Dubai Digital Authority - هيئة دبي الرقمية

Contrast

Use toggle below to switch the contrast

Contrast

Read Speaker

Listen to the content of the page by clicking play on Listen

screen reader button

Text Size

Use the buttons below to increase or decrease the text size

A-
A
A+

قمة المعرفة: تجارب العالم تتألق في دبي

إنجازاتها ومخرجات جلساتها تؤكد الدور البارز الذي تضطلع به المؤسسة دولياً

في عصر أضحت فيه المعرفة بوصلة العالم التي توجه طاقاته نحو خطط التقدم والازدهار، كانت قمة المعرفة علامة فارقة بين المؤتمرات التي تضع على أجندتها النهوض بالمجتمعات نحو الأفضل. ولعل النتائج والتوصيات البنّاء التي خرجت بها قمة المعرفة في كل دورة من دوراتها المنعقدة على مدى ست سنوات تؤكد العالمية التي سعت دبي إليها بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. ومن هذا المنطلق تأسست الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بما يؤكد مركزية الدور الذي تضطلع به المؤسسة في تحقيق استراتيجية دبي نحو بلوغ المراكز الأولى على الدوام.

تعدُّ قمة المعرفة حدثاً سنوياً هو الأول من نوعه في المنطقة، وأحد أهم وأبرز التجمعات الدولية المعنية بتبادل الخبرات ونقل المعرفة، حيث يتخذه المعنيون والمتخصصون وصنّاع القرار مرجعاً لوضع الخطط ورسم السياسات المستقبلية. وقد أصبحت القمة في وقت قصير منصة عالمية مثالية لمناقشة سبل ترسيخ ثقافة بناء مجتمعات واقتصادات مستدامة. وتهدف القمة إلى تسليط الضوء على أهمية دور المعرفة وتعزيز البرامج والأفكار التي تساعد على نشر الوعي بالمعرفة في أنحاء العالم كافة، حيث تجمع جهات المعرفة العالمية والإقليمية المؤثرة وقادة الفكر على منصة واحدة لإط الق المبادرات والمشاريع المتعلقة بتحويل مجتمعاتنا العربية إلى مجتمع المعرفة.

بان كي مون: تقدِّر الأمم
المتحدة جهود الشيخ محمد
بن راشد في دعم التنمية
المستدامة والمعرفة والتعليم

تمكين أجيال المستقبل

انطلقت القمة في أولى دوراتها عام 2014 ، تحت عنوان «تمكين أجيال الغد » حيث تداولت فيها على مدى ثلاثة أيام القضايا المعرفية والتعليمية والتأهيلية التي تعانيها دول المنطقة العربية، وتعرّف الأسباب التي تُحفّز الشباب للإقبال على العلوم وإنتاج وتوطين المعرفة. ويعد هذا التجمع الأول من نوعه في المنطقة المختص بأمور نشر ونقل وتوطين المعرفة وطرق بناء مجتمع واقتصاد يتخذان من المعرفة نهجاً نحو استدامة التنمية ورخاء الشعوب.

وبناء على أهمية القمة منذ بداياتها، فإنها اجتذبت إلى أهم المتحدثين والمفكرين وأصحاب الإنجازات على مستوى العالم، فكان من أبرز المتحدثين في ذلك الحدث في نسخته الأولى جيمي ويلز، مؤسس ويكيبيديا، الذي استعرض تجربته العالمية في تأسيس أضخم موسوعة عرفتها البشرية، وبالتركيز على ويكيبيديا العربية، أشار ويلز إلى أنها واحدة من الأمور الأكثر إثارة للاهتمام في ويكيبيديا، وهي واحدة من مجتمع كبير يضم 341000 من المواد التي هي أكبر موسوعة في تاريخ اللغة العربية، كما أنها الثانية عشرة في ترتيب أكبر عدد من المحررين الناشطين، لذلك فهو مجتمع نابض بالحياة، والخامس في الترتيب الأفضل بين اللغات والتشعب من حيث العمق والمضمون.

