تاريخ العرب الجديد
انطلق مسبار الأمل نحو وجهته التي رسمتها له دولة الإمارات، وفي موعده المحدد رغم كل ما عصف بالعالم من تحديات، ووصل إلى مداره حول كوكب المريخ بنجاح في الوقت الذي تم حسابه بدقة، ليكون المسبار الإماراتي والعربي الأول الذي يسجِّل للعرب تاريخاً جديداً بأول انطلاقة لهم نحو الكوكب الأحمر. هو مسبار الأمل بولادة جديدة لأبناء العرب، يتكلم بلسان الإنجاز عن تلك المعجزة الوحدوية التي انطلقت منذ خمسين عاماً، ويبشِّر بانطلاقة نوعية للصناعة التقنية المحلية على أيدي المهندسين الإماراتيين الذين أسست فيهم دولتهم الإصرار والعزيمة والخبرة الكافية لصنع مفخرة جديدة لهذه الدولة الرائدة تتجاوز حدود الأرض لتطاول ما بعد عنان السماء، وتحقق إنجازاً تاريخياً سطر بداية عهد جديد لأبناء العرب.
فرحة عربية عبَّر عنها أبناء الأمة العربية على كافة المستويات الرسمية والشعبية، ما يعطي صورة ناصعة لنهج الإمارات الذي يعمر وينجز لإعلاء الراية ومتابعة مسيرة العلماء العرب الذين خطوا أولى الخطوات نحو اكتشاف العالم الخارجي، ورسموا أول خريطة للأرض قبل أن تتجاوز أجسامهم حدود الكوكب، متسلحين بمعارف حسابية وجغرافية وصفاء عقلي وروحي أهَّلهم لسبر أغوار الكون واستنباط أسراره.
هذا الإنجاز التاريخي بوصول مسبار الأمل إلى المريخ هو أعظم احتفال
بالذكرى الخمسين لقيام اتحاد الإمارات، ويؤسس لانطلاقتها الجديدة
في الخمسين عاماً المقبلة.. مع أحلام وطموحات لا سقف لها...
سنواصل تحقيق الإنجازات وسنبني عليها إنجازات أكبر وأعظم
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
بمناسبة نجاح مهمة مسبار الأمل ووصوله إلى مداره
خمسون عاماً والإمارات تستثمر في أبنائها ومقدَّراتها لتحتفل باقتراب يوبيلها الذهبي وقد غرست رايتها التي تعاين كوكب المريخ، وترسل إلى مركز الفضاء الإماراتي بكل جديد عنه لتحليله ودراسته، واقفة بذلك أمام الدول المتقدمة التي أضحت بعثاتها إلى المريخ علامة فارقة ونقطة مضيئة لم يصل إليها إلا دول معدودة على أصابع اليد.
خمسون عاماً مدة قصيرة في عمر الكثير من الدول، عملت فيها الإمارات وأسَّست لهذه اللحظة بجهد وتخطيط، وقد درَّبت أفضل الكوادر البشرية الإماراتية، الذين رفعوا الراية، وصنعوا المجد الإماراتي الفضائي، فكانوا مناراً للأجيال القادمة من أبنائنا، وأسوة لهم في التفاني والاجتهاد للوصول بوطننا الغالي نحو القمم التي عوَّدتنا القيادة الإماراتية على ملازمتها. قيادة الإمارات التي أضحت مثالاً لوحدة الكلمة، تعمل لرفعة وطنها وتسعى ليصبح أبناؤها رواداً في صناعة الغد وريادة الفضاء، بعد التفوق والريادة في كافة مناحي الحياة على الأرض.
«هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا المثابرة على مشروع ظهرت فكرته أواخر العام 2013 على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي تابعه لحظة بلحظ، حتى وصوله إلى وجهته بسلام ». كلمات من ذهب صدرت من قائد عظيم هو صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث تُبرز حجم الإنجاز والتخطيط الذي يعمل عليه الشيخ محمد بن راشد لإنجاز المهمة؛ إذ لم يكن ليعرف هذا الإنجاز التاريخي طريقه بمجرد الأحلام، بل ثمة عمل وتأسيس وجهد وخبرات ودراسات تمت لتأسيس أولئك الثلة من أبناء الوطن الذين عبروا التاريخ واجتازوا بمسبار الأمل حدود الفضاء.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «وصول مسبار الأمل هو إيذان ببدء احتفالات دولة الإمارات بعامها الخمسين، باليوبيل الذهبي، احتفالاتنا مختلفة.. علمية.. حضارية.. ملهمة.. لأننا نحاول أن نبني نموذجاً تنموياً.. نموذجاً يقول للشباب العربي: نحن أهل حضارة.. وسنعيد استئناف حضارتنا بإذن الله بهم وبسواعدهم».
نفخر بعلمائنا الذين افتتحوا البداية المباركة للنهضة الإماراتية القادمة، وكانوا نبراساً لإخوانهم في الإبداع الفضائي، الذين قال بشأنهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «شباب الإمارات المتسلحون بالعلم والمعرفة هم الذين سيقودون مسيرتنا التنموية والنهضوية للخمسين سنة المقبلة.. ومشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أسهم في بناء كوادر إماراتية عالية الكفاءة مؤهلة لتحقيق المزيد من الإنجازات في قطاع الفضاء».
شكراً... نقولها لمحمد بن راشد؛ القائد الملهم الذي صنع المجد الإماراتي واجتاز بأبنائه العالم نحو العوالم. نقولها لقيادتنا الرشيدة، التي أثبتت سموّ همتها وسداد خطاها من خلال التمسك بنهج زايد الخير، الذي بنى اتحاداً أضحى له شأن عظيم بين دول العالم المتقدِّم.
نقولها للمهندسين الإماراتيين الأفذاذ، الذين تفخر بهم دولتهم وتعتز بهم قيادتهم، ونؤسس على إبداعهم وتفوقهم مرحلة جديدة من مراحل الريادة الإماراتية. نقولها لأبنائنا وبناتنا الذين نعدّهم لإتمام المهمة، والمسير نحو أبعد من المريخ، حيث النجاح الذي لا يعرف حدوداً، والابتكار الذي تعمل القيادة على زرعه فيهم.
ولأبناء أمة العرب نقول: إنجاز الإمارات مفخرة لنا ولكم، بنى آباؤنا مجداً نفخر به جميعاً، وسطَّرت أقلامهم إبداعات علمية ختموا عليها اسم العرب، وكانت لهم بصمات خير ومعرفة على العالم المتحضر أجمع. والإنجازات الإماراتية ستكون باباً نعيد من خلاله أمجادنا، ونحفر به سؤددنا؛ ليبقى لسان الإنجاز والريادة الإماراتي مصدر عز وفخر لكل أبناء وطننا العربي الكبير.