آرابليت: نافذة الثقافة العربية على العالم
تُروِّج صحفية من الولايات المتحدة بشغف ونشاط كبيرين لأدب العربي بين قرّاء الإنجليزية، عبر موقع إلكتروني، ربّما هناك القليل مثلها بين أبناء لغة الضاد.. لكن من هي هذه الصحفية؟ وماذا تفعل في خدمة الثقافة العربية؟
مارسيا لينكس كوالي (Marcia Lynx Qualey) صحافية أميركية مستقلة تقيم في القاهرة، حاصلة على ماجستير في الكتابة الإبداعية من جامعة مينيسوتا. وهي محرّرة ومؤسسة موقع (https://arablit.org) المتخصص في نشر الأدب العربي باللغة الإنجليزية، وتصدر عنه مجلة فصلية متخصصة، وجائزة سنوية خاصة بترجمة القصص القصيرة من العربية إلى الإنجليزية.
يعدّ موقعها الإلكتروني من أكثر المواقع النشطة والحيوية في نشر الأدب العربي بين قراء الإنجليزية، ويواكب أحدث المستجدات على الساحة الأدبية العربية، بما فيها أدب الطفل.
نالت مارسيا في مارس 2017 جائزة «مبادرة الترجمة الأدبية » في معرض لندن للكتاب، عن تكريسها جهدها الشخصي في موقعها الإلكتروني المتميّز لخلق تفاهم ثقافي يتجاوز حدود العالم العربي، وهي صحافية مرموقة نشرت وتنشر في العديد من الصحف الصادرة بالإنجليزية عن الأدب العربي، من بينها «غارديان ». كما تعمل على العديد من المشاريع الخاصة بالأدب العربي مثل «كتاب صوتي » و «مكتبة الأدب العربي».
بدأت بتعلّم اللغة العربية منذ 2001 ، حينما زارت القاهرة لأول مرة، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف علاقتها مع العالم العربي عبر الأدب والترجمة. التقتها «ومضات » وحاورتها عن عملها الخاق في الترويج لأدب العربي، واحتضان المواهب الإبداعية في الترجمة، وإصدارها لمجلة أدبية وإطلاق جائزة خاصة بالقصة القصيرة.. نقرأ المزيد في التالي:
* كيف تديرين وتحدّثين الموقع، وكيف تختارين الأخبار والمحتوى بشكل عام؟
لحسن الحظ، يرسل لي الكثير من الأشخاص الأفكار والاقتراحات والتحديثات والأخبار بشكل مستمر. الإشكالية دائماً هي في إيجاد الوقت الكافي لوضع هذه الأفكار معاً. في المستقبل، آمل أن أرى نافذة إعلامية مشابهة لموقع "آرابليت"، ويكون له رئيس تحرير يتقاضى أجراً مقابل عمله، ويمكنه القيام بذلك بدوام كامل. والشيء بالشيء يذكر، يوجد موقع إلكتروني يسمى »Arabstages« يحتوي على بعض الأعمال المثيرة للاهتمام حول المسرح العربي. يتم تمويله من قبل مركز مارتن إي سيجال للمسرح.
لدى «آرابليت » جمهور متنوع من القراء يجمع الطاب الشباب والأكاديميين المحترفين والمترجمين والمؤلفين. لذا أحاول اختيار المواد التي تهم أوسع شريحة ممكنة من المتابعين. يحتاج الموقع بشدة إلى إعادة التصميم وإعادة النظر فيه، من أجل تنظيم محتواه بشكل يناسب زوّار الموقع المختلفين. لكن ليس لدي هذا النوع من الوقت أو الخبرة في التصميم والجانب التقني.
* هل تعتقدين أن جائزة القصة في موقع "آرابليت" أسهمت في انتشار الأدب العربي بين قرّاء الإنجليزية؟
في الحقيقة، لا أعرف ما إذا كانت جائزة القصة قد أحدثت أي تأثير حتى الآن. عمرها عام واحد فقط. أحب أن يكون هناك اهتمام أعمق بجودة الترجمة الأدبية من العربية إلى الإنجليزية، واهتمام أكبر بالابتكارات الأدبية، وكذلك بنموذج القصة القصيرة.
* لقد بدأتِ في الآونة الأخيرة بنشر مجلة "آرابليت" الفصلية.. كيف يمكنك تحمّل تكاليف الطباعة؟ هل هناك أي اختاف من حيث المحتوى مع الموقع؟
في الواقع، لا أدفع مقابل الطباعة، لأنني أستخدم خيار "الطباعة عند الطلب" من موقع "أمازون" العالمي. هذا الخيار يعاني من عيوب، لكن ليس لدي المال للاستثمار في الطباعة. الأموال التي نحصل عليها من مبيعات المجلة تذهب مباشرة إلى المساهمين. أي مردود يأتينا من المجلة، حتى ولو كان دولاراً واحداً، يذهب لتغطية مستحقات المساهمين في العدد اللاحق.
أما من ناحية التعامل مع المحتوى في الموقع والمجلة، فهما مختلفان جداً. الموقع تفاعلي إلى حد كبير ومواكب لما يصدر وينشر. وأستجيب في الغالب للأشياء التي تجري في الخارج، دون أن آخذ الوقت الكافي لتصور أو تشجيع عمل إبداعي جديد. أما مجلة "آرابليت" الفصلية، كما آمل، فهي مكان للمزيد من العمل المدروس الذي يحدد اتجاهه الأدبي الخاص.
* كمتخصصة في متابعة الأدب العربي.. كيف تجدين حالة الأدب العربي المعاصر؟
لن أسمّي نفسي متخصصة، فهناك العديد من المتخصصين الأكاديميين المذهلين. يمكنني القول إنّ خبرتي عامة، فا أركز على النهضة في لبنان أو على مصر في منتصف القرن العشرين أو الروايات الغرافيكية أو السيرة الذاتية أو الخيال العلمي من دول المغرب العربي. أنا مهتمّة بكل شيء! أحب كتب الصور للأطفال بقدر ما أحب القصص الأدبية المتطورة. لذلك "الأدب العربي المعاصر" هو مساحة واسعة ومتنوعة بشكل هائل. أفترض أن ما يشترك فيه الجميع هو العقبات: عدم كفاية شبكات التوزيع، أو عدم كفاية المكتبات العامة أو غيابها، والصعوبات في الحصول على الدعم المالي، وانعدام الثقة العامة وإلقاء المسؤولية على الآخرين، وصعوبات الوصول إلى الجماهير المناسبة. ومع ذلك، فإن المؤلفين يصرون على النشر والاستمرار.
* كيف يمكن بناء علاقة حقيقية بين القارئ الإنجليزي والأدب العربي اليوم؟
أعتقد أن مشاريع مثل المجلة الأدبية الفصلية (koreanliteraturenow.com )، ومعهد الترجمة الأدبية في كوريا، تقدّم خرائط عملية جيدة لما هو ممكن بشأن بناء هذه العلاقة الأدبية من ناحية الأدب العربي. هذه الأشكال من المشروعات تأخذ تمويلاً غير مشروط أو على الأقل تكون غير خاضعة للرقابة.