ندوة إدارة المعرفة: منصة رائدة في سماء العالم الافتراضي
أجمع المتابعون على أهميتها وطرحوا أفكاراً تطويرية مثمرة
كانت ندوة «دور إدارة المعرفة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة » التي عقدتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون مع معهد المواصفات البريطانية، عظيمة النتاجات، وافرة المخرجات، وهذا ما يعبر عن أهمية مثل تلك اللقاءات في تحقيق أهداف المؤسسة الاستراتيجية، ومن هنا فإنه لا بد وأن يكون ثمة استقصاء شامل لمدى استفادة المتابعين لها، وآرائهم عنها. في هذه المادة نضع القراء أمام أهم الآراء والمناقشات والاقتراحات التي تمت حول ندوة إدارة المعرفة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
سلطت الندوة الضوء على عدد من المحاور المهمة في إدارة المعرفة للمعرفة، حيث أضحى للمعرفة دور أساسي في اتخاذ القرارات، ومن هنا كان لا بد من إدارة هذا العنصر الفعال من عناصر النجاح، كي يكون في متناول الجميع، ولذا فإن معيار )آيزو 30401 ( الدولي لإدارة المعرفة، الذي حظيت به المؤسسة عن جدارة، يمثل المعيار الذي يسهم في تمكين ودعم المزيد من المؤسَّسات القائمة على المعرفة والابتكار. وكما أوضح رون يونج، الرئيس والمدير التنفيذي للمعرفة في نوليدج أسوشيتس كيمبردج، فإن أهميته تكمن في أنه يساعد المؤسَّسات على صوغ نظام إدارة يخلق قيمةً تستند إلى المعرفة، فقيمة العمل تكمن في تقديم نتائج جيدة، والنتائج الجيدة تنبثق من المعرفة التطبيقية. ففي هذا العالَم المترابِط، تتغيَّر بشكل لافت كافة الاستراتيجيات الجيدة، والطرق المبتكرة، والتكنولوجيا الاستثنائية، إلا أنَّ المبادئ المتأصلة لن تتبدَّل. فالمعايير التي تستند إلى مبادئ تستطيع تحقيق التغيير المنشود.
استثمار الطاقات
تعددت الاقتراحات، إلا أن الآراء توافقت وأجمعت على أهمية الندوة في طرحها، وأنها منصة رائدة في سماء العالم الافتراضي، ولاسيما في هذا التوقيت، إذ إنها تأتي في أيام أضحى فيها العالم أجمع بأمسِّ الحاجة إلى استثمار كل الطاقات والإمكانات في التطوير المستمر، ولاسيما في ظل اجتياح فيروس كورونا 2019 )كوفيد- 19 ( للعالم. مع التطلع من المتابعين إلى الذهاب إلى التعمق في القضايا المهمة من حيث تطوير آليات العمل وصياغة نموذج يستجيب إلى مطلب التجديد والتحديث في إدارة المعرفة، وتعزيز موقع الشباب العربي من التنمية المستدامة في الوطن العربي. ومما اقترحه بعض المتابعين في تطوير مثل هذه الندوات، التعرف إلى قصص النجاح التي من شأنها أن تبرز الجهود، على مستوى الدول والمؤسسات، لتكون نماذج حية أمام المتابعين، بحيث تشحذ الهمم وتبث روح الإصرار في النفوس للاستثمار الأمثل للمعرفة في تحقيق الأهداف المطلوبة.
زيارات ميدانية
ومن هذا المنطلق يرى بعض المتابعين ضرورة عمل زيارات ميدانية لبعض تلك النماذج، لأخذ فكرة واضحة عن آلية استثمار إدارة المعرفة في كافة أعمالها، ولا سيما ما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة، لأن رؤيتها على أرض الواقع يمثِّل منصة واقعية تبرز الإنجازات الرائدة في ذلك، كعمل زيارات ميدانية للشركات الكبرى التي تعمل على استثمار المعرفة وإدارتها في خدمة الاستدامة.
أهمية التعمق في القضايا
المهمة من حيث تطوير آليات
العمل وصياغة نموذج يستجيب
إلى مطلب التجديد والتحديث
في إدارة المعرفة
بعض المتابعين للندوة اقترح أن تتم مناقشة دور الحوكمة أو الحكم الرشيد في ترشيد النفقات وتأثيرها على التنمية الاقتصادية في الدول العربية مع إعطاء الإمارات العربية المتحدة نموذجاً على ذلك. كما رأى آخرون ضرورة العمل على إبراز أهمية التدريب مقابل التلقين والربط بين المعلومة والتنفيذ على أرض الواقع، وإعطاء أهمية أكبر لبرامج بناء القدرات وتنمية المهارات لرفع كفاءة الجهات التنفيذية.
