منى الكندي: تحدّي القراءة العربي ينمّي المعرفة المستدامة
يهدف تحدي القراءة العربي إلى تشجيع الطلاب على القراءة عبر نظام متكامل من المتابعة طيلة العام، بحسب ما أكدته منى الكندي الأمين العام لتحدي القراءة العربي خلال جلسة «تحدي القراءة العربي: نحو تنمية معرفية مستدامة » التي أقيمت ضمن فعاليات «قمة المعرفة »2019 التي نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، في نسختها السادسة تحت شعار «المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة » خلال الفترة من 19 إلى 20 نوفمبر 2019 بمركز دبي التجاري العالمي.
استهلت منى الكندي الجلسة بالحديث عن مبادرة تحدى القراءة العربي وانطلاقها منذ أربع سنوات، قائلة: «كان معدل مستوى القراءة عند النشء لا يتجاوز ست دقائق، ولكننا لم نضيّع الوقت في التركيز على الجانب السلبي، حيث إننا نؤمن أن هناك نوراً وأملاً في كل أزمة، فعندما تترسخ الثقافة والمعرفة تذوب أمامها جميع المشكلات مهما كانت شدتها، وتساعدنا على إيجاد العديد من الحلول السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكان السؤال الأهم في هذه المرحلة هو: لماذا لا يقرأ أبناؤنا؟
وتابعت: «في 2015 كانت نقطة البداية مع إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أول مبادرة معرفية وثقافية من نوعها على مستوى الوطن العربي، كما كان من أهم الدوافع التي أسهمت في انطلاق تحدي القراءة، هو الإيمان بوجود الطاقات والقدرات عند أطفالنا وشبابنا الطلاب والطالبات في الوطن العربي، كما أنها تسهم في بناء الإنسان وأيضاً لنشر الوعي والثقافة عند هذا الجيل، وترسيخ وتعزيز الرابط بينهم وبين الكتاب من جديد، وتجديد علاقتهم بالكتب غير المدرسية .» وأوضحت الكندي أن تحدي القراءة العربي يجعل الطالب المشارك يقرأ 50 كتاباً، خلال شهور العام الدراسي الواحد، ثم يقوم بتلخيصها في خمسة جوازات سفر، بمعدل 10 كتب في كل جواز سفر، وهنا يكمن بيت القصيد، حيث إن القارئ يكتسب كمية هائلة من الكنوز المعرفية الموجودة في كل كتاب، خلال رحلة القراءة، وتجعل منه سفيراً يحمل معه كماً هائلاً من الثقافة والمعرفة. وأشارت إلى أنه في 2016 مع نهاية الدورة الأولى، كانت المفاجأة التي فاقت كل التوقعات، حيث شارك فيها ثلاثة ونصف مليون طالب وطالبة من أبناء الوطن العربي حول العالم من 19 دولة وأبناء الجاليات العربية في الخارج، ومجموع المدارس 29.8 ألف مدرسة.
وعلقت على ذلك بالقول: «لم يقتصر اختيار أبطال التحدي على الوطن العربي وحسب، ولكن كان هناك فئة خاصة لأبناء الجاليات العربية الذين يعيشون في البلاد الغربية، إضافة إلى فئات الطالب العربي، والمدرسة المتميزة التي تبذل الجهد الكبير في رفع مستوى الطلاب المشاركين عن طريق البرامج والأساليب التحفيزية، وأيضاً المشرف المتميز والداعم الأول للقارئ في المدرسة، ووصولاً إلى العام 2019 زاد فخرنا بأبنائنا حيث اشترك في التحدي أكثر من 13 ونصف مليون طالب و 67 ألف مدرسة و 49 دولة .» ولفتت الكندي إلى أن «المبادرة المعرفية الجديدة «أمة تقرأ » أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإثراء أكثر من ثلاث آلاف مكتبة تضمّ ما يقارب خمسة ملايين كتاب في الأماكن ذات النقص الشديد للكتب في الدول العربية، حتى يصل الكتاب لكل قارئ، وتعزيز القراءة باللغة العربية لدى الأجيال الحالية والقادمة، إذ إن القراءة هي السبيل لاكتساب القدرات المعرفية المستدامة اللازمة للتفاعل مع عصر المعرفة وثورة المعلومات، وتم العمل على هذه المبادرة بالتنسيق مع وزارات التربية والتعليم، ودور النشر، إضافة إلى تنظيم ورش عمل تدريبية مع المشرفين».
نعمل جميعاً كفريق واحد، ولذلك أصبح تحدي
القراءة مشروع وطن، وليس مبادرة دولة واحدة،
وهدفنا الأهم تعزيز دور الكتاب في حياة أبنائنا
وترسيخ القراءة قيمةً مجتمعية مستدامة.
وقالت الكندي أيضاً: إن تحدي القراءة العربي يهدف إلى تشجيع الطلاب على القراءة عبر نظام متكامل في المتابعة طيلة العام الأكاديمي، واستخراج المواهب الكامنة بداخلهم، كما أن المعرفة والاطلاع يترك أثراً فعالاً في علاقتهم مع أقرانهم وعائلتهم ويكونون نماذج إيجابية يحتذى بها، إضافة إلى أن الكنوز المعرفية تطور من شخصياتهم، وتجعلهم أصحاب أفكار متجددة ومتطورة في المستقبل، وفي كل دورة هناك دائماً إضافة جديدة ومفاجآت لتطوير الثقافة والمعرفة التي ينشدها الطالب العربي. وفي 2019 حرصنا على تكريم أبطال التحدي من خلال برنامج تلفزيوني تربوي ثقافي ترفيهي، اقترب على مدار حلقاته من هؤلاء المشاركين، وسلط الضوء على مثابرتهم وطاقاتهم المتجددة التي تعد النواة الأولى في بناء الإنسان والمجتمع، فهم سفراء الغد الذين سيحافظون على هوية اللغة العربية ونشرها في العالم.
وفي ختام الجلسة، أعربت الكندي عن سعادتها بالنجاح الباهر لتحدي القراءة العربي، بما أحدثه من تغيير ملحوظ في الحراك الثقافي والاستدامة المعرفية، وتشجيع الطلبة والطالبات على خوض التجربة والمثابرة للحصول على لقب بطل التحدي، وخاصة مع اهتمام وزارات التربية والتعليم من جميع الدول المشاركة، معلقة: «نعمل جميعاً كفريق واحد، ولذلك أصبح تحدي القراءة مشروع وطن، وليس مبادرة دولة واحدة، وهدفنا الأهم تعزيز دور الكتاب في حياة أبنائنا وترسيخ القراءة قيمةً مجتمعية مستدامة».