مدن المستقبل طاقة متجدِّدة وخدمات ذكية
التكنولوجيا والمعرفة أساس تحويلها واستدامتها وترسيخ السعادة لدى مدن المستقبل
نعلم جميعاً أننا نعيش في مجتمع قائم على التكنولوجيا ويعتمد عليها وعندما نتحدث عن الابتكار، فإنه لا بد من التحدث عن الابتكار في المدن المستقبلية.
علينا أن نسأل أنفسنا: هل التكنولوجيا نوع من الابتكار؟ وهل وسائل النقل، على سبيل المثال، لها علاقة بالابتكار التكنولوجي؟ وهل بناء المدن الذكية له علاقة بإقامة الشراكات مع الآخرين، أم لها علاقة بنماذج الابتكار في مجال الأعمال، وبكيفية بناء وابتكار نموذج للأعمال؟ عندما نتحدث عن مستقبليات مدن المستقبل فإنه لا بد وأن تبرز دبي علامة فارقة في هذا الشأن الذي تسعى إليه الدول المتقدمة لتكسو دولها بلباس التطور والازدهار، وقاطنيها بالرفاهية والسعادة. قمة المعرفة في نسخة العام 2016 ، كانت مع مدن المستقبل، ودور المعرفة في تعزيز وتسريع توجه المدن نحو المستقبل المليء بالفائدة والازدهار والتنمية المستدامة. نخصص هذا العدد للتوجه إلى الآراء والأفكار التي أدلى بها سعادة سعيد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وسعادة الدكتورة عائشة بطي بن بشر، للحديث عن عوامل وسمات مدن المستقبل، والتوجهات التي سلكتها إمارة دبي للوصول إلى مصاف الدول العالمية في مجال الطاقة والخدمات الذكية.
تنفيذ
إضاءاتنا على هذه الجلسات المعرفية الهامة التي عقدتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، تعرّف بمدى ما تسعى إمارة دبي إلى تحقيقه في مجال الطاقة وتطوير الخدمات التي تقدمها لجميع القاطنين فيها. وهي إن دلت فإنها تدل على أن خططها التي تعمل عليها جميع قطاعاتها تخضع لدراسة وتنفيذ واضح ودقيق، بحيث تكون الأرقام على أرض الواقع شاهداً حياً لتلك الخطط التي استعرضها المسؤولون وأصحاب القرار في مؤتمرات المعرفة التي تعقدها المؤسسة على أرض دبي.
استعرض سعادة سعيد الطاير في بداية حديثه المشاريع الخضراء في دبي؛ مبيناً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أعلن مشروع دبي للطاقة النظيفة حتى سنة 2050 ، وسوف يكون منها 70 % طاقة نظيفة، ومجمع محمد بن راشد للطاقة سوف يزود المدينة بنحو 4000 ميجاواط، وتتكلف 50 مليار درهم، وسوف تخفض من انبعاثات الكربون بنسبة كبيرة. والمبنى الجديد (مبنى الشراع) يقع في منطقة الجداف ويسع 5000 موظف، وفيه أجهزة حديثة وذكية ومرتبط بالمترو، وهو خالٍ من الانبعاثات الكربونية، وسوف يعمل على تصدير واستيراد الكهرباء من الشبكة. وأوضح الطاير أن استثمارات دبي المستقبلية تبلغ 65 مليار درهم، وأن لديها مشروعات أخرى تبلغ 3500 ميجاواط، إضافة إلى مشروع حتا.
مجمع محمد بن راشد للطاقة
سوف يزود المدينة بنحو 4000
ميجاواط وبتكلفة 50 مليار
درهم
أساس تكنولوجي
وأضاف الطاير: «نسعى لتنفيذ خطة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، وتنفيذاً لرؤية دبي كمدينة ذكية ومترابطة تشكّل التكنولوجيا فيها الأساس لتحويلها إلى مدينة ذكية، وخلق حياة سعيدة للمواطنين، وجذب الاستثمارات والسياح. وفي إطار جهودنا لتحويل دبي إلى مدينة ذكية أطلقنا عدة مبادرات، منها: مبادرة شمس دبي التي تبلغ 100 ميجاواط، وهي عبارة عن تحويل الفائض من الطاقة إلى الشبكة، وهنالك مبادرة الشاحن الأخضر المنتشرة في أنحاء الإمارة، ولدينا بنية تحتية قوية تشمل 11 برنامجاً لدعم الشبكة الذكية، كما نهتم بالإنتاجية وتقليل الفاقد بحلول 2030 . ورؤيتنا أن نكون مؤسسة مستدامة مبتكرة على مستوى عالمي، والفاقد الكهربائي 3.3 ونتوقع خفضه هذه السنة، بينما يبلغ عالمياً 6 أو %7 . وبحلول 2020 سيكون لدينا 1000 ميجاواط من الطاقة الخضراء، وسوف نفتتح مشروع ألواح الطاقة الضوئية العام المقبل. وقد أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة الاقتصاد الأخضر الذي سيتم بمشاركة الأمم المتحدة ونتوقّع أن تشارك فيه 190 دولة، وسنركّز على المجتمعات المدنية، وسيجري إنشاء صندوق الاقتصاد الأخضر برأس مال يبلغ 100 مليار درهم، إضافة إلى تنويع مصادر الطاقة ونحن نعتمد على الغاز بنسبة 100 %.