وبما أنه لا مجال للحديث عن المعرفة بمعزل عن الإنترنت في عصر البركان التقني الذي بدأت تباشيره تظهر منذ بدايات القرن المنصرم، فإنه لا بد أن يكون محوراً رئيساً من محاور قمة المعرفة في انعقادها الأول. ففي الوقت الذي يسيطر فيه على الناس اعتقاد بأن الإنترنت هو وسيلة للتواصل والمعرفة، تغيب عنهم جزئيات لها أهميتها التي قد يغفل الكثير عنها لهذا العم الق المعرفي الذي غزا كل منزل. وبما أن أهل مكة أدرى بشعابها، ف ال أحد أقدر على التحدث عن هذا المخزون المعرفي أكثر من مبتكره، من هنا كانت استضافة قمة المعرفة في نسختها الأولى للسير تيم بيرنرز لي، مخترع مفهوم شبكة الإنترنت، الذي تحدَّث عن الشبكة العنكبوتية وأثرها في الحفاظ على الثقافات والثقافات الفردية لدينا، وتعزيزها. وأوضح أن من أهم إنجازات الإنترنت الحفاظ على لغات كانت مهددة بالانقراض بسبب تقوقعها بين أهلها، وقد أسهم الإنترنت في نشرها بين الأمم، كما يمثِّل لذلك باللغة اليونانية التي أيقظتها شبكة الإنترنت من سباتها الطويل. وهذا يندرج على الكثير من اللغات الأخرى التي بعث الإنترنت فيها الحياة.

الطريق إلى الابتكار

وفي إطار احتفاء دولة الإمارات العربية المتحدة بالابتكار في عام 2015 ، انعقدت قمة المعرفة في دورتها الثانية تحت شعار: « الطريق إلى الابتكار ،» حيث ركَّزت على الابتكار في التعليم وتكنولوجيا المعلومات، وتوظيف الابتكار في مجال الإع الم وصناعة الأف الم؛ وناقشت عبر جلساتها أهمَّ تطوُّراتِها والتحديات التي تواجه مسيرة التنمية، وأساليب تأهيل المجتمعات العربية لتصبح قادرةً على نشر مفاهيم الإبداع والابتكار كأساليب حياة بين أفرادها.

وبما أننا نتحدث عن التعليم، فإنه لا بد أن يكون جوردون براون رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق، هو المتحدث الأبرز عن هذا العنصر الأساسي من عناصر التنمية المستدامة، إذ يعد من أبرز المناصرين للتعليم في العالم، والمنادين بضرورة توفيره لكل الناس، وهو المؤلف لكتاب «كل المواهب لكل الناس » الذي أشرفت على نشره مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة. أوضح براون في جلسته خ الل القمة عن أن نجاح أي اقتصاد في العالم بات يعتمد على الابتكار، والابتكار يرتبط بدوره بنجاح نظام التعليم والاستثمار فيه. فمن غير التعليم، لن تتمكن المجتمعات من استكشاف قدرات وطاقات ومواهب الأطفال والعمل على توظيفها بالطريقة الصحيحة في المستقبل.

أما معالي المهندس حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم الإماراتي، فكانت مشاركته عنوان: «الابتكار في التعليم.. نظرة مستقبلية »، حيث بيّن أن الابتكار في التعليم يتمثّل في وضع حلول جديدة وطرحها لمشكلات قائمة، أو لوجود احتياجات تعليمية جديدة تُناسب احتياجات سوق العمل، وأن دولة الإمارات تتميز بوجود قادة لهم نظرة ثاقبة للغد؛ حيث وضعت رؤية واضحة وصولاً إلى العام 2021 ، ومحورها الأساسي الارتقاء بالتعليم ومخرجاته، كما أنه تم تخصيص العام 2015 عاماً للابتكار، وهذه الخطط من شأنها وضع ورسم مستقبل مشرق للإمارات عن طريق الارتقاء بالعملية والمنظومة التعليمية كاملة.

