الشباب في قمم المعرفة: وجوه لا تغيب عنها الأضواء
استحوذوا على محاور وجلسات المنصة المعرفية الأبرز عالمياً
حاز الشباب في قمم المعرفة التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة حظاً وافراً من الاهتمام، وكانوا محاور قمم بأكملها وحاضرين بقوة، إما في جلساتها المختلفة، أو في محاور ندواتها واجتماعات القادة والمعنيين بالشؤون المعرفية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، وغيرها. فالشباب هم الوقود المولد للإبداع، والعنصر المؤثر في المجتمعات التي تتطلع إلى الازدهار والتنمية، لذا كانت الدول التي يمسك شبابها بدفة الإدارة والقيادة رائدة في كافة عمليات التنمية والتطوير، وكذلك فإننا نجد أن الشركات التي أسست حديثاً من قبل الشباب أضحت أعظم الشركات على مستوى العالم، وأن قادتها من أشد الناس حظوة في لفت الأنظار إلى إنجازاتهم الباهرة التي سبقوا بها، حتى أضحت شركاتهم التي يقودونها تملك ميزانية تفوق ميزانيات دول مجتمعة.
حجر الأساس.. قمة المعرفة 2019
ولتكن البداية من النهاية، فقد كان الشباب في قمة المعرفة 2019 على أجندة ندوات وجلسات القمة التي نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تحت شعار «المعرفة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ». إذ ناقش عدد من جلسات القمة دور الشباب وتفعيل طاقاتهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ففي جلسة نقاشية بعنوان «الشباب.. الحجر الأساس في التنمية المستدامة"، تم مناقشة دور الشباب في إحداث التغيير الإيجابي، ومدى تأثرهم وتأثيرهم في مسيرة تحقيق التنمية المستدامة. وقد خلصت الجلسة إلى أن للشباب العربي دوراً حيوياً في أوطانهم للقيام بدور حيوي وفاعل في تطوير مجتمعاتهم، ولذلك فإن جميع الفرق القائمة على المبادرات هي من الشباب ليتم ترجمة أفكارهم إلى مشروعات عملية تكون بمنزلة عناوين لخدمة آلاف الشباب في مختلف أرجاء الوطن العربي. وكان من نتاجات قمة المعرفة للعام 2019 ، إطلاق عدد من المبادرات والمشروعات الداعمة للشباب، ومن أهمها «منصة أبحاث الشباب »، التي أطلقتها المؤسسة الاتحادية للشباب في دولة الإمارات على هامش قمة المعرفة 2019 ، والتي تهدف إلى جمع الأبحاث الشبابية، إضافة إلى تحفيزها للمزيد من العمل على اكتساب المعرفة والعلم، ومبادرة «منصة معرفة للتعاون » التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي، ومبادرة «قياس المعرفة الذكي » التي أطلقتها شرطة دبي ومبادرة «بصمة شبابية » لمجلس شباب أبوظبي، وغيرها من المبادرات العديدة التي تهدف إلى المساهمة في بناء مجتمعات المعرفة المستدامة ودعم الشباب.
جلسات أبرزت دور الشباب في
إحداث التغيير الإيجابي ومدى
تأثرهم وتأثيرهم في مسيرة
تحقيق التنمية المستدامة
الشباب ومستقبل اقتصاد المعرفة 2018
الشباب في قمة المعرفة 2018 كان المحور والشعار والمرتكز الذي قامت عليه، فقد أقيمت قمة المعرفة في دورتها الخامسة 2018 تحت شعار «الشباب ومستقبل اقتصاد المعرفة »، وهي في ذلك تواكب في جلساتها ونقاشاتها رؤية الإمارات لبناء اقتصادٍ تنافسيٍّ قائمٍ على الاستثمار في المعرفة، وداعمٍ لمفاهيم الابتكار والإبداع، كما تسعى للمساهمة في تحقيق أهداف الأجندة الوطنية للشباب الرّامية إلى تمكين ودعم الشباب، وتقديم الفرص لهم لاستثمار قدراتهم وإمكاناتهم في خدمة مجتمعاتهم ضمن مسيرة التنمية المستدامة. وقد ناقشت «قمّة المعرفة »2018 تأثيرات عدد كبير من الموضوعات الرئيسة ذات الصلة بقطاعات الشباب واقتصاد المعرفة، وطرق تحوُّل المجتمعات من مستهلكة للمعرفة إلى منتجة لها، وذلك بمشاركة نخبة من صنّاع القرار والمختصين والأكاديميين، ضمت أكثر من 100 متحدِّث من مختلف دول العالم. كما استعرضت القمّة، من خلال 45 جلسة نقاشية وورشة عمل، قصص نجاح مجموعة مميّزة من روّاد الأعمال الشباب. ومن تلك الجلسات جلسة «توطين المعرفة لاستيطان الفضاء ،» التي شهدت إقبالاً لافتاً من الشباب الإماراتي للالتحاق ببرامج الفضاء، وسلطت الضوء على دورهم في استكشاف الفضاء الخارجي، وشغفهم بالالتحاق ببرنامج الفضاء والمشاركة في الأبحاث العلمية بمحطة الفضاء الدولية، هو إقبال لافت وغير مسبوق مقارنة بالعديد من دول العالم الأخرى، التي مازالت تعمل جاهدة على جذب المزيد من المتقدمين من الشباب أصحاب القدرات المتفردة على المستوى العلمي والمهارات الشخصية.