دور الشباب
وكالمعتاد، لا يخلو موضوع الشباب من دخوله على خط مسار أي حوار أو تعليق، ومن هنا تعدَّدت الاقتراحات التي ركَّزت على مشاركة الشباب ودعمهم للوجود في مثل هذه الندوات، ليس بالضرورة كمشاركين، بل يمكن أن تخصص منصة لطرح أفكار الشباب، أو استضافة بعضهم كمتحدثين ضيوف، حيث يعد دمج الشباب في العملية القادمة مساهماً فعالاً وحيوياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية وأهداف الأمم المتحدة.
من الاقتراحات الجديرة بالاهتمام، أن تناقش الندوة في أحد محاورها موضوع التعلم المؤسسي، كأحد المداخل الهامة لتطوير مختلف القطاعات في سياق استفادتها من المعارف المتجددة في عصر يتسم بالتغييرات المتسارعة والاستثنائية، والعالم اليوم يبحث كله عن لقاح لفيروس كورونا، مث الً، فكيف يمكن أن تتعلم المؤسسات لمواجهة الأزمات بشكل ذاتي؛ كيف تتعلم لترتقي بأدائها الوظيفي والعلائقي، كيف تتعلم المؤسسات لتكون هي حاضنة لمشاريع المجتمع كلها. فموضوع انعكاس التعلم المؤسسي على المؤسسة نفسها وعلى المؤسسات التي تستفيد من العملية التعليمية أمر بالغ الأهمية وله ارتباط وثيق بإدارة المعرفة ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفضالً عن ذلك، اقترح بعض المتابعين للندوة أن تبرمج ندوات لإدارة المعرفة وسبل تطبيقها وتطويرها في الوطن العربي، وطرح الطرق الناجعة والمؤثرة في تبادل المعارف بين الدول العربية على مستوى الحكومات أو على مستوى الجامعات، والعمل على خلق المجلس العربي لتطوير وتنمية إدارة المعرفة.
استطاعت ندوة المعرفة أن تضع بصمتها بما نتج عنها من مخرجات واقتراحات، وهذا ما عكسته الآراء التي تابعت الندوة، وذلك من خلال مداخلاتهم التي أثروا بها الندوة وتفاعلوا من خلالها مع المتحدثين. فكانت فرصة سانحة لاستثمار الفضاء الافتراضي في متابعة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في مسيرتها وجهودها للاستفادة من الأفكار والرؤى في نشر المعرفة بشتى مجالاتها. وفي سبيل متابعة ما نتج عن الندوة من مخرجات، أنشأت المؤسسة استطلاعاً لرأي المتابعين رصدت من خلاله آراءهم حول عدد من المحاور التي استخلصت منها ما يسهم في التحسين والتطوير المستمر لندواتها ونشاطاتها.
الذكاء الاصطناعي
حديث الساعة لم يكن في معزل عن اقتراحات الشباب، ألا وهو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فقد اقترح الكثير من المتابعين أن يكون لتقنية الذكاء الاصطناعي نصيب في محاور الندوات، أو في تسخيرها لإثراء المحتوى المعرفي الذي يفيد أكبر عدد من المتابعين، وإدخاله في صلب العملية التنموية التي تعتمد اعتماداً رئيساً على المعرفة وإدارتها.
المواطنة الرقمية
تلك هي أبرز الآراء التي تمخض عنها عقد الندوة الافتراضية «إدارة المعرفة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة » يضاف إليها اقتراح عدد من المتابعين التركيز على المناطق الجغرافية التي تنتمي إليها الدول العربية مثل آسيا وإفريقيا، ودراسة الاختلافات ومحاولة مجابهتها بين الدول العربية ككل، فضلاً عن طرح الإيجابيات والسلبيات، ومقارنة إدارة المعرفة للدول العربية مع الدول الأجنبية، وتوفير المعلومة ضمن الإدارة الناجعة للمعرفة، إضافة إلى إدارة المعرفة وفق المقاربة الأفقية، ومناقشة موضوع المواطنة الرقمية.
كان التفاعل مع الندوة كبيراً، إذ تم طرح أفكار ورؤى تطويرية تعد بندوات أخرى شاملة لكل ما هو مطلوب على أرض الواقع في عالمنا العربي، وتسعى مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وهي تأخذ هذه الآراء والاقتراحات بعين الاعتبار، إلى أن يكون الفضاء الافتراضي منصة مفتوحة للأفكار والعقول لإبراز المعرفة وأهميتها في كافة المجالات التي تحتاج إلى تطوير مستمر.