الاستثمار في المعرفة - كلمة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم
ونحن نحتفل بذكرى مرور خمسة عقود على تأسيس الإمارات، علينا أن نفخر بوطننا الغالي الذي لم يترك مكاناً في مختلف جهات الأرض إلا وقدَّم كل ما من شأنه أن يؤكد أن اسم الإمارات أصبح مقروناً بالخير والسام والمحبة وحب المعرفة والارتقاء بكرامة الإنسان.
امتدت أيادي الإمارات البيضاء إلى كل مناحي الحياة، وكرَّمت كل فرد صاحب فكرة تنموية أو مشروع تطوعي أو برنامج خيري، مما أدى إلى تحسين واقع المحيطين به، والارتقاء بمجتمعه المحلي. من هنا نفهم مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تغريدته حول الموسم الثالث من مبادرة «صناع الأمل»: «نكرم نماذج استثنائية في رحلة البحث عن الإنسان بداخل كل إنسان».
هي الإمارات التي وضعت الإنسان على قائمة أولوياتها، واستثمرت في كل ما من شأنه أن يحفظ آدميته ويصون كرامته، انطلاقاً من قيمنا السمحة وتراث الآباء المؤسسين لدولتنا، فأطلقت برنامجاً متكاماً لمحو الأمية، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة «تحدي الأمية »، التي تستهدف 30 مليون شاب وطفل عربي حتى عام 2030 ، وأطلقت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ملتقى تحدي الأمية، سعياً إلى التركيز على الأدوات والوسائل التي تنهض بالمستوى التعليمي لدى أبناء المجتمعات العربية، وصولاً إلى إمدادهم بالوسائل التي تجعلهم منخرطين في الحقل المعرفي الذي تبنى به الأوطان. فالأمية لم تعد تقتصر على أمية القراءة والكتابة فحسب، ولكنها تشمل أيضاً الأمية التكنولوجية؛ فا مكان لإنسان يفتقد أبجديات المعرفة بين العرب في المستقبل المنظور، والتكريم ممتدُّ الأفق متاح للأفراد والمؤسسات والحكومات وعلى مستوى عربي.
رسالة الإمارات رسالة أمل وتفاؤل
بقدرتنا جميع على صنع التغيير
الإيجابي لمجتمعاتنا.محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدة على «تويتر»
بمناسبة الموسم الثالث من «صناع الأمل»
هذا إضافة إلى المبادرات والبرامج الأخرى التي تستهدف النهوض بالحالة المعرفية، فتحدي القراءة العربي على سبيل المثال يهدف إلى إعداد جيل قارئ ومثقَّف، يستطيع أن يدخل في سباق مع الزمن ويتجاوز الفجوة العلمية التي تفصل العالم العربي عن الآخرين.
إذن فنحن أمام مشروع متكامل للنهوض بالإنسان، من خال مختلف المفردات التي تنمي أوجه الحياة؛ ففي محو الأمية والتعليم، لا تدخر الإمارات وسعاً في الوصول إلى مجتمع عربي يخلو من الأميين، وفي تزويد مدارسنا وجامعاتنا بأحدث المناهج ونظم التدريس العالمية؛ في البحث العلمي لا يخلو شهر إلا ويعقد مؤتمر متخصص في الطب أو الفضاء أو الذكاء الاصطناعي، وخصصنا شهراً كاماً للابتكار وآخر للقراءة.
وفي كل هذه القطاعات، لا يبخل وطننا الغالي بخبراته على كل من يحاول الاستفادة من التجربة الإماراتية التي تتراكم يوماً بعد يوم.
التجربة الإماراتية نموذج يحتذى في التنمية الاقتصادية، وفي تطوير البنية التحتية، وفي الشغف بالأفكار الجديدة والمبتكرة، وأيضاً في التخطيط للنهوض بالمعرفة عبر مراحل متعددة ومتكاملة. التجربة الإماراتية مثال نادر على النجاح في الاستثمار في العقل، وفي تكريم كل من يبحث عن الإنسان داخل الإنسان، ويسهم ولو بقدر ضئيل في توفير حياة أفضل للآخرين، وتغيير واقعهم بإيجابية.
هي الإمارات عندما تخطط لكي تستثمر في المعرفة وتنفِّذ خططها وبرامجها في هذا التوجه بعزيمتها القوية. ونحن كما نجحنا في مجالات عدَّة وبهرنا العالم، نستطيع أن ننجح في ذلك الاستثمار ونغيِّر أبعاد الخريطة المعرفية للعالم العربي خال عشر سنوات.
ولذلك، ونحن نستعد للاحتفال بالخمسين، علينا أن نفرح؛ فالإمارات لا تتربع في وجدان أبنائها وحسب، ولكنها تملك شغاف قلب كل محب للإنسانية.