الشباب أبطال الاستدامة
دور اقتصاد المعرفة في بناء مدن المستقبل وتمكين الشباب لمجتمعات مستدامة كان على أجندة نقاشات قمة المعرفة 2018 ، حيث تصدر موضوع دور الحكومات في تمكين الشباب واقتصاد المعرفة، نقاشات القمة في النسخة الخامسة من دورات القمة، إذ يشكِّل قطاع الشباب لاعباً رئيساً في سباق الحكومات نحو بناء اقتصاد مبني على المعرفة، من خلال تطوير مهاراتهم لمواكبة تحديات سوق العمل المستقبلي، وتمكين قدراتهم لبناء اقتصاد مستدام وتعزيز ريادة الأعمال. ومما لا خلاف عليه أن المجتمعات المتطورة تدرك بشكل كبير أهمية الثروة البشرية المتمثلة في قطاع الشباب، وقدرتها الفعّالة على بناء اقتصاد المعرفة الذي يعتمد بشكل أساسي على القدرات الفكرية لهذا القطاع، وتوظيفها في التطوّر التقني والعلمي، وبالتالي دعم النمو الاقتصادي المبني على مفاهيم الإبداع والابتكار.
والثروة الحقيقية التي يمتلكها العالم العربي تتمثل في الشباب، إذ تصل نسبتهم فيه إلى أكثر من 65 %، لذا فإنَّ قوة تأثير هذه الفئة هائلة، ومن خلال تغيير الشباب نحو الأفضل وتمكينهم في مجتمعاتهم التي تمرُّ بمتغيرات معرفية مختلفة، يمكن للحكومات أن تحدّد دور الشباب في مجالات: اقتصاد المعرفة، والتنمية المعرفية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وفي شتى المجالات الأخرى، وبالتالي تصبح المجتمعات قادرة على بناء اقتصاد تنافسي ومستدام.
قادة التغيير
من هذا المنطلق، استضافت قمة المعرفة في جلساتها عدداً من المتحدثين والخبراء الذين يمتلكون نظرة ورؤى ثاقبة في قطاع الشباب بالمنطقة العربية والعالم، وقد شكل كلُّ متحدث منهم إضافة مهمة لجلسات القمة، حيث أضاف ثروة من الخبرات في شتى المجالات، إلى جانب طرح قصص النجاح الملهمة أمام أجيال الشباب. ومن تلك الجلسات كانت جلسة «الشباب: قادة التغيير نحو اقتصاد المعرفة »، التي شارك فيها كل من سمو الأميرة سمية بنت الحسن، رئيس مجلس أمناء جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، ومعالي الدكتور محمد أبو رمان، وزير الثقافة ووزير الشباب في المملكة الأردنية الهاشمية، ومعالي سيد صديق، وزير الشباب والرياضة في ماليزيا، حيث سلطوا الضوء على آليات تطوير مهارات الشباب لمواكبة تحديات سوق العمل المستقبلي، وتمكين شباب اليوم لبناء اقتصاد الغد. وقد خلصت الجلسة النقاشية إلى الشباب هم وقود الاقتصاد المعرفي، وأن الثقافة التكنولوجية والبيانات من أهم العناصر لتمكين جيل الشباب في زمن الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توفير البنية التحتية التي تدعم قدراتهم ومواهبهم، والعمل على تنمية آلية التفكير المؤهلة لمواجهة تحديات سوق العمل. فالمستقبل ينتمي لشباب اليوم، الذين يقدمون أفضل صورة عن الإنسانية، وهم المستقبل الإبداعي لأمتنا العربية ضمن رحلتها المعرفية من النهضة إلى التنوير.
قمة 2017 ودعم الشباب
في نسختها الرابعة لعام 2017 ، كانت قمة المعرفة على موعد مع تكريم الفائزين بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، فكعادتها في كل دورة، تبرز الجهود والإنجازات في نشر المعرفة. وقد كان من الفائزين بالجائزة مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، هي مؤسسة خيرية غير ربحية تكرِّس أهدافها لرعاية وتشجيع التعلم وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل للمملكة العربية السعودية، وهي تسعى لبلوغ هذه الأهداف من خلال خلق البرامج والشراكات مع المنظمات المحلية والعالمية في مختلف المجالات، حيث تستثمر مسك الخيرية في تطوير رأس المال الفكري وإطلاق طاقات الشباب السعودي وشباب المنطقة. وقد أطلقت "مسك" في قمة المعرفة مبادرة «تحديات مسك الكبرى » لتحفيز الشباب إلى الوصول لحلول لمشكلات حقيقية تواجهها المجتمعات العالمية في مجال التعليم.