توني آبوت: تعد دبي واحدة
من معجزات العالم الحديث

الابتكار وتكنولوجيا المعلومات كانت محور جلسة نقاشية شارك فيها ستيف وزنياك، المؤسس المشارك في آبل، وأوضح خلالها أن الشخص المبتكر يفكر دائماً ولديه الميل باستمرار إلى التفكير في أنه قادر على عمل الأشياء على نحو أفضل مما كانت تبدو عليه من قبل، هذا النوع من الأشخاص في حالة إبداع مستمر؛ وهو ما ينمي المهارات والقدرات العقلية لديهم.

المعرفة ... الحاضر والمستقبل

كان شعار قمة المعرفة في دورتها الثالثة التي انعقدت في الفترة من 5 إلى 7 ديسمبر 2016 «المعرفة.. الحاضر والمستقبل »، حيث زاوجت في طرح الموضوعات بين الواقع القرائي والتركيز على الشباب لجهة تمكينهم من امت الك أدوات المعرفة، فضالً عن استشراف المستقبل والاستعداد له بتحصين الفكر والعقل العربي من معاول الهدم والتغيير الضار.

وشهدت القمة إطلاق مؤشر القراءة العربي ونسخة 2016 المحدثة من مؤشر المعرفة العربي، وكلاهما يصدر عن مشروع المعرفة العربي بالشراكة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويعنى مؤشر القراءة العربي بدراسة ممارسات القراءة قي جميع أنحاء المنطقة ودورها في تمكين الأفراد، تحسين المهارات والقدرات، ودعم الابتكار والإبداع.

ألقى بان كي مون، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كلمة متلفزة قدَّر من خلالها جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي تصب في دعم التنمية المستدامة والمعرفة والتعليم. كما أشار إلى أن المعرفة خطوة أساسية للاستعداد والتحضير للمستقبل، خاصة لدى فئة الشباب الراغبين في الحصول على فرص مستقبلية أفضل، وإيجاد فرص عمل مناسبة لتوظيف قدراتهم في دعم المعرفة.

أما توني آبوت، رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق، فقد أبدى إعجابه بالنهضة التي بلغتها دبي، ووصفها بأنها معجزة من معجزات العالم الحديث. كما أشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر بلداً ناجحاً بكل المعايير؛ حيث تؤدي حكومتها دوراً ريادياً لتمكين أفراد المجتمع ودعمهم وتحقيق التكافؤ بينهم؛ للقيام بالدور المنوط بهم. وما حققته الإمارات من تطور ونهضة يعد مثالاً يحتذى في المنطقة في التعايش والانسجام بين جميع الأعراق والجنسيات. وعن المعرفة ومدن المستقبل، تحدث سعادة سعادة سعيد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، حيث بيّن أن أهم عناصر تطور المدن الذكية هو التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لجعل مدينة دبي مدينة ذكية ومستدامة، وتتيح جميع خدماتها على نحو متصل وتقني، والاعتماد على الابتكار التكنولوجي في تعزيز تجربة حياة سعيدة لأفراد المجتمع.

المعرفة.. والثورة الصناعية الرابعة

كانت الدورة الرابعة من القمة تحت شعار «الثورة الصناعية الرابعة »، حيث ناقشت في جلساتها وبشكلٍ مفصَّل مفهومَ وأهميّةَ الثورة الصناعية الرابعة، وتاريخ الثورات الصناعية ودورها في تغيير حياة البشر إلى الأفضل، ودعم نمو وتطور مجتمعات المعرفة، من خ الل تسليط الضوء على الثورات الصناعية الأولى والثانية والثالثة، واستعراض تفاصيل الثورة الصناعية الرابعة التي انطلقت في مطلع القرن الحالي، والتي يطلق عليها «الثورة الرقمية».

الشباب ومستقبل اقتصاد المعرفة

سعت قمة العام 2018 تحت شعار «الشباب ومستقبل اقتصاد المعرفة »، إلى مواكبة رؤية الإمارات 2021 ، لبناء اقتصاد تنافسي قائم على الاستثمار في المعرفة، وداعم لمفاهيم الابتكار والإبداع، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في تعزيز رفاهية ورخاء الإنسان، لتأسيس جيل متميز من روّاد الأعمال ضمن بيئة أعمال محفزة. كما ركَّزت على دور الشباب في صناعة المستقبل للمنطقة العربية وللعالم.

