جون نوستا: نتفاءل بالخروج من الأزمة من غير مبالغة
ركّز على أهمية مواجهة فيروس كوفيد 19 من خلال مسارين مهمين
على الرغم من أنَّ العديد من الشركات الناشئة ستفشل في النهاية، إلا أن بعض الشركات ذات القيمة العالية اليوم ستستمر لتصبح عمالقة الاقتصاد الرقمي في المستقبل، وتهيمن على حياتنا بقدر ما تفعل شركات التكنولوجيا الكبرى اليوم. لا فائدة من الشكوى من دعم الدولة الصينية أو الأسواق الأمريكية الأقل تنظيما. ستتفوق الشركات التي تُحقق النجاح في نماذج أعمال مبتكرة تُقدم ما يريده العملاء. من أجل إعطاء زخم جديد للانتقال إلى اقتصاد مُحايد الكربون، أعلن البرلمان الأوروبي في أواخر العام الماضي عن «حالة طوارئ مُناخية ». هذا هدف مفهوم تماماً لتحديد الأولويات. يتعين على أوروبا أيضاً أن تُعلن عن «حالة طوارئ رقمية » على المستوى المحلي، خشية أن تستمر في التخلف عن الركب في الصناعات التي ستكون ضرورية لتحقيق جميع أهداف التنمية الأخرى - بما في ذلك الاقتصاد الأخضر.
وانطلاقاً من علمهم بهذا الدور الريادي للمؤسسة قام عدد من أبرز متحدثي قمة المعرفة والفائزين بجائزة المعرفة في مختلف المجالات بتسجيل فيديوهات توعية حول كوفيد 19 وما يتعلق به من متعلقات على المستوى الطبي والتعليمي والاقتصادي. وفي هذا التقرير نسلط الضوء على خلاصة نصائح وتجارب مهمة في حقل التعليم، الذي استمر في كثير من دول العالم عبر الواقع الافتراضي، ما يمكن أن يمثل خريطة طريق أو نقاطاً مهمة على درب التعليم، يفيد المؤسسات التعليمية والطلاب والمعلمين على حد سواء.
تسطيح منحنى الإصابات
من المتحدثين البارزين الذين خصوا منصة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالحديث، جون نوستا، فيلسوف الصحة الرقمية، الرئيس التنفيذي السابق لشركتي آبل وبيبسي، حيث يدلي بنصائحه القيمة في هذه الأوقات التي يعيش فيها العالم حرباً بيولوجية هي الأهم من نوعها، إذ يبدأ حديثه مركزاً على ناحيتين تتعلقان بفيروس كورونا:
الأولى: «تسطيح منحنى » عدد الإصابات.
الثانية: منع ظهور حالات جديدة.
ويؤكد نوستا أنه كي نتمكن من «تسطيح منحنى » عدد الإصابات بفيروس كورونا بداية، من المهم أن نطبّق «التباعد الاجتماعي » والعزلة الذاتية، فهذه الخطوات تخفّف من حدة ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس، وبذلك فإننا نقلّل من ارتفاع قمة المنحنى الذي يمثّل عدد الحالات المصابة. وفي بيان ذلك، يوضح جون نوستا أن المفارقة هنا تكمن في أننا نقلّل ارتفاع القمة وتسطيحها بالتوازي مع اتّساع المنحنى. وأنه في بعض الحالات، قد لا يؤثر هذا في عدد المصابين بالفيروس، ولا يقلّل من الإصابات الإجمالية، ولكن، هذا التدبير قد يقلّل من تسارع إصابة حالات جديدة، مما يمكّن الطواقم الطبية من معالجة جميع الحالات. من هنا كانت هذه النقطة بالغة الأهمية، إذ إن تطبيق العزلة الذاتية يساعد المستشفيات والأنظمة الصحية على استيعاب أعداد المصابين.
تطبيق العزلة الذاتية يساعد
الأنظمة الصحية على
استيعاب أعداد المصابين
المبالغة في التفاؤل
أما الجانب الثاني الذي الذي أدلى به نوستا في حديثه، فهو يتخطى «تسطيح المنحنى » إلى منع ظهور حالات جديدة. مبيناً أن لدينا فرصاً كثيرة لإيجاد علاج لهذا المرض. وعلى الرغم من احتمال عدم إيجاد لقاح خلال وقت قريب، تتم دراسة بعض المركّبات مثل «هيدروكسي كلوروكوين » و «أزيثروميسين »، حيث بدأ استخدامها في بعض الاختبارات الطبية الأولية.
وكي لا يكون جون بعيداً عن الواقع فإنه يركز على أن الاختبارات الساعية إلى البحث عن علاج للمرض ما زالت في مرحلة مبكرة جداً، ويقتصر إجراؤها على عيّنة صغيرة من المرضى؛ لذلك، يجب عدم المبالغة في التفاؤل على الرغم من الفرص التي قد تقدّمها هذه التجارب.
أنواع علاج أخرى تخضع أيضاً للدراسة كالعلاج المناعي، الذي يعتمد على الاستفادة من قدرة بعض عناصر الجهاز المناعي لدى الإنسان، كالخلايا القاتلة الطبيعية، والعناصر المضادة للفيروسات، والذي تبدو تجاربه واعدة إلى الآن.
الصحة الرقمية
جون نوستا هو مفكّر راسخ القدمين في العلم والطب والابتكار، وقد أسس نوستلاب، وهو مركز أبحاث يُعْنَى بالصحة الرقمية. ونوستا هو أكثر الشخصيات على مستوى العالم تأثيراً في مجال الصحة الرقمية، ويُعَدُّ أحدَ أهم المفكرين الاستراتيجيين والإبداعيين العالميين في هذا المجال المهم الذي يزداد انتشاراً يوماً بعد يوم.
يمزج نوستا في حديثه بين العلم والعاطفة، ما يجعل لحديثه صدى لدى مستمعيه، فهو يتبع الأسلوب الحواري في حديثه ويُشرِك جمهوره معه فينفعل معه الحاضرون ثم يخرجون من جلسته وقد تعلموا جديداً لم يكونوا يعلمونه من قبل. إلمام نوستا بالطب والتكنولوجيا والتسويق يمنحه عيناً ثاقبة في مجال الصحة الرقمية ويجعله أحد قادة الفكر الذين يمكنهم إبراز أهمية هذه الحركة في تاريخ البشرية.