أفرزت قمة المعرفة 2019
إطاق عدد كبير من المبادرات
والمشروعات الداعمة للشباب
الشباب.. المستقبل 2016
احتضنت قمة المعرفة للعام 2016 سفراء الشباب العرب، وهم 20 شاباً، حضروا جلسة «الشباب.. المستقبل » التي ركزت على نظرة الشباب إلى المستقبل، والتحديات التي تواجههم في مجالات التعليم وسوق العمل، ودورهم في إيجاد الحلول وتطبيقها، إضافة إلى تسليط الضوء على أبرز المبادرات الناجحة التي تشجع الشباب وتعزز من إمكاناتهم.
أدارت الجلسة سارة يوسف الأميري، وهي رئيسة مجلس علماء الإمارات، وهي رئيسة الفريق العلمي في مهمة الإمارات للمريخ )مسبار الأمل(. وشارك فيها كل من سعيد صالح الرميثي، عضو المجلس الوطني الاتحادي رئيس منتدى البرلمانيين الشباب في الاتحاد البرلماني الدولي. وعوشة سالم محمد السويدي، المطورة الأولى في مكتب الخبراء والمستشارين في مؤسسة التنمية الأسرية. ورها حسن محرق، أصغر سيدة عربية وأول سعودية وخليجية تتسلق جبل إفرست.
المؤثرون في الشباب... قمة المعرفة 2015
إن قمة المعرفة هي المنصة التي غدت الحافز الأبرز للطاقات والداعم الدائم للشباب وإبداعاتهم، حتى ارتبط الكثير من فعالياتها وتكريماتها وجلساتها بالشباب. وفي نسختها الثانية لعام 2015 ، كان اللون الشبابي حاضراً بقوة في تلك الدورة؛ فأحمد الشقيري، وهو الفائز بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، واحد من أبرز الإعلاميين العرب المؤثرين والمحفزين للشباب العربي، حيث يتابعه فقط على تويتر ما يزيد على 18 مليون شخص، وهو الحائز على المركز الأول في فئة البرامج التوعوية، كما اختير ضمن قائمة أكثر 500 شخصية مؤثرة في العالم العربي، وصاحب فكرة ومقدم برنامج «خواطر ». كما أن عدداً من المتحدثين في القمة اختيروا ممن لهم إسهامات مؤثرة في عالم الشباب، فميساء جلبوط رائدة عالمية في مجال التنمية بالتعليم. وقد تمَّ تعيينها في منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبد الله الغرير للتعليم. ولديها خبرة أكثر من 20 عامًا في بناء المنظمات والمبادرات والشراكات التي تستهدف الشباب في جميع أنحاء كندا والشرق الأوسط والدول النامية. وكانت المدير التنفيذي المؤسس لمؤسسة الملكة رانيا العبدالله. كما أنتجت أبحاثًا ووضعت استراتيجيات مهمة في كثيرٍ من مجالات التعليم والتنمية بما في ذلك نشر التعليم للشباب العربي واللاجئين أيضًا.
أقيمت قمة المعرفة
2018 تحت شعار «الشباب
ومستقبل اقتصاد المعرفة »
سعياً إلى تحقيق أهداف
الأجندة الوطنية الرّامية إلى
تمكين الشباب
أما جوردون براون، فقد شغل منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة في السابق، تم تعيينه مبعوثاً خاصّاً من قِبل الأمم المتحدة للتعليم في العالم، فضلاً عن عمله في مكافحة الفقر. وهو معروف بشغفه الشديد بالتعليم، ودفاعه عن الشباب وحقوقهم في الوصول إلى التعليم الأفضل المستمر. وفي كلمته التي ألقاها في القمة أكد أن الناس تتوهم أن النفط والغاز ضروريان ومهمان لحاضر البلاد، ولكن الثروة الحقيقية لمستقبل العالم تكمن في قدرات الأفراد باعتبارهم ثروة بشرية تخدم عملية التنمية، وهو ما تحاولون عمله بالفعل عن طريق الاستفادة من هذه الثروة البشرية وتوظيفها على أكمل وجه والاستثمار في مواهب وقدرات وطاقات الشباب الإبداعية والخلاقة، ولا سيما في مجال التعليم. وأشار إلى أنه بالإمكان التعلُّم والاستفادة من بعض خبرات وتجارِب الدول الأخرى حول العالم في مضمار التعليم وإصلاح قطاع التعليم وتحفيز روح الإبداع والابتكار لدى جيل الشباب؛ فمن شأن هذا أن يُعلي من مكانة دولة الإمارات ويعزز نجاحها ويرسخ ريادتها كمركز للابتكار وعاصمة عالمية للمعرفة تتبوأ الصدارة في العالم.