إضاءة
يتمتع سعادة سعيد الطاير بخبرة طويلة في مجالات الاتصالات والطاقة والمياه، ومنذ تولي إدارة الهيئة في عام 1992 أسهم بشكل أساسي فيما حققته من نجاحات غير مسبوقة جعلتها في طليعة أرقى المؤسسات الخدماتية العالمية المتميزة على مختلف الصُّعد المحلية والإقليمية والعالمية. وبمبادرة من سعادته تم تأسيس العديد من الشركات الناجحة مثل مؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي (إمباور) وغيرها. وهو عضو في المجلس التنفيذي لإمارة دبي. وقد حصل سعادته على عدد من الجوائز المرموقة.
أما سعادة الدكتور عائشة بن بشر فتمتلك أكثر من 20 عاماً من الخبرة في مجال المعلومات والاتصالات وتطوير التكنولوجيا في القطاعين العام والحكومي. وقد شغلت سابقاً منصب المدير العام المساعد في المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وهي حائزة على درجة الدكتوراه في الإدارة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، ودرجة الماجستير في الفلسفة في البحوث والسياسة في مجال الهندسة والعلوم والتكنولوجيا من كلية مانشستر للأعمال.
الأكثر استدامة وذكاءً
تمتلك القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة رؤية لاستشراف المستقبل، وجعل الدولة الأكثر استدامة وذكاءً، وذلك تماشياً مع رؤية الدولة 2021 ، وفي ذلك يقول سعادة سعيد الطاير: «نعمل على تحقيق رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وخطة دبي 2021 والاستراتيجية الوطنية للابتكار وخطة دبي للابتكار لجعل دبي المدينة الأكثر ابتكاراً وتحويلها إلى مدينة ذكية ومستدامة ومتكاملة ومتصلة. ووفق رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فإن مدينة دبي هي مدينة المستقبل، هي المدينة الذكية التي تتيح كل مرافقها وخدماتها بطريقة إلكترونية دقيقة ومترابطة».
عناصر النمو
ويوضح الطاير أن التكنولوجيا تشكِّل جانباً مهمّاً لتحويل المدن إلى مدن ذكية، وتساعد الابتكارات التكنولوجية المستخدمة بطريقة فعالة على تعزيز تجربة حياة سعيدة للمواطنين والمقيمين. ومن أهم العناصر اللازمة لنمو وتطور المدن الذكية هو التعاون الوثيق مع المعنيين وجهات التطور الحضاري أو مقدمي خدمات الاتصالات والمواصلات التعليم والصحة وغيرها من القطاعين الحكومي والخاص. فهناك حاجة لبناء القدرات لدى المجتمع في التعامل مع التقنيات الحديثة بشكل فعال وكفء وخصوصاً مع التطور السريع.
قصة نجاح
سعادة الدكتورة عائشة بطي بن بشر، وقفت عند قصة نجاح دبي المختلفة جذرياً مع تجربة الحكومة الذكية، تلك القصة التي قادها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عندما أعلن أن الهدف اليوم هو إسعاد الشعب، حيث تم إدخال مفهوم جديد على إدارة المدن، بحيث يكون الشعب هو مركز خدمات المدينة، سواء أكانت خدمات حكومية أو غير حكومية، وتم التوجيه بأن تكون خدماتها الذكية ترتكز على أربعة أمور: تقديم تجارب كفؤة وسلسة وآمنة وغنية. في تلك الجلسة التي كانت في العام 2016 ، أعلنت الدكتورة عائشة أن علينا في غضون ثلاثة أعوام تقديم 100 مبادرة و 1000 خدمة ذكية، وأن حكومة دبي الذكية قد قطعت شوطاً كبيراً في الطاقة والنقل والخدمات الحكومية، وستركز على الاقتصاد الذكي وقطاع الحياة الذكية؛ موضحة أن إمارة دبي تسبق الكثير من دول العالم في القطاعات الأخرى، وأنه لا يمكن أن نتكلم عن المدن الذكية دون التركيز على البيانات ووفرتها.
تمتلك قيادة الإمارات رؤية
لاستشراف المستقبل وجعلها
الدولة الأكثر استدامة وذكاءً
سهولة حياة
وأضافت الدكتورة عائشة بن بشر: «في العام 2014 أعطانا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم توجيهاً للحصول على آراء المواطنين باستخدام الموبايل؛ لمعرفة مدى سعادتهم بسهولة الإجراءات وسهولة الحياة، فقد وصلنا إلى نسبة 89 % من مستوى السعادة، وأنتم ترون أن البرامج التكنولوجية الجديدة كافة سهلة ويمكن تنزيلها بسهولة، ولكننا نريد منصة واحدة تخاطب الحكومة المواطنين عبرها، ويناقش المواطنون الحكومة عبرها، وكذلك يمكن إنهاء الإجراءات الحكومية عبرها؛ كالأوراق الرسمية ورخصة السيارة وغيرها، ويمكن أيضاً عن طريق هذه المنصة الحصول على مساعدة إلكترونية لإقامة المشاريع التجارية.