آخيم شتاينر: التقدم السريع
في التكنولوجيات الرئيسة
هو ما يقود الثورة الصناعية
الرابعة ويتحكم باقتصاداتنا
ومجتمعاتنا

وفي كلمته المتلفزة التي ألقاها على الجمهور، أوضح آخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن التقدم السريع في التكنولوجيات الرئيسة هو ما يقود الثورة الصناعية الرابعة اليوم، ويحوِّل اقتصاداتنا ومجتمعاتنا، واستغلال الفرص التي قدمها هذا التحول أمر بالغ الأهمية.

أما سمو الأميرة سمية بنت الحسن، رئيس الجمعية العلمية الملكية، فتحدثت عن دور الحكومات في تمكين الشباب واقتصاد المعرفة، وذلك من خ الل الاستثمار في الإنسان، والعلوم، هذا الاستثمار القائم على المعرفة يحقق عوائد عالية جداً. وأوضحت أن العلم مسألة تتعدى حدود الدول، وأننا في العالم العربي أصبحنا محترفين في تحقيق التعاون بين الأطراف المختلفة.

السير مجدي يعقوب، الحاصل على وسام الاستحقاق البريطاني وزمالة كلية الجراحين الملكية بلندن، وأحد منشئي مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، الفائزة بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في دورتها لذلك العام، فتحدث في جلسة حوارية مع الفائزين أن مؤسسة مجدي يعقوب تبذل جهوداً حثيثة من أجل إنتاج مزيد من المعرفة على أيدي الباحثين والعلماء من مصر والمنطقة والعالم أجمع، ومن أهم مهام المؤسسة كذلك ع الج أمراض القلب وتقديم المساعدة إلى المرضى الفقراء والمعدمين.

المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة

سلِّطت القمة في نسختها السادسة الضوء على دور المعرفة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومواجهة التحديات العالمية، كالفقر والجوع وعدم المساواة، إلى جانب التغير المناخي وتعزيز الابتكار، والاستهلاك المستدام، عبر تقديم الحلول المناسبة لحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الشعوب بالازدهار والس الم والعدالة بحلول عام 2030 .

تحدث في القمة معالي أولافور راغنار غريمسون، رئيس شبكة الدائرة القطبية الشمالية، رئيس آيسلندا خ الل الفترة ) 1996 - 2016 (، مبيناً أن تدفئة المدن وتبريدها خ الل القرن الحادي والعشرين - حيث سيعيش ثلثا سكان العالم في المناطق الحضرية- ستشكل تحدياً بارزاً أمامنا في مجالات الطَّاقة والاقتصاد والبيئة خ الل العقد القادم، وإذا لم ننجح في تقديم حلٍّ لا يسبب التلوث أو انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، ف ال أهمية لما ننجزه في أي مجال آخر سعياً في منع تَغَيُّر المناخ لأنها لن تؤتي ثمارها، إننا بالفعل أمام تحدٍّ كبير.

أما مراد وهبة، القائم بأعمال نائب المدير العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمدير الإقليمي لمكتب الدول العربية، فذكر في كلمته الافتتاحية للقمة أن العالم يتَغَيُّر اليوم أمامَ أعيننا بسرعة كبيرٍة، فنحن حالياً في منتصفِ الثورة الصناعيةِ الرابعة التي ظهرت فيها تقنياتٌ جديدةٌ، عملت على زعزعةِ حياتنا بشكلٍ غيرِ مسبوقٍ، فبتنا نعيشُ في عصرٍ عالميٍّ يتمُّ قياسهُ بالتقدم السريعِ، والتقنياتِ الجديدةِ، والاتصالاتِ العالميةِ، إلا أن هذه الثورةَ تُقدم لنا فرصةً غيرَ مسبوقة لتوجيهِ الابتكارِ نحو الاستدامةِ، وفي الوقت ذاته تقودنا نحوَ تحدياتٍ للأعمالِ والمجتمعاتِ.