التابعة للجنة العليا، التي تعمل على تأسيس قواعد التغيير منذ الإعلان عن الألعاب لأول مرة قبل ثلاث سنوات. يكمن هدفها الأساسي في ضمان أن تكون الألعاب هي العنصر الأكثر وضوحاً في التزام أكبر من جانب قيادة الدولة لإنشاء مجتمع أكثر شمولاً وعدلاً وتوحيداً.
يقول خلفان المزروعي، المدير العام للجنة المنظمة للأولمبياد الخاص للألعاب العالمية في أبوظبي « :2019 ستلعب الألعاب العالمية دوراً أساسياً في المساعدة على إعادة تشكيل مواقف الجمهور وكيفية تفاعلهم مع الزملاء وأفراد الأسرة وأعضاء المجتمع من أصحاب الهمم (ذوي الإعاقة الذهنية)، مضيفاً: «قدّم قادة الدولة دعمهم الكامل للألعاب وأهدافها من خلال المشاركة في الفعاليات المجتمعية التي تجمع أفراد المجتمع وتوحّدهم».
تعدّ الألعاب أكبر حدث رياضي وإنساني يُعقد في العالم هذا العام، فقد شهدت تنافس الرياضيين في 24 حدثاً رياضياً. من بين هؤلاء كان أكبر فريق على الإط الق من رياضيي الأولمبياد الخاص في الإمارات يشارك في الألعاب العالمية، حيث تنافس أكثر من 320 رياضياً ورياضية. استقبلهم ما يقرب من نصف مليون متفرج، وبدعم من 3000 مدرب و 1500 مسؤول و 20 ألف متطوع.
وقال المزروعي خلال الألعاب في الشهر الماضي: «كل واحد من 7500 رياضي يشارك في الألعاب هو مثال على الروح الرائعة للأولمبياد الخاص »، مضيفاً: «لقد تم تمكينهم من خلال إتاحة الفرصة لهم ليظهروا للعالم ما يمكنهم فعله. سيكون أداؤهم في ميدان اللعب مصدر إلهام لأصحاب الهمم في كل مكان».
إن هذا الإلهام والتركيز على الإرث يمكن أن يكون له أكبر الفوائد على المدى الطويل. على سبيل المثال، يتم تنفيذ عدد من المبادرات المهمة، بما في ذلك أول دراسة شاملة حقيقية للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية في الإمارات، وبرنامج للفنون والثقافة لتعزيز الإدماج من خ الل الفنون، وبناء القدرات في قطاع الرعاية الصحية لتعزيز المزيد من الممارسات الصحية الشاملة.
تقود لجنة المجتمع وإرث الألعاب العالمية التابعة للجنة التنظيمية العليا هذه المبادرات، حيث سعت إلى مشاركة 100 ألف شاب من خ الل الأولمبياد الخاص، وذلك عبر الشراكة مع المنظمات التعليمية.
يقول المزروعي: «لدى الإمارات تاريخ عريق في التسامح، وهي مستمرة في الترحيب بالأشخاص من جميع الأعراق والديانات والخلفيات، بما في ذلك أصحاب الهمم »، مضيفاً: «من المؤسف أن الأشخاص الذين يعانون تحديات ذهنية في جميع أنحاء العالم هم أكثر عرضة للمعاناة من الظروف الصحية غير المشخصة أو غير المعالجة، والإقصاء الاجتماعي وعدم التفاهم والاحترام. يشكّل التأكد من قدرة أصحاب الهمم على أن يعيشوا حياتهم بأفضل ما لديهم، أهمية قصوى بالنسبة لمنظمة الأولمبياد الخاص والألعاب العالمية في أبوظبي والإمارات العربية المتحدة».
«سيتم قياس إرث الأولمبياد الخاص
للألعاب العالمية في أبوظبي 2019
بالطريقة التي يتم بها تغيير تصورات
الناس حول التحديات الفكرية،
وبالفرص التي يتم توفيرها لأصحاب
الهمم في الحياة اليومية وفي
مساهماتهم في المجتمع ».
خلفان المزروعي
المدير العام للجنة المنظمة للأولمبياد الخاص
للألعاب العالمية في أبوظبي 2019 .
يقول كريم يونس، المدير الإداري الإقليمي للتسويق الرياضي في «هورايزن إف سي بي سبورتس « :» إن هذا الحدث الرياضي هو التزام يحظى باحترام المجتمع ككل ». ويضيف: «وهو بحد ذاته قصة جميلة تحولت إلى حركة دولية، لكن الأهم من ذلك أنه ينطوي على احتياجات خاصة ويمكّن الاندماج الاجتماعي الذي كان في قلب مجتمع الإمارات منذ فترة طويلة. وقد انعكس ذلك بشكل إضافي في دعم الب الد للرياضيين في الألعاب الأولمبية الخاصة، وتقدير دور الرياضة في التقريب بين المجتمعات».
«يعد الاندماج الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من رؤية الإمارات العربية المتحدة 2021 . فقد كانت الدولة رائدة في جميع أنحاء المنطقة العربية في الدفاع عن حقوق الأفراد ذوي القدرات المختلفة وتعزيزها، وتعزيز اندماج وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات المختلفة في المجتمع. وبالتالي، كان اختيار أبوظبي كمدينة مضيفة هو الخيار الصحيح، ومكّن الإمارة من بناء تأثير عميق ودائم للحركة نفسها، من أجل السبب الذي دعت إليه، ولأحداثها الرياضية الرائدة».
لا يأتي التزام دولة الإمارات بالتغيير طويل الأمد على مستوى الدولة فقط، بل هو التزام إقليمي، حيث يلعب الأولمبياد الخاص في الدولة دوراً رئيساً في توسيع نطاق الإدماج والفرص في جميع أنحاء الشرق الأوسط. كما يتم تقديم برامج الألعاب الأولمبية الخاصة من خ الل المرافق التعليمية والتأهيلية الموسعة في الب الد، مع مشاركة نحو 6000 رياضي في أنشطة رياضة ولياقة بدنية.
تقوم الإمارات بدور قيادي في توسيع نشاط الألعاب الأولمبية الخاصة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث استضافت أبوظبي، على سبيل المثال، دورة الألعاب الأولمبية الخاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام الماضي، وهي المرة الثالثة التي تستضيف فيها الألعاب الإقليمية. كانت دورة 2018 الأكثر توحيداً في تاريخ الألعاب الأولمبية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تضم فرقاً شاملة تضم رياضيين من ذوي الإعاقات الذهنية يلعبون إلى جانب زملائهم النموذجيين في مسابقات كرة السلة والتنس وتنس الطاولة وكرة القدم.
يقول المزروعي: «سيتم قياس إرث الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية في أبوظبي 2019 بالطريقة التي يتم بها تغيير تصورات الناس عن التحديات الفكرية، وفي الفرص التي يتم توفيرها لأصحاب الهمم في الحياة اليومية وفي مساهماتهم في المجتمع »، مضيفاً: «سيشكل هذا الإرث مستقبلاً أكثر إشراقاً للرياضيين والأفراد الذين يعانون والذين لا يعانون التحديات الفكرية».
تهدف الرؤية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2021 ، إلى جانب الأولمبياد الخاص، إلى بناء مستقبل مليء بالفرص المتاحة لأصحاب الهمم حتى يتمكنوا من التمتع بحياتهم على أكمل وجه والمساهمة في المجتمع إلى جانب الزم الء والأصدقاء والعائلة. يعدّ الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية في أبوظبي محفزاً قوياً وملهماً للتغيير يمس كل ركن من أركان العالم.